المصالحة الخليجية والأزمة اليمنية
الجمعة 08 يناير ,2021 الساعة: 11:29 مساءً

كنا ندرك ان الازمة الخليجية ما هي إلا سحابة صيف ستمر وستعود المياه إلى مجاريها، لذلك كنت كصحفي وربما مثلي آخرون التزم الحياد حينما تطلب منا القنوات الفضائية التعليق على الخلاف الخليحي، وكثيرة هي المرات التي كنت أرفض الخوض في موضوع الأزمة الخليجية. الأمر الذي دفع بالقنوات المعروفة إلى مقاطعتنا، ولم يكن ذلك مهما لأن الأهم هو الموقف النابع من قناعة تامة أنه يجب التأسيس لحلول وتقاربات تؤدي إلى حل الخلاف لا إلى تعميقه، لأننا كنا ندرك أن الحل هو الذي سيسود في نهاية الأمر بين الأشقاء وهذا ما حدث.

ثلاث سنوات ونصف مرت على الأزمة الخليجية عانت فيها دولة قطر من الحصار الذي فرض عليها، ولكنها قاومت ذلك بصلابة وكانت قيادتها كما يبدو مؤمنة إيماناً عميقاً بقدرتها على الصمود واثبات ان التهم الموجهة اليها سوف تتلاشى يوماً ما وسينزاح الحصار وسيعود الوفاق للبيت الخليجي.

أما الأخ الأكبر وهو المملكة العربية السعودية فقد كانت مؤمنة بأنه مهما استمر الخلاف فلابد أن يحل الوفاق، ومع مرور الأيام كان من المهم تقييم مرحلة الخلاف وتقديم التنازلات في سبيل الحل، وهذا ما أقدمت عليه المملكة لتكون قمة "العلا" الخليجية المنعقدة في المملكة هي الحاضنة للحل والوفاق الذي أعاد الأمل للشعب الخليجي والعربي قاطبة.

إن التسامي فوق الجراح وتجاوز المعوقات والعقبات والصبر في سبيل إنجاز الحلول هي سمات اتسمت بها المملكة العربية السعودية، إضافة إلى التسامح والعفو والحفاظ على الوفاق والشراكة في مواجهة التحديات التي تواجه المنطقة.

يأمل كثيرون أن تؤدي المصالحة الخليجية إلى تعزيز البيت الخليجي وأن لا تكون مقتصرة على السعودية وقطر فحسب بل تنسحب على بقية دول المقاطعة مع قطر، وأن تفتح جميع الحدود والأجواء وتعود العلاقات الدبلوماسية كما كانت من سابق وأفضل وأن تكون المصالحة بداية الطريق لمرحلة عربية تصالحيه وإصلاحية تعيد الأمل لشعوب المنطقة.

أما نحن في اليمن فما يهمنا بدرجة رئيسية هو توقف انعكاسات الخلاف الخليجي كصراع مصالح سياسي في الساحة اليمنية ونأمل أن تقود المصالحة الخليجية إلى توحيد الهدف الخليجي تجاه اليمن والمتمثل بدعم الحكومة اليمنية لتجاوز المشكلة الاقتصادية وإعادة تطبيع الأوضاع وتوحيد الجهود في استعادة الدولة اليمنية، أو دعم مصالحة يمنية شاملة تنهي الحرب وتحل السلام الشامل.

ليس من مصلحة الخليج استمرار الحرب في اليمن، كما ليس من مصلحتهم تباين واختلاف مواقفهم تجاه الأزمة اليمنية فالمرحلة بحاجة لتوجهات موحدة وجهود مكثفة لإنهاء الأزمة اليمنية وإعادة الأمن والإستقرار لليمن والحفاظ عليه موحداً وقوياً للحفاظ على مصالح الخليج والعالم وقبلها مصالح اليمن واليمنين.

وأخيراً فإن الأمل ما يزال قائماً بحل الأزمة اليمنية، وقد أعلنت دولة الكويت ذلك وهي التي لعبت دوراً كبيراً ومشكوراً في حل الأزمة الخليجية ونأمل أن تتكلل مساعيها في إيجاد مخارج للأزمة اليمنية وعقد مصالحة شاملة في اليمن تغلق أبواب الماضي وتفتح أبواب المستقبل إلى الأبد.

نقلا عن "المصدر أونلاين" 


Create Account



Log In Your Account