لوَّحَ وجهاء ومشايخ مديرية القبيطة بمحافظة لحج (جنوب اليمن) بالتصعيد ضد المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم إماراتيًا، حول قضية إختطاف وإخفاء الأكاديمي الدكتور طاهر عبدالله القباطي. وقال المشايخ والوجهاء في بيان، إن السلطة الأمنية في عدن رفضت أوامر النائب العام والنيابة الجزائية المتخصصة بالإفراج عن الدكتور القباطي الذي أُودع سجن المنصورة بعد إخفاء قسري استمر لأشهر. وأشار البيان إلى أنه كان من المقرر الإفراج عن القباطي يوم الأحد الفائت، لكن إدارة السجن سلمته إلى قوات كتيبة العاصفة التابعة للمجلس الانتقالي. لافتًا إلى أنه لم يعرف بعد مصير حياة القباطي. وأضاف البيان أن تلك الإجراءات "مخالفة للقوانين المحلية والمواثيق الدولية وتوكد أن شريعة الغاب هي من تحكم عدن وان سلطة الامر والواقع لا تحترم أي قوانين أو مواثيق محلية ودولية خاصة". ولفت إلى منع أسرة القباطي ومحاميه من زيارته منذ اعتقاله خارج عدن قبل أربعة أشهر. وحمّل البيان إدارة سجن المنصورة بعدن المسؤولية الكاملة عن حياة ومصير وسلامة القباطي ومخالفتها لتوجيهات النائب العام والنيابة الجزئية. وطالب وجهاء ومشايخ مديرية القبيطة النائب العام ومحافظ عدن ومدير الأمن بالكشف عن مصير القباطي، مهددين بالتصعيد في حالة عدم الكشف عن مصيره بعد الاختطاف الجديد من سجن المنصورة بعدن. كما دعا البيان كل المنظمات المحلية والدولية لتحمل مسؤوليتهم في الدفاع عن حقوق الإنسان من تلك الممارسات الخارجة عن القانون. والاثنين الفائت، اقتحم "أوسان العنشلي" قيادي في قوات الانتقالي المدعوم إماراتيًا، سجن المنصورة، واختطف "القباطي" إلى مكان مجهول. واتهمت أسرة "القباطي" في بيان لها، إدارة سجن المنصورة، بالتواطؤ مع القيادي العسكري في مليشيات الانتقالي، بمماطلتها في تنفيذ أوامر النيابة بالإفراج عنه. وفي الـ20 من يوليو الفائت، اعتُقل القباطي من قبل قوات المجلس الانتقالي في نقطة العلم، المدخل الشرقي للعاصمة المؤقتة عدن، أثناء عودته من مدينة سيئون بحضرموت رفقة زوجته، ووجهت له تهمة تدبير انقلاب.
منذ ذلك الحين لا يزال مصير "القباطي" مجهولا، ولم يسمح لأهله بزيارته أو الاطمئنان على حالته الصحية. وفي مطلع أكتوبر الماضي، قالت منظمة "سام" للحقوق والحريات، إن "القباطي جرى نقله إلى خارج اليمن يعتقد بشكل كبير أنه أخذ إلى الإمارات العربية المتحدة لاستكمال التحقيق معه". والقباطي هو أكاديمي حاصل على شهادة الدكتوراه في الكيمياء التحليلية بامتياز عن الوضع البيئي للعناصر الثقيلة وأثرها على الإنسان في مدينة عدن، وهو أستاذ الكيمياء التحليلية المساعد، عضو هيئة التدريس في كلية صبر، ورئيس القسم العلمي لقسم الكيمياء فيها. ورصدت المنظمة خلال الأشهر الثلاثة الماضية (يونيو/حزيران، يوليو/ تموز، أغسطس/ آب)، أكثر من 120 انتهاكًا خلال ثلاثة اشهر، في مدينة عدن التي يسيطر عليها المجلس الانتقالي.
ومنذ أغسطس 2019، تخضع عدن لسيطرة المجلس الانتقالي، وتشهد المدينة حوادث اغتيالات وقتل بشكل متكرر.