في ذكرى ثورة أكتوبر.. واحدية النضال ولُحمة الشعب ..كيف تم إسناد ثورة سبتمبر في الشمال وتفجير ثورة 14 أكتوبر في الجنوب
الأربعاء 14 أكتوبر ,2020 الساعة: 04:56 مساءً
الحرف 28 - كتب توفيق السامعي

لم يكن الشعب اليمني مفرقاً يوماً عن بعضه البعض وتلاحم أبنائه في كافة محطات النضال الثورية حتى في العهدين الكهنوتي الإمامي في الشمال والاستعمار البريطاني في الجنوب، فقد كان الشعب تواقاً للخلاص من كلا النظامين البائدين والانعتاق من ربقة التخلف في الشمال وقبضة المستعمر في الجنوب.

وقد تمثلت تلك اللحمة النضالية في رفد الثورتين سبتمبر وأكتوبر بالثوار المقاتلين والأموال والسلاح من كلا الشطرين سابقاً في عدن ولحج والضالع من الجنوب وتعز وإب وصنعاء من الشمال، ففتحت عدن أبوابها للثوار الشماليين بعد فشل الثورة الدستورية عام 1948 كالزبيري والنعمان وغيرهما، وكونوا نواة ثورة السادس والعشرين من سبتمبر من هناك قبل أن يتوجهوا إلى مصر الشقيقة عبر العديد من الوسائل منها تجمعاتهم النضالية وإصدار الصحف التوعوية في عدن كصحيفة "صوت اليمن"، في 13 أكتوبر من العام 1946، في مدينة عدن والتي رأس تحريرها المناضل أحمد محمد نعمان.

في الجنوب اليمني وضع الأحرار مهمة الدفاع عن ثورة سبتمبر على عاتقهم كون الأرض واحدة، إضافةً إلى أن الثورة المُسلحة في الجنوب دون تغيير الأوضاع في الشمال لن يكتب لها النجاح.

وتوالى الدعم من المُنظمات والأحزاب السياسية الجنوبية للثورة السبتمبرية وتمثل في إرسال أعداد من المُتطوعين لدعم الثورة في الشمال وعلى رأسهم غالب راجح لبوزة وغيره من الثوار الأبطال الذين قاتلوا الإمامة في المحابشة بحجة وعادوا في العام التالي لتفجير ثورة الرابع عشر من أكتوبر من ردفان.

ففي الـ14 من فبراير سنة 1963 اجتمع عدد كبير من أبناء جنوب اليمن في دار السعادة بصنعاء وتكونت نواة القيادة الثورية الجنوبية فيها بدعم من الرئيس عبدالله السلال، وخرج هذا اللقاء بقرار جمع القوى الوطنية الجنوبية المُختلفة في جبهة وطنية موحدة تقوم بالدفاع عن ثورة 26سبتمبر في الشمال ودحر الاستعمار البريطاني في الجنوب.

وتم تشكيل لجنة تحضيرية لحماية ثورة سبتمبر من أية نكسة قد تقوم بها الرجعية أو الاستعمار أو الانتهازية ثم بعد ذلك قرار تفجير ثورة 14 أكتوبر في الجنوب.

أما محافظة تعز فقد فتحت أبوابها للثوار الجنوبيين كما فعلت عدن للشماليين ووصل إليها المناضلون تباعاً كعبد الله باذيب" في أواخر سنة 1958 الذي فتح مكتباً باسم "مكتب تحرير الجنوب اليمني المُحتل"، وأصدر صحيفة "الطليعة" وتعاون مع "محمد عبده نعمان" بإشراف من السلال في تقديم برنامج إذاعي موجه من "تعز"، لدعوة أبناء جنوب اليمن إلى مُحاربة الاستعمار.

كما وصل إلى تعز السلطان الفضلي أحمد بن عبد الله، وعامل سلطنة العواذل الأمير صالح بن حيسن، وكذلك بعض السياسيين الجنوبيين مثل رئيس حزب رابطة أبناء الجنوب العربي "محمد علي الجفري" وأخويه سنة1956.

احتضنت تعز المعسكرات التدريبية للمقاتلين الجنوبيين للتدريب على القتال واستعمال السلاح وتدريبهم على استخدام كافة الأسلحة الخفيفة والألغام والمتفجرات، ومن ثم انطلق المقاتلون منها أيضاً إلى الجنوب لتحريره، ولمع الكثير من المناضلين الشماليين في ثورة أكتوبر كفدائي الثورة عبود الشرعبي و محمد عبده نعمان الحكيمي ومحمد عبدالله سعيد الحكيمي، وعبدالله الأصنج، وعبدالفتاح إسماعيل، وعلي صالح البيضاني، وعبدالله الحمزي، وصلاح الدين الدبعي، ومحمود عبدالله عشيش، وغيرهم الكثير.

لم تكن ثورة الرابع عشر من أكتوبر لتنجح لولا توفير البيئة الحاضنة لها شعبياً وأمنياً وسياسياً من قبل ثورة السادس والعشرين من سبتمبر، ليسطر اليمنيون أنصع صفحات النضال الثوري الوحدوي وتتويج كل تلك النضالات بتحقيق حلم الشعب اليمني في انتصار ثورتيه شمالاً وجنوباً سبتمبر وأكتوبر الخالدتين.


Create Account



Log In Your Account