قرار مثير للجدل في جامعة تعز .. الاستغناء عن دكتور في الجامعة بسبب منشور قديم ومزاعم
السبت 23 يناير ,2021 الساعة: 01:23 صباحاً
الحرف 28 - خاص

أثار قرار قسم الإعلام وعمادة كلية الآداب بجامعة تعز، فصل الأكاديمي عارف الاتام جدلًا واسعًا رافقته حملة تضامن مع الأكاديمي من قبل صحفيين وحقوقيين.

وقررت عمادة كلية الآداب بجامعة تعز الخميس إنهاء التعاقد مع الأكاديمي بناء على "أقوال  نشرها الدكتور عارف الأتام في صفحته بموقع فيسبوك".

وقال بيان لعمادة الكلية إن الأتام "دكتور تعاقد معه القسم لفصل دراسي واحد فقط، ولكون منشوراته تسيء لكلية الآداب وللشرعية (الحكومة المعترف بها دوليًا) وكافة رموزها فإن كلية الآداب تعتبر أن ما صدر عنه من منشورات مسيئة ولا تعبر إلا عن شخصه".

وأضافت العمادة أن "ملزمة (المادة التي يدرسها) الاتام تحتوي على بعض الآراء الخارجة عن النهج العلمي والأكاديمي للكلية والجامعة التي تنتسب إليها، ويعبر عن مقدار تقصيره في مراجعة محتوى المقرر ومراجعه المعتمدة".

وعارف الآتام مدرس جامعي حصل على الدكتوراه في الإعلام قبل عامين من جامعة القاهرة.

وهو بالإضافة الى كونه أكاديمي مؤهل، فهو صحفي عمل لفترة طويلة في صحيفة الثورة الحكومية قبل 2014، وبداية العام الدراسي الجاري  تعاقدت معه جامعة تعز للتدريس في قسم الإعلام بكلية الآداب.

قرار الكلية جاء بعد أيام من حملة دشنها ناشطون وطلاب في الكلية احتجاجًا على ما ورد في مُقَرّر "برامج تخصصية" التي يدرسها الأكاديمي، مطالبين بمعاقبته ومحاسبة عمادة الكلية التي تقع عليها مسؤولية اعتماد المقررات والرقابة على محتوياتها.

الجزئية أثارت الجدل هي "قناة المنار(تابعة لحزب الله اللبناني التابع لجمهورية إيران)"، الواردة ضمن المُقَرّر على أنها إحدى أنواع الفضائيات الإسلامية، كقناة "دعوية سياسية" بحسب ما جاء في المُقَرّر الذي يستند معظم محتواه إلى بحوث نُشرت في السنوات القليلة الماضية على الانترنت.

خطأ غير مقصود تم تضخيمه

بدوره قال الدكتور عارف الأتام "حين قارب الفصل الدراسي على الانتهاء مقررات المراجع لطلاب مادة البرامج المتخصصة سنة رابعة وحرصت أن أحذف كل الشوائب والمعلومات التي لا تضيف للطالب معلومة قيمة كما فعلت في المواد الأخرى قبلها".

وأضاف في تدوينة على حسابه بموقع فيسبوك: "ولأن برنامج PDF  (انضرب) استعنت بصاحب الكشك بالكلية في الحذف والترتيب للمراجع وتم حذفهن حسب تأكيده لي وبقت بضع أسطر عن قناة المنار اتضح أنه لم يحذفها وعندما عرفت ألغيت الاعلام الإسلامي بكله من المقرر".
وأشار إلى أن الحملة ضده أخذت منحىً آخراً من التحريض والاتهامات والتخوين.
وقال : "تصاعد الموضوع إلى النافذين الذين رأوا فيه قضية تمس سيادة الشرعية وتشكل خطراً محققاً".

وأضاف أنه في يوم الخميس الفائت كان من المقرر اجتماع القسم والعمادة لإصدار بيان يستنكر الحملة التي شنت ضدي وتخفيف نتائج حملة التحريض المرعبة ضدي ولكنني فوجئت ببيانٍ صادرٍ عن قسم الإعلام وعمادة كلية الآداب بجامعة تعز يدينني ويتبرأ مما نشرته قبل سنوات.

على ماذا ينص قانون الجامعات؟

تسرع الكلية في الاستغناء عن الاكاديمي فتح باب التساؤلات حول ماهية الاجراءات المُتخذة قبل إصدار القرار، ومدى تطبيقها للائحة التنفيذية لقانون الجامعات اليمنية.

بالنظر إلى فصل تأديب أعضاء هيئة التدريس ومساعديهم في اللائحة التنفيذية لقانون الجامعات، ينص على إحالة مخالفات عضو هيئة التدريس إلى لجنة تحقيق يكلفها رئيس الجامعة، وتتكون من أعضاء هيئة التدريس المتخصصين في القانون.

وبحسب المادة 86 من اللائحة التنفيذية لقانون الجامعات،  فإنه يحق لرئيس الجامعة أن يوقف عضو هيئة التدريس أو مساعده المحال إلى التحقيق عن عمله إذا اقتضت مصلحة التحقيق ذلك، على ألا تزيد مدة الإيقاف عن ثلاثة أشهر ولا يجوز تمديدها إلا بقرار من مجلس التأديب.

تشير المادة 84 من اللائحة، إلى أنه في حال ثبت عضو هيئة التدريس مخالفته لواجباته الوظيفة فإن على مجلس التأديب أن يوقع  على العضو أحد العقوبات التأديبية.

وتتمثل العقوبات بـ "اللوم، والتنبيه والإنذار كتابيًا، والحرمان من العلاوة السنوية لسنة واحدة، وتأجيل الترقية، والخصم من الراتب بما لا يتجاوز 20% للمرة الواحدة، والفصل من الخدمة مع الاحتفاظ بحقوقه التأمينية".

حملة تضامن

استغناء عمادة كلية الآداب والحملة التي تعرض لها الاتام، أثارت حملة تضامن واسعة من قبل صحفيين وحقوقيين، رصدها الحرف28 ، وسط مطالبات بإعادة النظر في القرار والاكتفاء بعقوبة لفت نظر تطبيقا للوائح العقوبات الخاصة بالجامعات.

وفي هذا الجانب، يصف المحامي عبدالله سلطان شداد الأكاديمي الاتام بـ"الإعلامي المتمكن والباحث (..)".

وقال سلطان في تدوينة على صفحته بموقع فيسبوك، أن "يتم انهاء عقده الاكاديمي لمجرد خطأ مطبعي بسيط لم يتنبه له في مادته التعليمية التي يدرسها لأول مرة، يعتبر تجاوز في حق الدكتور عارف ويجب اعادة النظر في القرار واعادته للعمل مباشرة.

ودعا عمادة الكلية إلى "إعادة النظر والاكتفاء بعقوبة لفت نظر أو تنبيه باعتبار التدرج بالعقوبات وفق اللوائح والأنظمة مطلوب".

الصحفي بلال المريري قال إن "حملة التحريض التي استهدفت الدكتور الاتام وتصدر لها بعد ذلك مجموعة أشخاص لا علاقة لهم بالكلية ولا بالقسم واتهموه بالتحوث وانتهت ببيان يحاكم الدكتور على منشورات كتبها قبل عامين عندما كان في القاهرة وفصله من الكلية أمر مسيء جدا للجامعة ومعيب".

وأشار إلى أن القرار تم "بناء على الظنون دون الرجوع للدكتور نفسه والطلاب والتحقيق في الموضوع للتأكد من صحته".

بدوره طالب الصحفي محمد طاهر مدير مكتب وكالة الأنباء الرسمية (سبأ) في تعز، بمراجعة قرار الغاء التعاقد مع الأكاديمي الاتام، والتعامل وفق معايير أكاديمية وليس معايير الفيس بوك.

وقال طاهر في تدوينة نشرها على حسابه بموقع فيسبوك، إن "المعلومة التي تضمنتها الملزمة للدكتور عارف الاتام عبارة عن استعراض وجهات نظر حول وسائل الاعلام التي تصنف انها إسلامية وإمكانية طرحها ومناقشة هذه التقييمات لمؤلفين حول عدد من القنوات ومنها قناة المنار التابعة لحزب الله الايراني".

وأضاف متسائلًا: "اين المشكلة التي توجب إقالة دكتور جامعي وفسخ التعاقد مع الدكتور عارف الأتام الذي يدرس بقسم الاعلام بكلية الاداب بتعز بتهمة تقييم قناة المنار".

ومن وجهة نظر طاهر فإن "جوهر المشكلة هو هروب عميدة كلية الآداب وخوفها من حملات الفيس (بوك) وبالتالي سارعت بالتضحية بالدكتور الاتام ".

وتابع: "لم نسمع عن الدكتور الاتام الا كل خير بالعكس كان هدفه تخريج طلاب يجيدون المهنة الصحفية الميدانية وقام بتوزيعهم على مؤسسات إعلامية ومنها مكتب وكالة سبأ بتعز وتم التدريب العملي لعدد من الطلاب على كتابة الاخبار والتقارير والقصص الخبرية والانسانية".

وعرف عن الأتام خلال فترة تدريسه القصيرة بالمثابرة والمتابعة الحثيثة للطلاب والحرص على تنفيذ الشق التطبيقي والميداني من الدروس سيما في إعداد المواد الصحفية كما يقول طلاب وصحفيون تولوا الإشراف على الطلبة بتنسيق من الدكتور.


Create Account



Log In Your Account