مصدر القوة وقاعدة السعادة
الأربعاء 23 ديسمبر ,2020 الساعة: 10:17 مساءً

في كل الأحوال عليك أن تحافظ على قوتك الذاتية لتعيش معتدلا واقفا كشجرة النخيل وجميلا مبهرا كجمال قوس قزح فمن عمق الأعاصير والزوابع ينبت زاهيا محملا بكل الوان الجمال والبهجة

كن قويا في كل الأحوال حتى لا تهدك أهوال الليالي وأحزانها ولا تغويك تباشير الصباح وأفراحه فكلا الوجهين تحكمهما تقلبات الأيام وقوانين الزمان
و القوة هنا هي طاقة روحية مستمدة من إيمان يعيش التأمل ويصل إلى معرفة حقائق الأشياء ومآلات الليل والنهار وهي مآلات ظرفية الزمان والمكان. . .
والمكان والزمان يمثلان الحياة الدنيا التي أنت جزء يسير يسير يسير منها وهي أساسا لا تساوي حبة خردل ويكفي أن جوهرها الزوال ومع الزوال لاشي هنا يستحق دمعة أو بسمة أو أن يهدك حزنا جاثم أو فرح عابر 

 فما سيأتي يشبه مافات في حقيقته فلاتفرح بما أتى ولا تحزن على ما فات إلا بما يكفي لمسايرة الأشياء وإنقاذ الروح وتحويل اللحظة الشاردة إلى أعمار ومواقف خالدة وفرص للاستثمارات التي تثمر السعادة التي تستوطن القلب وتهوى السير بمدارب الخلود.
(وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم، والله يعلم وأنتم لا تعلمون). 
يعمل المرء ما عليه في الأسباب ثم يتسلح بالإرادة ومعها جناحي الرضأ والصبر ليفتح أمامه مساحة من الطمأنينة في كل الأحوال وهذه هي السعادة بحد ذاتها وهي القوة التي لايمتلكها إلا مؤمن تستوي عنده الأشياء ويتعامل مع المحن بالصبر ومع المنح بالشكر فأمره كله خير ولا يوجد قوة فوق التراب يمكن أن تسقطه أو تهده أو تغويه اوتجعل منه كائنا ساخطا اوهزيلا مائعا يتدثر بالسلبية ويتعمم اليأس. 
انها ارادة مؤمنة تصنع المستحيلات وتواجه المخاوف والمغريات على حد سواء متزينة. برباطة جأش واعتدال مشاعر ووسطية مستندة على المعرفة بحقائق مآلات الامور و تقلبات الأيام 

(لكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَىٰ مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ ۗ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ)


Create Account



Log In Your Account