سياسيون وصحفيون يمنييون: بريطانيا تعيش مراهقة استعمارية متأخرة وأسلوب سفيرها "وقح"
الخميس 29 أكتوبر ,2020 الساعة: 11:17 مساءً
متابعة خاصة

أثارت تغريدة للسفير البريطاني لدى اليمن مايكل آرون، استياء وغضب في أوساط اليمنيين على مواقع التواصل الاجتماعي، معبرين عن رفضهم لاستخدامه لغة تعود إلى حقبة الاستعمار.

وفي وقت سابق الخميس، كتب آرون قائلا: "يجب على الرئيس هادي وقيادة الحوثيين العمل بجدية وعاجلة مع الأمم المتحدة لإنهاء الحرب في  اليمن من خلال إبرام الإعلان المشترك من أجل تجنب كارثة إنسانية".

من جهتها، أعربت الحكومة اليمنية، عن "رفضها أي أملاءات توجه إليها مهما كانت".

وقال وزير الخارجية محمد الحضرمي ردًا على تغريدة سفير بريطانيا: "نقدر حرص الأصدقاء والشركاء الدوليين على تحقيق السلام في اليمن، ونؤكد حرصنا عليه وعلى إنجاح جهود المبعوث الأممي".

واستدرك: غير أننا نرفض أي إملاءات توجه إلينا مهما كانت، فنحن احرص على شعبنا وعلى التخفيف من معاناته.

وتُتهم بريطانيا بالتماهي مع الحوثيين شمال اليمن ودعم الانفصالين جنوبا.

وفي أواخر العام الفائت، دعا آرون السعودية إلى التعامل مع الحوثيين، وقال آنذاك في حوار مع صحفية "الشرق الأوسط"، إن "علاقة الحوثيين بالسعودية يمكن أن تصبح جيدة" مشيرًا إلى أن ذلك سيصب في مصلحة اليمن والحوثيين والسعودية حد تعبيره.

إملاءات بريطانية

واعتبر المحلل السياسي اليمني في الشؤون الاستراتيجية والعسكرية، علي الذهب، حديث آرون بأنها "إملاءات بريطانية على الحكومة اليمنية للتوقيع على ما يوصف بالإعلان المشترك".

و"الإعلان المشترك" هي مسودة وضعها المبعوث الأممي إلى اليمن، البريطاني مارتن غريفيث، لحل الأزمة في اليمن، وتتضمن في أبرز بنودها، وقف شامل لإطلاق النار، والشروع في استئناف المشاورات السياسية في أقرب وقت، إضافة إلى ترتيبات إنسانية لتحفيف معاناة الشعب اليمني جراء الصراع.

وقال الذهب في تغريدة على تويتر: "يأتي ذلك في ظل تقدم مساعي تشكيل الحكومة، بناء على اتفاق الرياض".

وأضاف: "ليست سوى محاولة لخلط الأوراق، وتمكين الحوثيين من الشمال، والانفصاليين من الجنوب". مشيرًا إلى أن البلاد ينتظرها المزيد من التشرذم حد تعبيره.

المحلل السياسي أحمد الزرقة، ردّ على السفير البريطاني، بالقول: "يجب أن تقوموا بعملكم كسفراء وليس كجنرالات".

وأضاف: "يجب ان تتخاطبوا بلغة دبلوماسية وتتعاملوا وفق قواعد الدبلوماسية وهادي رئيس للجمهورية والحوثيين مليشيا وفق كل اللوائح والاعراف السياسية".

ودعا الزرقة السفير آرون إلى توقف بلاده عن بيع الأسلحة للسعودية والإمارات وممارسة ضغط سياسي عليهما لإنهاء الهيمنة على القرار اليمني.

"مراهقة استعمارية"

بدوره قال الكاتب حمزة المقالح متسائلا: هل تعيش بريطانيا مراهقة استعمارية متأخرة عبر سفيرها في اليمن؟. مضيفا: انظروا إنه يتحدث بلغة كولونيل وليست لغة سفير دبلوماسي.

أما الإعلامي زياد الجابري، فرّد على آرون قائلًا: "أنت دبلوماسي، ويفترض تكون تعبيراتك أكثر حصافة، حين تتعامل مع رأس هرم السلطة في البلد الذي أنت مندوب فيه".

واضاف أن "كلمة (يجب) لا ينبغي أن تصدر منك، وكان الأجدى إن كنت حريصا على اليمن وتنفيذ أي اتفاق حتى وإن كان مشوها كحال ما قدمه غريفيث أن تقول (نأمل) (ندعو) وليس ألفاظ الأمر والتوجيه". 

أما وكيل وزارة الأوقاف طارق القرشي فقال إنه "من المعيب في حق دبلوماسي ينتمي لمملكة عريقة استخدام مصطلحات ميليشياوية في حق رئيس دولة تستضيفه ليرعى مصالح بلاده فيها".

من جهته، وصف اللواء عبدالغني جميل وزير الدولة وأمين العاصمة صنعاء في الحكومة اليمنية، أسلوب السفير البريطاني بـ"الوقح".

وقال متسائلًا: "من متى خاطب السفراء رؤساء الدول بهذا الأسلوب"، متمنيًا من وزير الخارجية بسرعة توجيه خطاب للخارجية البريطانية بإيقاف السفير عند حده.

دعوة السفير البريطاني للأطراف اليمنية (الحكومة والحوثيين)، إلى القبول بمسودة "الإعلان المشترك" تأتي بعد أيام من إعلانه موافقة الحوثيين على المسودة.


والثلاثاء، قالت صحيفة "الشرق الأوسط" السعودية، إن مصادر غربية أبلغتها بأن المبعوث الأممي مارتن غريفيث يسعى خلال الأيام المقبلة إلى جمع الحكومة اليمنية والحوثيين وجهاً لوجه، لمناقشة مسودة الإعلان المشترك.

ونقلت الصحيفة عن المصادر التي لم تسمها قولها، إن هناك تقدماً في جهود غريفيث الأخيرة، مشيرة إلى أنه في حال استمرار التقدم المحرز ربما يشهد نوفمبر المقبل إعلان اتفاق بين الطرفين على الإعلان المشترك.

ومنذ أشهر عديدة، يعمل غريفيث مع الحكومة والحوثيين على مناقشة ما يسميه "الإعلان المشترك"، بالتزامن مع تصاعد حدة المعارك في جبهات مأرب والجوف والحديدة.

ورغم مرور أكثر من ثلاثة أعوام على تولي البريطاني مارتن غريفيث، ملف الأزمة اليمنية إلا أنه فشل في وقف القتال وإقناع الأطراف بالعودة إلى طاولة المفاوضات، فضلًا عن كونه أخفق في تحقيق أي تقدم يذكر خصوصًا على صعيد اتفاق استوكهولم الذي تم توقيعه في ديسمبر 2018 ومازال حبرا على ورق حتى الآن.


Create Account



Log In Your Account