السبت 12 ديسمبر ,2020 الساعة: 10:02 صباحاً

تقرير خاص
على عكس ما هو متوقع، لم تحظ عمليات الانسحاب المتبادل بين الحكومة ومليشيا الانتقالي بأي ترحيب شعبي كبير، رغم إعلان التحالف سحب لواء من كل طرف من الجبهات في شرقي زنجبار إلى مناطق بعيدة عن خط التماس.
وذكرت مصادر محلية أن السعودية نشرت قوات للفصل بين الطرفين في جبهة الشيخ سالم شرق زنجبار، لكن لم يعرف كم عدد القوات التي انتشرت وكم ستظل هناك؟.
تشكيك في عمليات الانسحاب:
قالت مصادر محلية إن الانسحابات التي تمت فعلا على الأرض تمثلت في عودة قوات محدودة من الطرفين حيث انسحب أفراد بأطقم عدة من اللواء 89 حكومي إلى مدينة لودر في المنطقة الوسطى بأبين، بينما تراجع أفراد من اللواء 14 صاعقة من مليشيا الانتقالي إلى مدينة زنجبار وليس إلى الضالع كما أعلن التحالف.
وقال منصور صالح نائب المتحدث باسم الانتقالي إن مليشياتهم لن تسلم السلاح وستظل أيديها عليه، في ضربة جديدة ضد اتفاق الرياض المتعثر منذ أكثر من سنة.
وشكك مصدر حكومي في خبر نشره الحرف28 من الانسحابات التي قام بها الانتقالي.
جدية:
قال التحالف العربي في بيان له الجمعة إن الحكومة والانتقالي تعاملا بجدية في اليوم الأول من تنفيذ الشق العسكري لاتفاق الرياض، ورحب بذلك،
وفي شبوة شرقي أبين رفع محتجون مخيما لاعتصامهم في منطقة العلم أمام معسكر إماراتي، وقالت مصادر محلية إن رفع الاعتصام تم بوساطة قبلية، ولم تتضح التفاصيل بعد عن علاقة هذه التطورات بما يحدث في محافظة أبين المجاورة.
ماذا عن عدن؟
نص اتفاق الرياض على أن ينسحب الانتقالي ومليشياته من المدينة مقابل دخول قوات حماية رئاسية لحماية القصر الرئاسي والحكومة ومؤسسات سيادية، مقابل أن تتولى شرطة المدينة الأمن فيها، ودمج عناصر الانتقالي من حزام وتشكيلات أخرى في إطار وزارتي الدفاع والداخلية.
لكن الاتفاق المتعثر منذ عام والتنفيذ المزعوم الذي بدأ بالأمس لم يتحدث عن العاصمة المؤقتة عدن حتى الآن.
خبرة سابقة:
خلال عام مضى أعلن طرفا الصراع والتحالف معهم أن تنفيذ اتفاق الرياض بدأ على الأرض، وكان من ضمن تلك الإعلانات الإفراج المتبادل عن الأسرى قبل أشهر بين الطرفين، لكن التنفيذ توقف عند تلك النقطة، ثم تحدث بن دغر مرة أخرى عن بدء تنفيذ آخر خلال أسبوع قبل أشهر أيضا، لكن لم يحدث شيء على الأرض.
وأعلنت السعودية نهاية يوليو الماضي عن اتفاق تسريع لتنفيذ اتفاق الرياض، لم ينفذ منه سوى تعيين محافظ لعدن من الانتقالي باشر مهامه في عدن، في حين منع مدير الشرطة المعين اللواء الحامد من ممارسة مهامة وقالت مصادر محلية إن الحامد منع من العودة إلى عدن وأجبرته السعودية على العودة من المطار إلى الرياض.
ما الذي تغير؟
تغيرت الإدارة الأمريكية في واشنطن وفاز جو بايدن الذي توعد بسحب الدعم الأمريكي للسعودية في حربها باليمن، وقال باحثون كبار في مراكز وصحف أمريكية إن السعودية عليها أن تراضي واشنطن بإداراتها الجديدة.
وقال معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى إن الملف اليمني هو المدخل الأول للسعودية لبدء صفحة جديدة من العلاقات مع واشنطن، بالسعي لإنهاء الحرب فيها، وتخفيف حدة الأزمة باليمن.
ومثله عدة صحف أمريكية توقعت أن على الرياض تحريك الجمود في الملف اليمني.
وقالت السعودية إن الهدف من اتفاق الرياض أن يكون خطوة في الحل السياسي للأزمة اليمنية.
تحديات إضافية:
تدعم الإمارات مليشيا الانتقالي في اليمن، ومولته لشن حروب ضد الحكومة اليمنية، وقال باحثون في السعودية إن الإمارات تريد منافسة السعودية في الأراضي اليمنية، خصوصا المواقع المهمة على ساحلي البحر الأحمر وخليج عدن، بالإضافة إلى انفراد أبوظبي بالسيطرة المطلقة على أرخبيل جزيرة سقطرى.
وقالت الإمارات مؤخرا في بيان عن صفقة أسلحة ضخمة مع واشنطن إنها تريد تخفيف العبء عن أمريكا في منطقة الشرق الأوسط، في أحد مظاهر الخروج الإماراتي من الظل السعودي كما تقول رويترز، خروج يبدو أنه سينعكس على شكل صراع بين الطرفين في اليمن.