تكالب عليها القصف المتعمد للتحالف والحوثي ونهب الجماعات المتطرفة وعبث المواطنين وإهمال السلطات...آثار تعز رحلة اندثار اجبارية
الخميس 01 أكتوبر ,2020 الساعة: 08:03 مساءً
متابعة خاصة

 كشف تقرير صحفي نشر اليوم عن تعرض الآثار والمواقع الأثرية في محافظة تعز منذ اندلاع الحرب في 2015 الى تخريب مرعب ومتعمد في حالات كثيرة. 

وأوضح التقرير الذي نشره موقع قناة بلقيس، ان الآثار والمواقع الأثرية في تعز تعرضت منذ العام 2015 لهجمة شرسة تنوعت أساليبها ما بين النهب والقصف والتفجير والنبش والعبث، ما ألحق دماراً مرعباً بتلك المعالم المنهكة بعوامل التعرية و الإهمال المتعاقب على مدى عقود .

وأضاف " تكالبت على الموقع الاثرية بتعز صواريخ وغارات طيران التحالف السعودي الإماراتي وقصف مليشيا الحوثي ونهب وتخريب الجماعات المتطرفة إلى جانب عبث المواطنين وسطوهم المستمر عليها". 

وأورد التقرير، حديثا للباحث في الآثار منير طلال أكد فيه " ان دول التحالف العربي لدعم الشرعية شنت حملة ممنهجة ودمرت الكثير من المواقع الأثرية في الوقت الذي كان من الممكن تفادي ذلك". 

 كما أكد الباحث طلال طبقا للتقرير، أن السعودية والإمارات قد أسهمتا بشكل فعلي في هذه الممارسات ودمرتا قلعة القاهرة عقب الاستيلاء عليها من قبل الحوثيين.

وتعد القلعة الواقعة في منتصف جبل صبر من أقدم المعالم في اليمن، ويزيد عمرها عن ألف عام.
واستهدفها التحالف بعدة غارات وصواريخ دمرت النوبة ودورين في الأسفل وحمام بخاري يعود للدولة الأيوبية والرسولية، وهي مرافق تشكل تاج القلعة حسب طلال.

ويتابع: ثلاثة أدوار انتهت مع كثير من المباني المحيطة بالقلعة فضلاً عن استهداف قصر صالة والذي يعود للحقبة الإمامية بالصواريخ ليصبح أثرا بعد عين.

ولفت الباحث الى ان ذلك يعكس مدى الحقد الدفين على الإرث التاريخي والثقافي والحضاري للبلاد وتعز والتي تم تدمير أثارها رغم أنها تشكل ذاكرة هذه المحافظة وجمالها وروح الإنسان اليمني الأصيل.

وحول المتحف الوطني، قال التقرير انه تعرض لقصف حوثي أدى إلى تدمير عدد من مبانيه وملحقاته، ما مكن لصوص الآثار من دخوله ونهب محتوياته.

ونقل التقرير عن مدير مكتب الأثار في المحافظة رمزي الدميني قوله "تمت استعادة 50% من القطع الهامة والنادرة، وهناك 50 % من التحف الأخرى مازالت مفقودة. 

ويعيش المتحف حالياً وضعاً سيئاً مع محتوياته والتي تحتاج إلى ترميم وصيانة وتخزين سليم، وذلك خلافاً للتخزين الحالي والذي يعتبر غير نموذجي ولا يتوافق مع المعايير المتعارف عليها في متاحف المحافظات والدول الأخرى حسب الدميني.

وتعمل جهات رسمية فيها على استعادة الآثار المنهوبة وإرجاعها إلى المتحف الوطني، وهي مساع تقوم بها الهيئة العامة للأثار بالتنسيق مع الجانب الأمني، وفقا للتقرير.  

في إطار ذلك، أشار التقرير الى ان الهيئة على تواصل مستمر مع منظمات المجتمع المدني المعنية بالآثار بينها اليونسكو والتي يتم موافاتها بالتقارير وتفاصيل القطع المفقودة.

وترجع الآثار المنهوبة في اليمن عموماً ومحافظة تعز خصوصاً إلى حقب زمنية مختلفة أبرزها، وفقاً للباحث في الآثار منير طلال: الحميرية والسبأية والقتبانية والعصور الإسلامية المختلفة كالعصر الأيوبي و الرسولي والعثماني.

وتتواجد تلك المعالم في أنحاء متفرقة من المدينة وأريافها، بينها جبل صبر والمخا والتربة والمقاطرة، وتمثل الإرث الحضاري للمحافظة، وفقاً لطلال، والذي شدد على أهميتها الكبيرة بالنسبة للباحثين و الأهالي كونها تمثل تاريخهم وعمق حضارتهم على مر العصور.

وطال دمار وخراب الحرب والتجاهل المتعمد في مختلف أنحاء البلاد عشرات المعالم التاريخية و المدن الأثرية القديمة والتي يقدر عمرها بمئات وربما بآلاف السنين.

وألحقت سيول الأمطار التي شهدتها عدد من المناطق أضراراً بليغة بعدد من المواقع الأثرية، ما دفع بالحكومة الشرعية إلى توجيه نداء استغاثة لإنقاذ تلك المواقع


Create Account



Log In Your Account