تعرف على الضربة العسكرية الصينية التي ستقضي على أمريكا
الثلاثاء 10 نوفمبر ,2020 الساعة: 11:47 مساءً

رغم فارق القوة بين بكين وواشنطن، فإن ضربة عسكرية صينية موجهة لأمريكا بشكل مباغت كفيلة بتغيير شكل الصراع وإكساب الصينيين أفضلية.

صحيح أنّ احتمالات اندلاع حربٍ بين الولايات المتحدة والصين في آسيا هي بعيدة، إذ إنّ وجود مئات المليارات من الدولارات رهن التجارة الثنائية، والاحتمالية القوية بأنّ نزاعاً من هذا النوع سيجذب الأطراف الجيوسياسية الآسيوية الكبرى، إلى جانب الحتمية الضرورية لأن يتحول هذا الصراع إلى صراعٍ عالمي (ونووي)، كلها أسبابٌ كافية لاستبعاد هذه الفكرة المشؤومة. 

ورغم ذلك، هناك نقاط خلاف بين القوتين العظميين كافية لاندلاع توترات مفاجئة تُسفر عن أزمة- وهي أزمةٌ قد تخرج عن السيطرة في حال لم تقل الأصوات العاقلة كلمتها، حسبما ورد في تقرير لمجلة The National Interest الأمريكية.

ولكن ماذا إن قررت الصين الضرب بأسلوبٍ حركي وحاسم، بهدف الحد من قدرة القوات الأمريكية وحلفائها على الرد بالشكل المناسب. 

وتُقرّر الصين في هذا السيناريو أيضاً عدم استخدام الأسلحة النووية وقصر أهدافها الحربية على مسرح منطقة آسيا والمحيط الهادئ. وبمعرفة المعطيات السابقة، كيف ستشن الصين إذاً حربها على الولايات المتحدة؟

 إليكم ما يمكن أن تفعله الصين:

أي ضربة عسكرية صينية موجهة لأمريكا ستتضمن هذه الخطوات
الخطوة الأولى: إصابة أمريكا بالعمى
"إذا عجز الرجل عن الرؤية، فلن يستطيع القتال". ويُمكن قول الأمر نفسه عن الدول القومية الحديثة المُزوّدة بأحدث أسلحة الحرب- إذ يُمكن لبكين ببساطة أن تُحاول إصابة أمريكا بالعمى قبل أن تُدرِك أنّها تتعرّض لهجوم. 

وهذا مفهومٌ شديد البساطة ويفترض غالبية الباحثين أنّ الصين ستنتهجه في الصراع. حيث تعشق الولايات المتحدة أنظمة القيادة والتحكم الخاصة بها، والتي تتداخل مع حواسيب الاستخبارات والمراقبة والاستطلاع C4ISR لتدمير الأعداء. وخير دليلٍ على ذلك هو حرب الخليج عام 1991، وكل صراعٍ عسكري آخر شاركت فيه الولايات المتحدة منذ ذلك الحين.

فماذا لو قررت بكين النزول إلى هذا المستوى وتدمير قدرة القوات الأمريكية على الاستفادة من هذه العيون والآذان المتقدمة المنتشرة في كل مكان، وأعادت العدو القديم للقوات الأمريكية: "ضباب الحروب" المكروه بشدة؟ وإذا كان هذا هو الهدف، فربما تبدأ الحملة العسكرية الصينية في الفضاء السيبراني. 

حيث ستشُن بكين هجمات سيبرانية هائلة ضد مراكز القيادة والتحكم الأمريكية حول العالم- في محاولةٍ لإصابة أمريكا بالعمى وتعطيل قدرة مقاتلاتها على رؤية ساحة المعركة المقبلة في الوقت الفعلي.

الخطوة الثانية: الهجوم على الأقمار الصناعية
وستأتي الضربة التالية قبل أن تُدرك أمريكا على وجه التحديد هوية المسؤول عن الضربة الأولى في قلب أفضل قدراتها العسكرية، لكن هذه الضربة ستترك بصمات الصين عليها في كل مكان.

إذ ستُبادر بكين بمهاجمة الأقمار الصناعية الأمريكية في الفضاء، في محاولةٍ لتدمير آلة واشنطن الضخمة لجمع الاستخبارات وأنظمة الاتصالات.

وفي هذه المرحلة، ستكون الحرب قد بدأت بكل تأكيد، ولن يكون هناك شكٌ في هوية المسؤول عنها.

الخطوة الثالثة: ضرباتٌ إشباعية تمثل عقيدة "الصدمة والترويع" الصينية
ستبدأ الصين بإصابة العدو بالعمى، ثم تسقط المطرقة. إذ تفترض الكثير من الأعمال الأدبية الغربية المُعاصرة أنّ الصين ستستغل الأعداد الضخمة من الصواريخ الجوّالة والبالستية، التي طوّرتها ونشرتها على مدار العقود الماضية، في أيّ صراعٍ ضد أمريكا وحلفائها. وهذا يتضمّن الأسلحة الدقيقة في الغالب للمدى القصير والمتوسط والطويل، إلى جانب صاروخ باليهود البالستي المضاد للسفن أو "قاتل حاملات الطائرات".

وبعد أن تضمن بكين أنّ واشنطن وحلفاءها يعيشون في جحيم مراكز القيادة والتحكم، ستظهر النسخة الصينية من عقيدة "الصدمة والترويع" بكامل قوتها. إذ ستُطلق بكين- أو سأفعل أنا لو كنت مكانها- وابلاً ضخماً من الصواريخ الجوّالة والبالستية من الأرض والجو والبحر.

والأهداف المُرجّحة هي: القواعد الجوية للولايات المتحدة وربما الحلفاء، التي تحتوي على العديد من الطائرات المتقدمة في المدارج، ومراكز القيادة والتحكم المادية، وسفن البحرية الأمريكية في المحيط الهادئ. وستحاول الصين إحداث أكبر قدرٍ مُمكن من الأضرار في ضربةٍ كبيرة واحدة، ثم تأمل أن الضربة كانت بالقوة الكافية لتحفيز رد فعلٍ هزيل من الولايات المتحدة وحلفائها، أو تُعجزهم عن الرد تماماً.

هل يُمكن لأمريكا وحلفائها تحمّل الضربة؟
بشكلٍ عام، فإنّ السيناريو المذكور أعلاه (والذي جرى تبسيطه كثيراً لأسبابٍ تتعلّق بالوقت والمساحة) يدور في أذهان مُخطّطي الولايات المتحدة والحلفاء منذ منتصف العقد الأول في القرن الـ21 على الأقل. ورغم أنّ أشياء مثل المفهوم التشغيلي المعروف سابقاً باسم معركة الجو والبحر، وجهود توزيع القوات بطول المحيط الهادئ، تهدف إلى إخماد تلك الاحتمالات- ولكن كيف ستؤدي القوات الأمريكية في ظل النيران المتساقطة من السماء عليها؟

ماذا عن أنظمة الدفاع الصاروخي؟
يتوقف الأمر على أداء أنظمة الدفاع الصاروخي الأمريكية والتي يفترض أنها ستتصدى لأي هجوم سواء كوري شمالي أو إيراني أو صيني.

ورغم الشعور بأنّ أنظمة الدفاع الصاروخي سيكون لها دورها في السيناريو المذكور أعلاه، لكن ذلك الدور سيقتصر على إبطاء الضربات الإشباعية الصينية وليس إيقافها.

والتحدي هنا بسيطٌ ببساطة الرياضيات. ففي حال شنّت الصين هجوماً صاروخياً هائلاً ضد قوات التحالف بطول المحيط الهادئ، فلن تكون هناك صواريخ اعتراض (مضادة للصواريخ) كافية ببساطة لصدّ الهجوم- حتى لو افترضنا أن نسبة دقتها تصل إلى 100%. وهنا ستقترح بالطبع صناعة المزيد من صواريخ الاعتراض، لكنّها عمليةٌ مُكلّفة للغاية كما أنّ الصين ستصنع صواريخ أكثر لمواجهتها، مما سيُفاقم المشكلة.

ماذا عن تقوية القواعد العسكرية؟
هذه فكرةٌ رائعة (ومُكلّفة) أخرى لها مجموعة تحديات متفرّدة.

هل يُمكن تحويل قواعد الولايات المتحدة والحلفاء إلى مخابئ ضخمة لها القدرة على امتصاص وابل الصواريخ والهجمات الصينية بوسائل أخرى، والرد بهجومٍ مضاد؟ هل هذه فكرةٌ عملية؟

لكن بعض المصادر قالت لكاتب التقرير في الماضي إنّه في حال قرّرت وزارة الدفاع الأمريكية تقوي قاعدةٍ عسكرية واحدة في المحيط الهادئ بالشكل المناسب، فسوف يتكلّف ذلك "مليارات ومليارات من الدولارات".

هل تستطيع أمريكا الرد؟
رغم أنّ الوصف أعلاه يبدو قاتماً، ولكن لدى الولايات المتحدة سببٌ للتفاؤل. فأولاً، على المرء أن يتذكّر أنّ أمريكا هي قوةٌ عظمى عالمية بقواتٍ قوية تنتشر في كل أنحاء الكوكب، وليس آسيا فقط. وبكل بساطة، يُمكن للولايات المتحدة أن تحشد قوات كبيرة سريعاً من كافة أنحاء العالم بعد أن تستهلك الصين كميات كبيرة من صواريخها الجوالة والبالستية، حتى تشُن هجومها المضاد. وتذكّر دائماً: إذا ضربت الصين أولاً، فيجب ألا نستهين بالرأي العام العالمي وإسهامات الحلفاء لمساعدة أمريكا في ضربتها المضادة.

ولا يرغب أحد- ولا أرغب أنا- أبداً في رؤية حرب قوى كبرى بين الولايات المتحدة والصين. إذ ستكون التداعيات مرعبة بدرجةٍ يصعب تصورها. ورغم ذلك فإنّ الاحتمالية قائمة أمامنا ويُمكن التفكير فيها. ومسايرة تمرينٍ فكري مثل المذكور أعلاه- والتفكير في ما ستبدو عليه كارثةٌ من هذا النوع- تجعل المخاطر شديدة الوضوح للجميع. وكل هذا يمنح واشنطن وبكين سبباً إضافياً للبحث عن كافة الآليات المتاحة لتخفيف نقاط الخلاف بينهما.

المصدر : عربي بوست


Create Account



Log In Your Account