صورة طفلة بتعز تثير تفاعلا واسعا محليا وعالميا وتحرك رئاسة الجمهورية
الثلاثاء 10 نوفمبر ,2020 الساعة: 09:11 مساءً
خاص

أثارت صورة لطفلة من مدينة تعز تفاعلا محلية وعالميا واسعا، وحركت اهتمام رئاسة الجمهورية على نحو عاجل. 

وتظهر الصورة التي التقطها المصور محمد التويجي، طفلة تبيع تبيع البيض في الوقت الذي تشغل فيه وقت فراغها بمراجعة دروسها وكتابة واجباتها المدرسية. 

وقال التويجي عن الصورة "في بيرباشا توجد هذه الفتاة الصغيرة التي تدرس وتذاكر وتكتب واجباتها من على بستطها المتواضعة في سوق بيرباشا انها تكد وتكافح من اجل لقمة العيش لتعيل امها و اخوتها" 



وتدول ناشطون الصورة على نطاق واسع في مواقع التواصل الاجتماعي، كما لفتت انتباه عدد من كبار الصحفيين والاعلاميين والحقوقيين في عدة وسائل اعلامية عالمية، التي رصد محرر الحرف 28 أهم ردود الافعال عليها. 

ونشرت الاعلامية في شبكة الجزيرة غادة عويس صورة الطفلة في صفحتها بتويتروعلقت قائلة" ‏طفلة يمنية تساعد عائلتها عبر بيع بعض الحاجيات وبالوقت نفسه تكمل تعليمها". 

وأضافت " هذه الطفلة ضحية حرب الكبار العبثية تقاوم التخلف والجهل والظلم والقهر بالكتب.تقاوم الصواريخ بالقلم.تقاوم الفقر بالمعرفة.تقاوم القمع بالعلم.تقاوم ظروفها القاهرة بالاصرار. هذه الطفلة هي مستقبل اليمن لا غيرها". 




أما جعفر عبدالكريم الاعلامي بقناة WD فتساءل" ‏طفلة يمنية تدرس وتكتب واجباتها المدرسية أثناء عملها ببيع بعض المنتجات المحلية في إحدى الأسواق الشعبية في مدينة تعز... برأيك من المسؤول عن معاناة أطفال اليمن؟". 






الناشطة هبة العليمي قالت" ‏هكذا تعاش الطفولة في اليمن.. طفلة يمنية تدرس وتذاكر وتكتب واجباتها من على بسطتها المتواضعة الصغيرة في سوق إنها تكد وتكافح من أجل لقمة العيش لتعيل أسرتها ومن أجل تعليمها ايضاً". 






وقال عبدالرحمن الشوافي" حين تكبر هذه الطفلة لن تجد في ارشيف ذكريات طفولتها تلك الذكريات التي سيسترجعها اطفال آخرون في مثل سنها، وعلى عكس وضعها الإجتماعي، أقصد تلك التي تتمحور حول "ريمي" ، "كونان" ، "سالي" ، "انا واخي". 

وأضاف" كان على هذه الصغيرة أن تدفع طفولتها ضريبةً لما تفكر به الحروب، هذا العناء المثالي لها، يحيط بالشرخ الذي تسربت منه ايامها الخضراء، لعله كان كافياً بالنسبة لها لتعرض طفولتها لكل هذا البؤس وأن تنظر إلى الحياة من عين الشيخوخة فقط". 

وتابع" لكن المفارقة الحزينة الباعثة على الآمل في آن واحد، ‏حين كان الكثير من الساسة يُتاجرون بالوطن في حراج الدول، ويبيعون مقدراتها في سوق النخاسة، ويسترزقون بأوجاع الصغار، اختارت هذه الطفلة الصغيرة ان تفترش الرصيف وتخط بيدها وجع البلاد، وأن تشتري ما أهدره السياسيين من كرامة".






المصور الصحفي احمد الباشا فاستدل بالصورة على صمود تعز قائلا" هذه تعز .. أمل يشع من بين المعاناة ..إرادة تقهر المستحيل"






محمد المياحي - اعلامي - قال "هذه الصورة خلاصة كثيفة لمآساة الطفولة في بلادنا، لقطة تختزل حكاية طويلة لحياتنا المهدورة على الأرصفة، جيل كامل ولد في توقيت سيء ووجد نفسه فجأة في مواجهة حياة مدمرة.لم تختر الطفلة زمن ميلادها، جاءت دون أن يستأذنها أحد بالمجئ، فتحت عينيها وكانت الحرب قد سبقتها بالميلاد". 

وأضاف" أكاد أشعر بما تشعر به، لا بد أنها تذهب لبيع البيض وهي تشعر بالغصة وربما تخجل من رفيقاتها إن رأوها في الشارع، الأمر لا علاقة له بفكرة العمل وأنه مصدر شرف وليس فيه ما يُخجل، هي لا تفقه كل هذا، كانت تبحث عن حياة خفيفة تذاكر دروسها في البيت وتخرج للّعب مع زميلاتها في حوش المنزل، لم تكن شروطها مغالية، لكن الحياة لم تكن مهذبة معها، وتعاقدت معها على نحو مختلف". 
 
وتابع" ليس ثمة وقت للّعب أيتها الملاك الصغير، هذه هي حياتنا المنهكة، لم نشارك في تقريرها، لم يشاورنا أحد، استيقظنا ووجدنا أنفسنا مقحمين فيها بلا خطئية أولى منا ولا بقايا رأفه منهم لوقف نزيف الحياة، أعلم أنها أكبر من قدرتك على مواجهتها ، إنه ليس قدرك لوحدك، بل قدر جيل كامل، حياتهم مكشوفة مثلك ومحاطة بمخاوف تشبه مخاوف الرجال الكبار، الخوف من غد تستيقظ ولا تجد ما تأكله". 

وقال المياحي" أطفالنا يولدون كبارًا وحياتهم لا تشبه أطفال العالم بشيء، مظاهرهم حزينة وعيونهم مثقلة بهموم سنين أكبر من أعمارهم، إنها سنوات الحرب، حيث تشيخ الطفولة وتُصادر أمنيات الصغار قبل أن تولد". 





الحقوقي عصام البتراء، قال أن الكلمات تعجز عن وصف هذا المشهد، وسبق هذا بقوله " تدرس وتذاكر وتكتب واجباتها من على بستطها المتواضعة في سوق بيرباشا انها تكد وتكافح من اجل لقمة العيش لتعيل امها و اخوتها" 




لم يقتصر الامر على هذه الردود، فهناك الكثير والكثير والتي دفعت كلها الرئاسة للتحرك، حيث نشر الصحفي في رئاسة الجمهورية ياسر الحسني في تويتر تغريدة أكد فيها أنه تم الوصول للطفلة جنات في مدينة تعز، مضيفا"بإذن الله لن تذهب بعد اليوم إلا إلى المدرسة فقط". 




Create Account



Log In Your Account