دانت منظمة "سام" للحقوق والحريات، اليوم الخميس، تعذيب مليشيا الحوثي الأسير محمد محمد أحمد الصباري حتى الموت. وقالت المنظمة في بيان، إنها حصلت على شهادات تفيد بأن الصباري كان جندي في صفوف القوات الحكومية التابعة للحكومة الشرعية في جبهة نهم منطقة البياض قبل أن يقع أسيراً بيد مليشيا الحوثي، بتاريخ 31 مارس 2019. ونقل البيان حسين الصباري أحد قيادات مقاومة صنعاء قوله "إنه علم بموت الصباري من خلال وسطاء محليين كانوا يسعون للإفراج عنه، حيث أفاد لهم بعض مشرفي المليشيات بموته، إضافة الى تأكيد أحد الجنود المعروفين له، والذي يعمل في مستشفى 48، ولم تستطع أسرته متابعة قضيته خشية الاعتقال". وأضاف الصباري :"رفضت المليشيات تسليم صورة من التقرير الطبي في مستشفى 48 بصنعاء، ومن الصعب عمل تقرير في مستشفى مأرب لأن الجثة متفحمة والتشريح مستحيل بسبب ضعف القدرات الفنية والبشرية والتقنية، كما أنه يصعب نقله إلى مدينة عدن في ظل الأوضاع الحالية". ووفق المنظمة فإن الأسير كان يعاني منذ فترة من حالة نفسية وقد عُذِب بقسوة ووحشية، بشتى وسائل التعذيب حتى توفي في شهر مارس 2019. وطالبت منظمة "سام" المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية بإدانة هذه الجريمة باعتبارها جريمة ضد الإنسانية بموجب اتفاقية جنيف الخاصة بمعاملة أسرى الحرب.
وأثارت حادثة تعذيب الصباري استنكر واسع في أوساط حقوقيين وناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي وسط مطالبات للأمم المتحدة بإيقاف جرائم تعذيب الأسرى والمعتقلين. ومنذ بداية الحرب في اليمن قبل نحو ست أعوام، قُتل عشرات الجنود الأسرى والمختطفين المدنيين في سجون مليشيات الحوثي. وكشفت تقارير منظمات حقوقية عن مقتل مئات المختطفين والمعتقلين جراء تعرضهم لشتى أنواع التعذيب في سجون الحوثي. وأمس الأربعاء، اتهم ماجد فضائل وكيل وزارة حقوق الإنسان في الحكومة اليمنية، مليشيا الحوثي بقتل 200 مختطف وأسير، في المناطق الخاضعة تحت سيطرتها. وقال فضائل وهو عضو الوفد الحكومي في مفاوضات جنيف، في تغريدة على حسابه بموقع تويتر: " قدمنا لمكتب المبعوث في جولة مشاورات منتروا بسويسرا كشف تفصيلي لعدد ١٥٨ضحية تم التحقق من قتلهم تحت التعذيب حتى نهاية ٢٠١٩م وتبقى الكثير". وطالب فضائل الأمم المتحدة والمجتمع الدولي بالضغط والقيام بواجبه لمنع هذه الانتهاكات الجسيمة في حق المختطفين.