حظر تداول العملات الأجنبية.. توجه حكومي لتوحيد قنوات استقبال المساعدات الدولية عبر البنك المركزي
الخميس 19 نوفمبر ,2020 الساعة: 04:02 مساءً
صحف

قال مسؤول في البنك المركزي اليمني (مقره عدن) إن الحكومة تتعرض لضغوط مالية جسيمة وتخلٍ تدريجي من الداعمين عن تقديم المساعدات المالية اللازمة لمواجهة الأزمة الغذائية والإنسانية في اليمن.

ونقلت صحيفة "العربي الجديد" اللندنية عن المسؤول (لم تسمه)، قوله إن البنك المركزي يسعى لتوحيد قنوات استخدام مبالغ العملة الأجنبية المحولة من المنظمات الدولية للإسهام في تعزيز الأمن والمخزون الغذائي.

واستدرك المصدر: "تعد هذه الأموال التي تصل سنوياً إلى نحو ملياري دولار مورداً رئيسياً من العملة الصعبة يجب أن يمر عبر القنوات المالية الرسمية وتحت إشراف المؤسسات المالية الدولية المعنية مثل البنك الدولي".

ومؤخرًا، أعلن البنك المركزي، الخاضع للحكومة، حظر عملية تداول العملات الأجنبية، بعد تراجع العملة المحلية لأدنى مستوى على الإطلاق.

وواصل الريال اليمني انهياره أمام العملات الأجنبية، حيث مطلع الأسبوع الحالي في معظم شركات الصرافة في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة إلى 225 ريال يمني أمام الريال السعودي، و 860 ريال أمام الدولار الأمريكي.

ويعيش اليمن على وقع أزمات مصرفية متشعبة، نتيجة تفكك المؤسسات المالية والمصرفية ونفاد الاحتياطي النقدي من الدولار وضبط السوق المصرفية.

ووفق الصحيفة، فإن البنك المركزي يسعى لإعادة الاتصال بفروعه الواقعة في نطاقه الجغرافي وإعادة الدورة النقدية وخطوط الارتباط بالإيرادات العامة، فضلاً عن محاولة توحيد قنوات استقبال المساعدات الدولية لتتم عبر البنك المركزي الحكومي في عدن، وفق طلب تقدمت به الحكومة للبنك الدولي خلال اجتماع فني عقد الأسبوع الماضي عبر الفيديو بين قيادة المركزي اليمني ومسؤولين من البنك الدولي.

وأشارت إلى الحكومية اتجهت إلى هذا الخيار بعد استنفاد كل الطرق في تكوين احتياطي نقدي من الدولار بعد نفاد الوديعة السعودية واللجوء مؤخراً للحصول على مساعدات مالية لاستيراد الوقود وبعض السلع الأساسية.

وخلال العام الجاري، تهاوت قيمة الريال اليمني بنسبة 25% في عدن والمحافظات الخاضعة للحكومة، عما كان متداولاً قبل الحرب، وسط مخاوف من انهيار أكبر خلال شهر ديسمبر/ كانون الأول المقبل، ما دعا البنك المركزي إلى إصدار تعليمات بمنع عملية بيع وشراء العملات الأجنبية حتى إشعار آخر، إلا أن القرار لم يذكر المعالجات الحكومية لوقف انهيار الريال.

ونقلت الصحيفة عن الخبير المصرفي اليمني بسام المرشدي، قوله، إن "هناك أموالاً ضخمة تدور في نطاق الحرب والصراع الدائر باستمرار عبر تجار كونتهم هذه الحرب يتبعون كل طرف، لكنها أموال تدور خارج إطار الدورة النقدية الرسمية، بما فيها البنوك الخاصة التي تعد شبه معطلة لصالح شركات ومؤسسات الصرافة، خصوصاً الناشئة منها، مع تحول نسبة كبيرة من التجار إلى العمل صرافين وسحب ما لديهم من أموال كانت موضوعة في البنوك أو مدخرات خاصة في هذه السوق المربحة التي اجتذبتهم لتدوير أموالهم".

وأضاف المرشدي أن البنك المركزي في عدن يقف عاجزاً أمام المهمة الكبرى التي كان من المفترض القيام بها في خلق بيئة مؤاتية تسمح بإعادة تفعيل أداء البنوك الخاصة في عدن وتنشيط قنوات ارتباطها بالمنظومة المصرفية القانونية الرسمية وكذلك بالمنظومة المالية والمصرفية الإقليمية والدولية.

وفي الوقت الذي يواجه فيه البنك المركزي صعوبات بالغة في إجراء عمليات مصرفية خاصة باستيراد الوقود والسلع الأساسية مثل القمح والدقيق بسبب شح الموارد المالية المتوفرة، يرى خبراء اقتصاد أن اجتذاب أموال المانحين التي أقرها مؤتمر الرياض في مايو/ أيار الماضي قد تحلّ جزءاً من الأزمة المالية التي يواجهها اليمن لمواجهة بعض الالتزامات الحكومية، خصوصاً في استيراد السلع الغذائية الأساسية، إذ بالإمكان أن تغطي هذه الأموال اعتمادات الاستيراد في حال تم توريد هذه المبالغ والتعامل بها عبر البنك المركزي وحل جزء من مشكلة السيولة من العملات الأجنبية.

وقال مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية باليمن، في تقرير حديث، إن مستوى خطر حدوث انخفاض آخر في قيمة الريال اليمني خلال الأشهر المقبلة مرتفع نتيجة عدم القدرة على التنبؤ بمصادر العملة الأجنبية ومستويات احتياطي العملة الأجنبية.

وفي ظل غياب المصادر الرسمية الكافية للعملة الأجنبية، اضطر المستوردون إلى زيادة الاعتماد على المصادر غير الرسمية للحصول على الدولار، والذي يكلفهم للحصول عليه تحمل سعر أعلى من السعر الرسمي.

ومع أزمة انهيار العملة المحلية وشح الدولار في ظل استمرار الحرب المالية المستعرة بين الحكومة والحوثيين، أضحت المصارف والقطاعات المالية في مرمى الاستهداف من الجانبين.


Create Account



Log In Your Account