أعلنت الكويت، الجمعة، إجراء "مباحثات مثمرة" خلال الفترة الماضية في إطار جهود تحقيق المصالحة الخليجية المستمرة منذ 2017. وقال وزير الخارجية الكويتي أحمد ناصر الصباح، في بيان مقتضب إن "مباحثات مثمرة جرت خلال الفترة الماضية أكد فيها كافة الأطراف حرصهم على التضامن والاستقرار الخليجي والعربي، والوصول إلى اتفاق نهائي يحقق ما تصبوا إليه من تضامن دائم بين دولهم وتحقيق ما فيه خير شعوبهم". وأشار إلى أن "كل الأطراف التي شاركت في مباحثات المصالحة أعربت عن حرصها على الاستقرار الخليجي"، معرباً عن تقديره لجاريد كوشنر كبير مستشاري الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. من جهتها رحبت قطر بالبيان، واعتبرته خطوة مهمة نحو حل الخلاف الخليجي، وأعربت عن شكرها للجهود التي بذلتها الكويت منذ اندلاع الأزمة، مؤكدةً تمسُّكها بمصلحة شعوب الخليج وأمنها. وقال وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في تغريدة على حسابه بـ"تويتر": "بيان دولة الكويت خطوة مهمة نحو حل الأزمة الخليجية. نشكر للكويت الشقيقة وساطتها منذ بداية الأزمة". وأضاف: "كما نقدّر الجهود الأمريكية المبذولة في هذا الصدد، ونؤكد أن أولويتنا كانت- وستظل- مصلحة وأمن شعوب الخليج والمنطقة". بدوره رحب الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي، نايف الحجرف، ببيان الكويت، المتعلق بـ"تعزيز التضامن والاستقرار الخليجي والعربي وصولاً إلى اتفاق نهائي". وأكد الحجرف أن هذا البيان "يعكس قوة المجلس وتماسكه وكذلك قدرته على تجاوز كل المعوقات والتحديات". كما شدد على أن أبناء مجلس التعاون يتطلعون إلى تعزيز البيت الخليجي وتقويته، والنظر إلى المستقبل بكل ما يحمله من آمال وطموحات وفرص نحو كيان خليجي مترابط. ودعا أبناء الخليج ووسائل الإعلام إلى "الابتعاد عن كل ما من شأنه إثارة الخلافات أو تأجيجها"، والنظر بإيجابية إلى المستقبل. وجاء البيان الكويتي بعدما تحدثت وكالة "بلومبيرغ" الأمريكية، أمس الخميس، عن اقتراب قطر والسعودية من التوصل إلى صفقة "أولية" لإنهاء الأزمة بينهما، وذلك بوساطة أمريكية. ونقلت الوكالة عن مصادر أن الصفقة محل الحديث لا تشمل الدول الثلاث الأخرى المشارِكة في مقاطعة قطر منذ يونيو 2017، وهي مصر والإمارات والبحرين. وقال أحد المصادر، إن ترتيباً أوسع (بين جميع الأطراف) لا يزال بعيد المنال، بسبب بقاء بعض القضايا العالقة، من ضمنها علاقات الدوحة مع طهران. ومساء الأربعاء، قالت مصادر خليجية لقناة "الجزيرة"، إن الساعات القادمة قد تشهد انفراجة في الأزمة، مشيراً إلى حراك نشط ومباحثات تجري في هذه الأثناء قد تفضي إلى نتائج مهمة. والأربعاء أيضاً، التقى أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، جاريد كوشنر، الذي وصل إلى الدوحة مساء الثلاثاء، قادماً من الرياض، بعد أن أجرى مشاورات مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان. وكانت الدول الأربع (السعودية، والإمارات، والبحرين، ومصر) أعلنت، في يونيو 2017، قطع علاقاتها مع قطر وفرض إغلاق عليها، ووضعت 13 شرطاً للتراجع عن إجراءاتها وقطع العلاقات.