محمد ... طفولة ضائعة ونزوح قاتل
الخميس 08 أكتوبر ,2020 الساعة: 06:55 مساءً
افراح بورجي - الحرف 28 - خاص

كغيره من الأطفال، ممن غيرت الحرب صفتهم من مقيمين الى نازحين، ذهب الطفل محمد سعيد ابن العشرة اعوام وأسرته تاركين خلفهم المدينة التي فتكت بها الحرب، واتجهوا صوب صنعاء لعلهم يضمنون النجاة من الموت والحصول على لقمة عيش لكن واقعهم أصبح كالمستجير من الرمضاء بالنار.

في الخامس والعشرين من يونيو 2018، ذهب الطفل محمد سعيد ابن العشرة اعوام مع أسرته، الى صنعاء فرارا من حرب لعينة داهمتهم فجأة واستخدمت فيها كل آلات الموت من هجمات مدفعية وقصف جوي واشتباكات مباشرة.

نزوح إجباري

تركت الأسرة منزلهم الصغير ومدينتهم الجميلة خلف ظهورهم ووصلوا إلى صنعاء، حيث القدر المجهول الذي ينتظرهم.

هناك... تقول الأسرة على لسان ربها سعيد، انها اصطدمت بواقع ومعيشة لم تكن في بالهم حينها، مضيفا " لأننا لم نكن نمتلك المال الكافي عجزنا عن الحصول على مأوى، فكانت شوارع صنعاء هي من احتضنتنا".

عمالة مبكرة

إزاء ذلك كان لزاما على طفل العاشرة، محمد، العمل وأحيانا التسول ليستطيع العيش هو وامه واخته، فالحرب قتلت احلامه وشردت اهله وجعلت منه متسولا.

قتل الأحلام

بلهحته البسيطة يتحدث محمد عن طفولته واحلامه المدمرة فيقول هذي الحرب اخذت منا كل شيء، كنت أبوك "أذهب" للمدرسة كل يوم والان ما أقوم الى العمل".

أمنيات مشروعة

يتمنى محمد أن يعود إلى مدينة الحديدة وأن تعود أمه لعملها البسيط ( اشغال يدويه ، عمل حر ) وأن يعود لمدرسته التي افتقدها بفعل الحرب

أماني محمد هي حق مشروع، لكن الحرب اخذت حقوقه وحطمت احلامه وأخذت منه طفولته، فما تنتهي الحرب لتصبح أمانيه واقعا ؟

إحصائيات النزوح

وقدرت منظمات الامم المتحدة عدد النازحين من الحديدة منذ يونيو 2018 بسبب الحرب، بمئات الألاف ويعيش معظمهم ظروفا صعبة وقاسية.

وقدرت الامم المتحدة عدد النازحين داخلياً في اليمن بحوالي 4 ملايين شخص.

ويعيش اليمن بسبب الحرب، أسوأ أزمة إنسانية حول العالم، حيث يحتاج أكثر من 80% من السكان إلى شكل من أشكال المساعدة، ويواجه 20 مليون شخص منهم انعدام الأمن الغذائي ويحتاج 14 مليوناً إلى تدخل إنساني عاجل، وفقا للامم المتحدة.

النزوح والعمالة

ارتفعت اعداد عمالة الأطفال في اليمن خلال سنوات الحرب حيث وتقدر آخر الإحصاءات الرسمية أن عدد الأطفال العاملين في اليمن يفوق 400 ألف طفل عامل ينتمون للفئة العمرية (10 - 14 سنة)، نسبة الذكور منهم 55.8 %، ونسبة الإناث 44.2 %.

وتفيد منظمة العمل الدولية في تقرير لها بأن نحو 34.3 في المائة من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 5 و17 عاماً يعملون باليمن. وتشير إلى أن العدد في ارتفاع متواصل.

حرمان واسع

وتؤكد المنظمة وجود 1.4 مليون طفل يعملون في اليمن محرومين من أبسط حقوقهم، الأمر الذي يثير، بحسبها، حالة من الطوارئ تستوجب تحركاً دولياً للمساعدة على الحد من هذه الظاهرة.



Create Account



Log In Your Account