شهر على وصول الإيراني حسن أيرلو إلى صنعاء... أبرز تطورات مرتبطة بوجوده

تقرير خاص

في منتصف شهر أكتوبر الفائت وصل ضابط في الحرس الثوري الإيراني إلى صنعاء للاعتراف بدولة مليشيا الحوثي، وأعلنت الخارجية الإيرانية أنه وصل بصلاحيات مطلقة في وقت قال المبعوث الأممي إن طرفي الصراع تلقوا نسخة متقدمة من مقترح "الإعلان المشترك" لوقف الحرب في اليمن.

ما الذي تغير بوصوله؟

اشتعلت الحرب مجددا في محيط محافظة مأرب، وعاود الحوثيون شن هجماتهم الانتحارية بأنساق مضاعفة على المحافظة من الجبهات الغربية والشمالية الغربية في مجرز والجدعان ومدغل والمخدرة، وفي جبهات الجنوب في رحبة وماهلية.

تعتمد الاستراتيجية الإيرانية في اليمن على إطالة أمد الحرب "المكلفة" على السعودية ولا تريد لها أن تتوقف، رغم الادعاءات المتكررة بوقف الحرب، ثم إن الإيرانيين يريدون هم والحوثيين بوقف الحرب، أي وقف حرب التحالف وليس الحرب المحلية والداخلية.

أما في الحدود فقد تكثفت الهجمات الجوية الحوثية على السعودية بالطيران المسير والصواريخ، ووصلت في يوم واحد كما الخميس الماضي إلى 5 هجمات بالطيران المسير، و4 زوارق مفخخة في ساعات قليلة من الحديدة باتجاه السعودية وخامس دمرته قوات يمنية قبالة حجة واعترفت السعودية باندلاع الحرائق في محطة بترولية كبيرة جراء هجوم حوثي.

بدا لافت عدم تبني مليشيا الحوثي للهجوم والتي كانت تتبنى كثير من الهجمات حتى لو لم تكن هي من قامت بها كالهجوم على أرامكو في سبتمبر العام الماضي في السعودية.

في صنعاء:

قتل حسن زيد في السابع والعشرين من أكتوبر الماضي في أحد أكثر المناطق الحوثية أمنا في شوراع حدة

وقالت مليشيا الحوثي إنها قتلت الجناة في ذمار وأغلقت الملف نهائيا، واتهمت أسرته قيادات حوثية بتصفيته نتيجة صراعات بينهم.

شكل طريقة إغلاق الحوثيين لملف اغتيال حسن زيد، رسالة واضحة للجناح الذي لا تربطه علاقات وثيقة بإيران، فبدأ فارس الحباري محافظ ريمة الحوثي يتحسس رأسه ولم تمر 72 ساعة على اغتيال حسن زيد حتى شكى عبر تلفزيون الهوية الحوثي عن محاولات اغتيال واستهداف ممنهج لمنزله وصل إلى 28 هجوما بالقذائف وإهانات تعرض لها شخصيا وأسرته.

أصدرت مليشيا الحوثي أمرا بالقبض القهري على قيادات حوثية إعلامية، وشكا مالك قناة الهوية العماد من لصوص وخونة المليشيا حد زعمه في منشور بفيسبوك،

تصفية الموالين للحوثي من خارج الجناح المغلق:

قال باحث متخصص بشؤون الحوثي للحرفـ28 إن أحد أهم مهام "حسن أير لو" تصفية مليشيا الحوثي مما تراه طهران شوائب، وتريد إعادة ضبط الجناح "المغلق" عليها في صنعاء، في هذا السياق قتل حسن زيد وسيقتل ويصفى كثيرون، كما يقول.

مجلس النواب: تحت ستار الدعوة لانتخاب هيئة رئاسة مجلس النواب المتبقي معها في صنعاء وعددهم لا يتجاوز العشرات، جمدت المليشيا عمله، وهو آخر ما كان يشغله مؤتمر صالح الذي انشق عنه في ديسمبر2017م، وتحدثت مصادر إعلامية في صنعاء أن عبده بشر انتخب رئيسا له، بينما قالت مليشيا الحوثي في وكالة سبأ الحوثية إن يحيى الراعي أعيد انتخابه بالتوافق، ولكن المجلس مغلق.

ثمة من يقول إن المجلس حوثي من المؤتمر وهم من خارج الجناح المنشأ إيرانيا، واستنفدت خدماتهم للمليشيا في صنعاء ولم يعودا قيمة حقيقية فأغلق المجلس لأنهم صاروا "عبئا".

صراعات الأسر الحوثية المتنافسة:

 وصل الأمر إلى نبيل الوزير وزير مياه الحوثي وشنت حوله عشرات الحملات الحوثية المنظمة بنهب ملايين الدولارات ممن المنظمات خصوصا اليونسيف، حتى انتهى الأمر بتوقيفه وكبار مسؤوليه بطريقة مهينة، قال مصدر مطلع إن الخلافات الحوثية مع نبيل الوزير لها علاقة بتنافس الأسر داخل مليشيا لحوثي، ممتد منذ زمن بعيد، وعجل وصول حسن أير لو بتصفية هذا الصراع.

التصفية الشاملة:

في العاشر من نوفمبر أصدرت مليشيا الحوثي قرارات بتعيينات لعشرات القضاة والمحاكم في مختلف المناطق التي تسيطر عليها وتظهر الوثائق أن التغييرات بدأت من صعدة وذمار وإب وصنعاء ومحافظات أخرى، في إطار حملة "تصفية" شاملة لكل الحوثيين خارج الجناح المغلق الإيراني.

ولم يتوقف الأمر عند حد معين، فقد بدأت حملة لتغيير عقال كثير من الحارات في صنعاء والمدن الكبيرة، كما جمدت مليشيا الحوثي بأوامر محمد علي الحوثي المتهم بأنه الرجل الاول لطهران في اليمن تجميد عمل أمناء وزارة العدل وهم كانوا أداة الحوثي للسيطرة على العقارات في صنعاء وحركة البيع والشراء فيها منذ سنوات، حتى الآن بدت الآن في غنى عنهم وألغت عملهم بضربة واحدة.