"معتقلو الحد الجنوبي يتعرضون للإهمال".. منظمة تطالب بالكشف عن مصير آلاف الجنود المخفيين قسرًا في سجون السعودية والحوثيين
الثلاثاء 17 نوفمبر ,2020 الساعة: 07:20 مساءً
متابعات

طالب منظمة سام للحقوق والحريات (غير حكومية) اليوم الثلاثاء بالكشف عن مصير آلاف الجنود اليمنيين المخفيين قسراً في سجون ألوية تشرف عليها السعودية أو المحتجزين لدى جماعة الحوثي بسبب الحرب الدائرة في الحد الجنوبي.

وقالت سام في بيان، إن الكثير من الجنود اليمنيين ـ الذين يقاتلون في الحد الجنوبي في ألوية تشرف عليها السعودية - قد جرى ترحيلهم إلى العاصمة صنعاء بعدما وقعوا أسرى في قبضة جماعة الحوثي المسلحة، وسُمح لهم بالتواصل مع اهاليهم لمدة لا تتجاوز الخمس الدقائق، بغرض طلب إرسال مبالغ مالية لتحسين ظروف المأكل والمشرب والحصول على الأدوية داخل المعتقلات.

ونقلت المنظمة عن أهالي معتقلي الحد الجنوبي للمملكة العربية السعودية، خاصة معتقلو معركة آل جبارة، قولهم إن "ملف معتقلي الحد الجنوبي مهملٌ من قبل التحالف العربي ولم يتم فتحه في صفقة تبادل الأسرى والمختطفين مع جماعة الحوثي، علاوة على عدم معرفة الكثير من الأهالي بمصير ابناءهم بعد المعركة المشار لها".

وشكى أهالي المعتقلين من توقف رواتب المقاتلين منذ أكثر من سنة، مما ضاعف من معاناة أسرهم ومعاناتهم، خاصة وأن البعض منهم يعاني من الأمراض، ولا يجدون الرعاية الطبية في سجون جماعة الحوثي.

وشكلت السعودية ألوية عسكرية، وأوكلت قيادتها لشخصيات سلفية موالية لها لتدير الحرب في الحد الجنوبي، كرداد الهاشمي، وابو عبيدة المعبري، وكلا الرجلين ليس لديهم خبرة قتالية ولم يكونا سابقاً في القوات المسلحة، وهما سبب كارثة آل جبارة، بحسب الإفادات التي حصلت عليها المنظمة.

وأشارت المنظمة أن المقاتلين في الحد الجنوبي للسعودية، هم ضحايا العلاقة الملتبسة بين الحكومة الشرعية والمملكة العربية السعودية التي ساهمت بصورة كبيرة في إهمال ملف معتقلي آل جبارة، وإهمال حقوقهم المالية والصحية، خاصة جرحى القتال الذين لم يتلقوا العناية الكاملة، أو المعتقلين في سجون الحد الجنوبي التابع للمملكة العربية السعودية.

وقالت المنظمة إن "السعودية أوكلت إدارة الحد الجنوبي إلى خلية عسكرية بقيادة العقيد الأمير فهد بن تركي  قائد القوات المشتركة للتحالف سابقاً، واللواء سعد آل جابر رئيس لجنة الحشد المشتركة في الحد الجنوبي، وهي اللجنة المشرفة على تجنيد مقاتلين يمنيين وتوزيعهم على المحاور القتالية في المعسكرات التي جرى إنشاؤها للدفاع عن حدود المملكة العربية السعودية مع اليمن، دون أي تنسيق مع وزارة الدفاع في الحكومة الشرعية، وتعد لجنة الحشد المشتركة حلقة الوصل بين القيادة السعودية وقيادة الألوية الجدد في الحد الجنوبي".

وبحسب شهادات موثقة لدى المنظمة، فإن المقاتلين يتلقون معاملة سيئة من بينها: تأخير صرف الرواتب، وإهمال الجرحى، حيث مرت فترة طويلة على كثير منهم وهم في انتظار السفر إلى الخارج، وكذلك الاعتقالات التعسفية والإخفاء القسري لفترات متفاوتة بعضها يزيد عن السنة بالإضافة إلى التعذيب.

وأشارت إلى أنه لا يوجد تقديرات دقيقة لعدد المعتقلين في معركة آل جبارة أو عدد المفقودين

ونقلت المنظمة عن ضابط وصفته بـ"المطلع" على ملف معتقلي آل جبارة قوله "تقدمت بملف إلى وزارة الدفاع اليمنية، إلا أن الوزارة رفضت قبول الملف، بحجة أن معتقلي آل جبارة "كتاف" لا يتبعون وزراه الدفاع".

في  29 سبتمبر 2019، أعلن المتحدث باسم مقاتلي مليشيا الحوثي يحي سريع في مؤتمر صحفي أنهم قتلوا ما يقرب من أكثر من 500 مقاتل في معركة آل جبارة.

لكن مقاتلين وقيادات في لواء الفتح، قالوا لمنظمة "سام" إن اللواء لم يستلم سوى ثلاث جثث في قرية الصوح وأن عدد المعتقلين الذين اعتقلوا بيد مليشيا الحوثي بلغ أكثر من 2000 مقاتل.

وقال توفيق الحميدي رئيس منظمة سام، إن "معتقلي ومفقودي الحد الجنوبي هم إحدى الانعكاسات الكارثية للحرب اليمنية التي تكشف الوجه البشع للاستغلال اللاإنساني لحاجة الانسان اليمني الذي سُدت أمامه كل أبواب الرزق، فأجبر على القتال في معركة خاسرة يعلم نهايتها، طمعاً في إعالة أسرته وتوفير سُبل العيش الكريم".

واضاف الحميدي، أن إهمال مفقودي ومعتقلي الحد الجنوبي، وعدم إدراجهم ضمن مفاوضات تبادل المعتقلين بين الحكومة الشرعية وجماعة الحوثي أمر غير مقبول، يزيد من معاناة المعتقلين اولاً وأسرهم ثانياً. داعيًا إلى أن يكون معتقلي الحد الجنوبي وخاصة أولئك الذين اعتقلوا في معركة آل جبارة، أحد عناوين المفاوضات القادمة.


Create Account



Log In Your Account