تجاهل السلطات فاقم المشكلة... تحقيق صحفي يكشف عن آثار مدمرة للتلوث النفطي بمارب وشبوة
الأحد 24 يناير ,2021 الساعة: 11:39 مساءً
خاص

كشف تحقيق صحفي، اليوم، عن آثار خطيرة للتلوث النفطي في مناطق الانتاج بمحافظتي شبوة ومارب. 

وقال التحقيق الذي أعده "العربي الجديد" إن التسرب النفطي في مناطق الانتاج بمحافظتي شبوة ومارب فاقمت معاناة اليمنيين، بسبب عدم مراعاة معايير الحفاظ على الصحة والبيئة. 

وأضاف "تزايدت المخاطر البيئية والصحية بفعل التسريب النفطي المتكرر من الأنبوب الروسي الناقل للنفط الخام من منطقة التصدير قطاع 4 في غرب عياد بشبوة، وصولا إلى ميناء النشيمة على ساحل بحر العرب في مديرية رضوم بالمحافظة، والذي توكل مسؤوليته إلى الشركة اليمنية للاستثمارات النفطية والمعدنية"

ونقل التحقيق عن عمار حبتور، أستاذ اقتصاديات وإدارة النفط في كلية النفط والمعادن بشبوة، قوله، إن مخلفات التسريب النفطي خلال الأعوام 2018 و2019 و2020، أنتجت مهددات حقيقية للبيئة في عدد من المناطق التي يمر عبرها الأنبوب، وخصوصا في قرية ووادي غُرير بمنطقة الغيل جنوب شرق شبوة والمنطقة المجاورة له في مديرية الروضة.

وأضاف "ارتكبت الشركة اليمنية للاستثمارات النفطية والمعدنية مخالفات جسيمة أثناء تعاملها مع التسرب النفطي في 6 مناطق بمنطقة الغيل خلال العامين الماضيين، بقيامها بدفن مخلفات التسرب قرب منازل المواطنين وعلى بعد 50 مترا فقط عن آبار الشرب والزراعة، بدون أي عوازل، كما عرّضت العمال بالأجر اليومي للخطر من خلال حثهم على النزول إلى أماكن التسرب من دون ملابس واقية"

وتحتوي النفايات النفطية المدفونة، بحسب التحقيق، على الزرنيخ والبوينت والكروم، وغيرها من المعادن الثقيلة السامة، بحسب التحقيق. 

وأكد أن الخطر يكمن في تسرب هذه العناصر إلى المياه الجوفية وإلى التربة ومنها إلى الإنسان مسببة الأمراض الخطرة. 

ويقول الخبير النفطي محمد مُطَلِّس،بحسب التحقيق، إن مخلفات ونفايات الإنتاج، أو تسرب غازات منها ما يتصف بسمّية عالية، مصدرها آبار نفطية توقف العمل فيها بداية الحرب، أو آبار قديمة ومهملة جدرانها متآكلة ولم تتمكن إدارة الشركة من صيانتها، مرجعا ذلك إلى عدم تخصيص ميزانية لشركة صافر للقيام بأعمال الصيانة، أو تصريف مخلفات الإنتاج النفطي حاليا، وهو ما يحتاج إلى موازنة كافية للقيام به وفق المعايير المتفق عليها عالميا.

وبلغ إجمالي حالات السرطان المسجلة لدى المركز الوطني لعلاج الأورام بمدينة عتق في شبوة، 1396 حالة من عام 2013 ولغاية سبتمبر/أيلول 2020، حيث تشهد محافظة شبوة تزايدا غير مسبوق في أعداد الإصابات بالسرطان، وخاصة بين السكان المقيمين قرب مواقع النشاط النفطي. وفقا لنائب المركز الدكتور علي وهال.

وسجل المركز 192 حالة إصابة جديدة بالسرطان، خلال الفترة الممتدة بين يناير وحتى سبتمبر 2020، في حين كان العدد 117حالة في 2018، وسجل 114 حالة في 2019. وأشار وهال الى أن نسبة المصابين من السكان في مناطق النشاط النفطي، بلغت 36.4%. فيما وصل عدد الحالات المترددة على المركز إلى 1315 مريضا خلال النصف الأول من عام 2020، بمعدل 220 حالة شهريا، وبلغت الوفيات في ذات التوقيت 27 وفاة، وتم إعطاء المرضى 468 جرعة كيمائية خلال الفترة ذاتها.

وكانت دراسة ميدانية بعنوان النفط المسموم نشرت عام 2012، أعدها الأكاديمي في جامعة عدن الدكتور حسين مثنى العاقل، كشفت وجود "مقابر" لدفن نفايات كيمائية خطيرة في مديريات عرماء، وجردان، وعسيلان، وهي مناطق النشاط النفطي في شبوة، تسببت بها الشركة الأسترالية "أويل سيرش" التي كانت تدفن المخلفات النفطية الناجمة عن حفر الآبار في منطقة شبوة القديمة، بالإضافة إلى الشركة النمساوية OMV التي لم تلتزم بأي معايير أثناء نقل المخلفات السامة من حقل العقلة، وتعد الشركة النمساوية الوحيدة من بين 4 شركات أجنبية قررت العودة للعمل في شبوة عام 2018، بعد أن اضطرتها الحرب للمغادرة عام 2015. وفق التحقيق. 


Create Account



Log In Your Account