يمنيات يقاومن التشرد بإفتراش الأرصفة
الخميس 08 أكتوبر ,2020 الساعة: 07:49 مساءً
حافظ مراد - الحرف 28 - خاص

كواحدة من نتائجها الكارثية، شردت الحرب التي سببتها المليشيا الحوثية، الكثير من الاسر، وحولت حياتها الى جحيم، يفترشون الأرض ويلتحفون السماء.

لكن الأكثر إيلاما من التشرد هو محاولة مقاومته من قبل النساء، وأم حنان هي واحدة من تلك النساء اللاتي اختطفت المليشيا عائلها قبل عامين تاركا لها 5 أطفال بلا مصدر دخل.

عقب اختطاف زوجها، لم تجد أم حنان الاربعينية العمر- التي فضلت ان تخفي اسمها وتكتفي بكنيتها- شيئا تستند عليه هي واطفالها الخمسة، فلجأت الى افتراش أحد الأرصفة بالعاصمة صنعاء الخاضعة لسيطرة ميلشيا الحوثي.

افتراش الرصيف

لم تفترش أم حنان الرصيف للتسول بل لبيع  أشياء ومستلزمات بسيطة منها بيع الليف الصوفية ومجموعة من الريحان والكراث والبيض البلدي، هي في واقع الأمر خلاصة بقائها وأطفالها على قيد الحياة ومقاومة شظف العيش الصعب الذي كان استرسالا موجعا وغطاءا لسؤال - كاتب السطور - عن السبب الذي قادها لافتراش الرصيف وهي بهذا السن.

تضيف أم حنان، لم أختر حياتي  الجديدة طوعا، بل ضيق الحال وصعوبة العيش، اجبرتني على افتراش رصيف أبيع فيه مجموعة أشياء بسيطة من "الكمون، وليف الغسلة من الصوف وبعض من الفصفص العدني".

وتتابع " منذ عامين أعتدت على جلوسي هنا في الرصيف" وتضيف مع إشارة إلى موضع بضاعتها " ابيع للمارة ما يمكنه ادخار قيمة رغيف وتيسير ما تبقى لأطفالي".

برنامج يومي

يبدأ يوم عمل أم حنان في الرابعة عصرا بوجه بشوش ومبتهج، وعند قرابة الحادية عشر ليلا، تأخذ بضاعتها وتعود الى المنزل الذي كان آخر ما تركه  لها والد صغارها، حد قولها.

مضايقات المليشيا

تقول أم حنان إن الميلشيا لا تتوقف بين الحين والآخر عن مضايقتها وأطفالها، مؤكدة أن عناصر الحوثي لا تتوقف عن شتمها واتهامها بالخيانة، كما كان  الحال مع زوجها قبل اختطافه الذي تصفه ب"المسكين والطالب الله بعد حاله".

بصيص الأمل

ورغم عملها الصعب بتوفير لقمة عيش لاطفالها الإ أن أم حنان لم تتوقف عن متابعة الأخبار عن زوجها المختطف رغم اقتناعها مؤخرا بأنه لن يعود، حيث تتردد كثيرا على أقسام الشرطة ومشرفي الميلشيا مكررة السؤال ذاته عن زوجها، لكنها تعود في كل مرة يائسة وبدموع غزيرة تمحوها أول وصولها عند أطفالها خشية إيلامهم حد قولها.

معاناة بلا حدود

تؤكد التقارير الحقوقية، ان مليشيا الحوثي  الانقلابية عملت على توسيع دائرة التهجير كأداة شرسة أجادت استخدامها في مناطق حربها، مما نجم عن ذلك وضعا إنسانيا مأساويا تعيش تفاصيله المر المناطق والمحافظات الخاضعة لسيطرتها منذ أكثر من ست سنوات.

فقدان العائل

لكن الكثير من تلك الأسر المهجرة والنازحة اجباريا لم تعد تمتلك عائلا لها، فالبعض فقد بجبهات القتال والبعض الآخر فتك به قصف خاطئ أو مرض قاتل أو غيب بفعل اختطاف أو إخفاء قسري أو غير ذلك من تداعيات الحرب الحوثية.

ويعيش اليمن بسبب الحرب، أسوأ أزمة إنسانية حول العالم، حيث يحتاج أكثر من 80% من السكان إلى شكل من أشكال المساعدة، ويواجه 20 مليون شخص منهم انعدام الأمن الغذائي ويحتاج 14 مليوناً إلى تدخل إنساني عاجل، وفقا للأمم المتحدة.


 ولجأت النساء في الكثير مم الأسر التي تعرضت لأهوال الحرب وتداعياتهة  الى مقاومة التشرد بالعمل او التسول وفي كلا  الحالين بالافتراش على أرصفة الشوارع، لكن أم حنان تكافح لأن تبقى متشبثة بكرامتها من خلال العمل.



Create Account



Log In Your Account