تعز: الانفتاح على الساحل الغربي
الإثنين 04 يناير ,2021 الساعة: 10:50 مساءً

تعد زيارة مدير عام شرطة الحديدة العميد نجيب أحمد ورف خطوة متميزة وناجحة لخدمة التنسيق الامني بين الحديدة وتعز ..

تعز بحاجة لهذا التنسيق والعمل المشترك نظرا لارتباط بعض المعالجات والمشاكل بوتيرة الاداء الامني لهذه المساحة الجغرافية وعدم تركها مساحة شاغرة بالانكفاء على الذات تحت مبررات واهية لا تخدم الامن ولا المدينة.. على الاقل هناك عدد من المجرمين يرتكبون جرائم قتل ويبنون عصاباتهم ويرسمون خططهم بالساحل في هذه المساحات الجغرافية المتقاطعة بين الامن والجيش بتشكيلاته .

في الحديدة لا يزال في المربع الاول مثلما كانت تعز قبل تكوين الجيش وبناء الاجهزة الامنية من الصفر ..وهي أوضاع بالغة التعقيد وباهظة الثمن وثمنها انفلات المسلحين ونشر الفوضى وضعف الاداء الامني امام انتشار السلاح المنفلت..

 أوضاع الحديدة اكثر تعقيدا والمأساة مستمرة حيث الاولوية هناك للمعارك في مختلف المديريات والانهماك في مواجهة مع مليشيات الحوثي التي استفادت من اتفاقية استكهولم التي قيد الجيش الوطني واتاحت المجال للمليشيات ممارسة كل أشكال القتل والعنف والاجرام والوحشية تجاه المدنيين لينما سرعنا نحن في بناء الدولة ولو بمؤشرات بطيئة ..

هناك يتغاضى العالم عن جحيم الاجرام وقتل الانسان  وتدمير البنية التحتية للامن والمكاتب والمؤسسات وإبادة محافظة بأكملها ويهتم بالحديث عن ناقلة النفط "صافر" ..عالم بلا إنسانية اكتوينا بنارها نحن بتعز ..

نعود للعميد نجيب أحمد ورف مدير أمن الحديدة وكلمته اليوم في اجتماع المكتب التنفيذي بتعز كانت مؤثرة وواقعية تحدث فيها عن ضرورة التئام العمل الامني بين الحديدة وتعز.. لأن المساحة الجغرافية تفرض هذا التنسيق والاشكالات تظل مشتركة والمعالجات ايضا مشتركة والتبادل المعلوماتي يخدم تثبيت الاستقرار والامن المعلوماتي ..

قال: نحلم بتعز محررة لأن تحرير تعز انتصار حقيقا للحديدة ..

تعز عاصمة التنوير وقلب اليمن النابض ومهبط الثقافة والابطال ورافعة الوطن وصانعة الثورات وحاليا سنستفيد كثيرا من الاشواط التي قطعتها في مجالات كثيرة وخصوصا الجانب الامني ..

وأشاد بخبرات المحافظ وقيادة الجيش الوطني والاجهزة الامنية واعتبر أن الاختلالات فرضتها الحرب ولكن تعز في طريقها الى الامن والاستقرار ..

وقال : جئناكم نمد أيدينا لنعمل سويا لخدمة أبناء تعز والحديدة وأنا جندي لتعز و رهن الاوامر وستجدونني في صفكم مثل كثير من أبناء الحديدة الذين غسلوا بدمائهم رجس المليشيات في جبال تعز ووديانها وكانوا في خدمة تعز بارواحهم وجراحهم.

تعز احتضنت اهلنا النازحين ومعاناتها تفوق معاناة وطن باكمله وعملت ذلك وجراحها مفتوحة ولايعمل ذلك الا تعز فقط...

وسنكون كلنا تحت أوامر تعز وعزتها وكرامتها ..

كلام لقيادي أمني مفوه جدا أذهل الحاضرين وصفق له الجميع ..نادرا ما تسمع قائد أمني يتحدث بكلام مهني ووطني ويرسم استراتيجية مختصرة في دقائق..

في الحقيقة سيذهب البعض بعيدا في تحليلاتهم حول علاقة الحديدة بتعز حاليا في ظل وجود التشكيلات العسكرية كاأمر واقع ..

لكن المستقبل يقتضي ان نكون معا مهما كانت الحدود الوهمية المرسومة حاليا بين تعز ومديرياتها في الساحل والحديدة ..

لأن الايام القادمة سيعود فيها كل شيئ الى وضعه الطبيعي ولن تدوم المخططات الهادفة لعملية الفصل القسري..  فارتباط الجغرافية البشرية ستتغلب على الخارطة العسكرية المؤقتة التي ستزول بزوال المسبب وهى كارثة العصر المتمثلة بمليشيات الحوثي ..

سيعود العمالقة أو حراس طارق الى ثكناتهم ولن يبقى الا ذلك صاحب البشرة السمراء الذي يسكن السهل التهامي الخصيب ويمتلك سلة الغذاء اليمني وأهم المحافظات اليمنية بأهميتها في معايير الجغرافيا السياسية ومخيلة الجيوبوليتيك والحقائق والتكاملات الاقتصادية والامنية.

لذلك السؤال الذي يمكن طرحه :

هل يمكن الانفتاح على الساحل الغربي؟

مع العلم أن مديريات تعز الساحلية (المخا وذباب وموزع وباب المندب)  خارج السيطرة تماما عن إرادة وإدارة السلطة المحلية والسلطات العسكرية والامنية بتعز ..

إنها رهينة حاليا والتوجيهات مدنية وعسكرية لا تصرف هناك !!

أسئلة تطرحها حاجة التطبيع المعيشي للمواطن في تعز والحديدة بعيدا عن العلاقات العسكرية التي لها استثنائيات معروفة تتمثل بممانعة حراس طارق الاعتراف بالشرعية التي يقاتل معها عدو مشترك واحد ..

أم ننتظر الحل العسكري الذي لا يلوح في الأفق؟

 

 

* نقلاً عن صفحة الكاتب في فيسبوك


Create Account



Log In Your Account