ظلال الغيوم العربية على الانتخابات الأمريكية!
السبت 07 نوفمبر ,2020 الساعة: 10:15 مساءً

تتحدث الأخبار الآتية من مدن أمريكية كثيرة بأن الأمريكيين يشعرون لأول مرة بخوف شديد مما يمكن أن يحدث في الانتخابات أو بعدها، حيث أقبل الناس على شراء الأسلحة بشكل كثيف حتى خلت بعض المحلات منها، وارتفعت أسعار السلع الغذائية بسبب الإقبال الكبير على شرائها وتكديسها في البيوت، وقام بعض أصحاب المتاجر ببناء متارس أو حواجز حديدية أمام محلاتهم خوفا من أعمال فوضى ونهب، وغير ذلك من مظاهر الفزع والخوف من المجهول!

و بجانب ذلك هناك مسيرات كبيرة لسيارات يقوم بها أنصار كل طرف، وتحمل كل منها شعارات تخوف من فوز الطرف الآخر وتدعي احتكار الحقيقة المطلقة، ولا سيما أنصار ترامب الذين يعتقدون أن بقاء أمريكا قوية رهين ببقاء ترامب في البيت الأبيض، بل يرى خبراء جمهوريون أن أمريكا ستخسر ١٩ مليون فرصة عمل لو تولى بايدن الحكم، بينما يرى أنصار الحزب الديمقراطي أن أمريكا لا تتحمل بقاء ترامب لفترة أخرى وأنها مثخنة بالجراح!

ويبدو أن لعنة الانتخابات العربية  وعدوى رفض التغيير قد انتقلت إليهم، فقد هدد ترامب بلسان حاله، على شاكلة علي عبدالله صالح، بالصوملة إن لم يفز، متهماً أتباع بايدن بأنهم تتار ويريدون السطو على البنك المركزي (الفيدرالي)، ويبدو أن أتباعه قد تأثروا بجمهور بشار الأسد قائلين بألسنة الحال: ترامب أو الخراب، ويصيح ترامب وهو يخاطب جمهور بايدن على طريقة القذافي قائلا: من أنتم؟! بينما يخاطب جمهور الولايات المتأرجحة على طريقة زين العابدين بن علي: فهمتكم، ويهدد على طريقة مبارك بإخراج الجيش إلى الشوارع!!

قد يعتقد البعض أن هذا التحليل قد بالغ في التشاؤم، لكن ذلك غير مستبعد، وتدلل على ذلك خطابات ترامب وتغريداته طيلة فترة رئاسته وحملاته الانتخابية، حيث قام بشيطنة خصومه وبالغ في تسفيههم وادعاء العبقرية والخلوصية، بما يفيد أنه لا خلاص لأمريكا من مشاكلها غير حكمه، وأنه الملاذ الآمن للشعب الأمريكي مما يحدق به من أخطار، بجانب تحذيره من تزييف الانتخابات وتصريحه بأنه لن يسلم السلطة إن لم يتم الإعلان عن فوزه؛ لأنه واثق من فوزه الكاسح بعد أن أتى بما لم تأت به الأوائل، والمخيف في هذا الأمر أن ترامب يجد جمهورا عريضا يصغي لما يقول ويعجب بما يثير من قضايا وينحاز لما يتخذ من قرارات!

وربما كان هذا وغيره مما لا نعلمه هو ما حدا بالصحفي الأمريكي المعروف توماس فريدمان للتحذير من أن هذه الانتخابات قد تتسبب باندلاع حرب أهلية وسط الشعب الأمريكي!

ويبدو لي أن ترامب إذا فاز فإنه لن يحدث شيء يقلق السكينة العامة، وربما خرج بعض السود في أعمال شغب هنا أو هناك للاحتجاج على النتيجة، غير أن الحزب الديمقراطي سيعلن قبول النتيجة، وإن تعاملت الشرطة بحكمة مع أعمال الفوضى فإنها ستنتهي بسلام، أما إن خسر ترامب فقد يحاول أن يثير جمهوره لعمل شيء ما وربما وجد استجابة من غلاة اليمين الذين قد يقومون بأعمال شغب واسعة إن لم يتدخل الأمن والجيش بقوة وحسم، وربما استهدفوا السود والأجانب، لكن العقلاء في الحزب الجمهوري سيتدخلون لوأد الفتنة ودفع سفينة أمريكا للابحار بسلام.


Create Account



Log In Your Account