الجمعة 04 ديسمبر ,2020 الساعة: 07:35 مساءً
تواترت الإدانات الحقوقية عقب مقتل وإصابة 16 مدنيًا في قصف صاروخي للحوثيين على مجمع تجاري في محافظة الحديدة (غرب اليمن).
واستهدف الحوثيون مساء أمس الخميس، مجمع إخوان ثابت التجاري والصناعي بمدينة الحديدة، ما أدى إلى مقتل 9 مدنيين، وجرح 7 آخرين بعظهم بجروح خطيرة.
وقال وزير الإعلام في حكومة تصريف الأعمال، إن "هذه الجريمة النكراء تأتي في ظل رفض مليشيا الحوثي السماح لنائبة رئيس بعثة الأمم المتحدة لدعم اتفاق الحديدة دانييلا كروسلاك بزيارة المجمع التجاري، رغم وساطة المبعوث الاممي". معتبرًا ذلك تحدي واستهتار غير مسبوق بالمنظمات والقرارات الدولية واتفاق ستوكهولم.
وطالب الارياني الأمم المتحدة والمبعوث الخاص لليمن وبعثة الأمم المتحدة لدعم تنفيذ اتفاق الحديدة، بموقف واضح وحازم من هذه "الجريمة النكراء التي تضاف لمسلسل جرائم ميلشيا الحوثي الارهابية، واستمرار خروقاتها لوقف إطلاق النار في محافظة الحديدة".
كما أدان رئيس البرلمان العربي عادل العسومي، ما وصفها بـ"المجزرة الدموية البشعة" التي ارتكبها الحوثيين، مشيرًا إلى أنها تأتي بعد ثلاثة أيام فقط من ارتكابهم مجزرة دموية أخرى في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة.
والأحد الفائت، قُتل 9 مدنيين بينهم 5 أطفال و4 نساء وأصيب 8 آخرين بجروح جراء قصف مدفعي للحوثيين استهدف تجمعا للمدنيين في مديرية الدريهمي جنوب الحديدة.
وأشار العسومي، إلى أن جرائم جماعة الحوثي بحق المدنيين "تعكس تحديها السافر واستخفافها الشديد بكافة الأعراف والمبادئ الإنسانية والقوانين الدولية".
وطالب رئيس البرلمان العربي، المجتمع الدولي ومجلس الأمن باتخاذ إجراءات فورية وعاجلة لحماية المدنيين الأبرياء من أبناء الشعب اليمني، ووضع حد للانتهاكات الإنسانية التي تقوم بها ميليشيا الحوثي الانقلابية واستهدافها الدائم للمدنيين وخروقاتها المستمرة لوقف إطلاق النار في محافظة الحديدة بموجب اتفاق ستوكهولم.
بدورها، قالت منظمة سام للحقوق والحريات، إن "القتل اليومي للمدنيين في الحديدة أمر مفزع، ويضع كل جهود التسوية على المِحك، حيث أن الهدف الرئيسي للتهدئة هو حماية المدنيين".
وأكدت المنظمة في بيان لها، أن القصف العشوائي "مخالف لقوانين الحرب، ويشكل جريمة حرب مكتملة الاركان تستوجب محاسبة مرتكبيها وفقا لقانون روما".
وطالبت "سام" المجتمع الدولي والمبعوث الأممي بإدانة هذه الجريمة البشعة بلغة واضحة وتحميل جماعة الحوثي المسؤولية عنها، من باب المسؤولية الأخلاقية والمهنية وانصافا للضحايا.
وفي وقت سابق الجمعة، أدانت بعثة الأمم المتحدة لدعم اتفاق الحٌديدة (أونمها)، الحادثة دون الإشارة إلى الجهة التي تقف وراء قصف المجمع الصناعي.
ودعت البعثة في بيان إلى التوقف عن قتل المدنيين، وحثت أطراف الصراع على استخدام الآليات التي تمّ وضعها في ستوكهولم قبل عامين للحفاظ على وقف إطلاق النار وتجنّب المزيد من المعاناة للشعب.
وأشار بيان البعثة، إلى أن المجمع الصناعي، يخدم السُكان ويوفّر فرص العمل، ويعد أحد المواقع المُحتملة لمكتبٍ لبعثة الأمم المتحدة لدعم اتفاق الحديدة لتعزيز خفض التصعيد والحفاظ على وقف إطلاق النار.
ومنذ مطلع العام الحالي، قتل وأصيب أكثر من 290 مدنيا بنيران الحوثيين في عدة مناطق بالحديدة منهم اكثر من 80 قتيلا بحسب، المركز الإعلامي لألوية العمالقة.
وتشهد محافظة الحديدة معارك متقطعة منذ دخول الهدنة الأممية الهشة حيّز التنفيذ قبل نحو عامين.
ومنذ ذلك الحين قُتل وأصيب أكثر من ألفي و600 مدني، بنيران مليشيات الحوثي بحسب تقارير منظمات حقوقية.
وتسيطر جماعة الحوثي على مدينة الحديدة، إضافة إلى مينائها الاستراتيجي، فيما تسيطر القوات المشتركة على مداخل المدينة من الجهتين الجنوبية والشرقية.
وتتشكل القوات المشتركة من (ألوية العمالقة السلفية وما يسمى المقاومة الوطنية بالإضافة الى المقاومة التهامية) وتتلقى الدعم والأوامر من الإمارات.
وفي يونيو/حزيران 2018، أطلقت القوات الموالية للحكومة المعترف بها دوليا بإسناد من تحالف عسكري تقوده السعودية، هجوما ضد الحوثيين في الحديدة بهدف استعادتها، لكن القتال توقف جراء مفاوضات استوكهولم التي دعت إليها الأمم المتحدة.
وأعلن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس في ديسمبر/كانون الأول من ذات العام، سلسلة اتفاقات تم التوصل إليها بين الجانبين بعد محادثات سلام في السويد، بينها اتفاق لوقف إطلاق النار في محافظة الحديدة.
لكن الاتفاق الذي مضى على توقيعه نحو عامين لا يزال متعثرًا، وسط تبادل للاتهامات بالمسؤولية عن عرقلته.
وتدخل التحالف الذي تقوده السعودية، في الحرب باليمن في مارس/آذار 2015 لمحاولة إعادة السلطة للحكومة المعترف بها دوليا بعد أن أجبرها الحوثيون على الخروج من العاصمة صنعاء في أواخر 2014.
ووصلت المواجهات العسكرية لطريق مسدود منذ نحو ست سنوات كما تعثرت جهود لإحلال السلام برعاية الأمم المتحدة منذ أواخر 2018.
وينظر للصراع على نطاق واسع في المنطقة على أنه حرب بالوكالة بين السعودية وإيران.
وقُتل في الحرب التي لا تزال مستمرة منذ نحو ست سنوات، 12 ألف مدنيًا بينهم مئات الأطفال والنساء وفق تقديرات الأمم المتحدة.
وبالإضافة إلى الضحايا، لا يزال هناك 3,3 ملايين نازح، فيما يحتاج أكثر من ثلثي السكان الى المساعدات الإنسانية، بحسب الأمم المتحدة التي تصف الأزمة الإنسانية في اليمن بأنها الأسوأ في العالم حاليا.