استنكر دفاعه عن السيادة والقرار الوطني .. مصدر في مجلس نواب "البركاني" يعتبر تصريحات "جباري" بأنها مجافية للواقع وانتهازية
الخميس 24 سبتمبر ,2020 الساعة: 07:44 مساءً
متابعة خاصة

اعتبر مصدر مسؤول في مجلس النواب، الخميس، تصريحات نائب رئيس المجلس عبد العزيز جباري على قناة "الجزيرة" بأنها تضمنت مواقف لا تنسجم مع الموقف الرسمي للدولة ومجلس النواب وهيئته الرئاسية. متهمًا جباري بالعمل لصالح أطراف إقليمية.

ونقلت وكالة الأنباء الرسمية "سبأ"، عن المصدر المسؤول قوله، "إنه من المؤسف حقاً ان يتماهى جباري مع ما تقوم به قناة الجزيرة من دعوات للفتنة واذكاء للصراع في اليمن والترويج للمشاريع المشبوهة للأصابع التي تحركها الايادي التي تمولها، وأن يظهر من على شاشة قناة الجزيرة عبدالملك الحوثي وعبدالعزيز جباري بالتتابع وينهجا أسلوباً واحداً في القدح والعداء للتحالف العربي ويُضفيان المشروعية على المشاريع المشبوهة وما يعطيه ظهورهما من دلالات تُنذر بمخاطر جمه قادمة على وطننا الحبيب".

ووفق المصدر فإن الوقائع التي أوردها جباري مجافيًة تماماً للواقع وفيها الكثير من التجاوز لأسباب الكارثة التي يعيشها الشعب اليمني والتي يأتي في طليعتها الانقلاب الذي نفذته مليشيا الحوثي في إطار المشروع الإيراني التوسعي في المنطقة العربية.

وأضاف "ان الطموحات الشخصية وتحقيق مكاسب للأفراد على حساب القضايا الموضوعية أمرٌ ينطوي على نوازع انتهازية تستغل معاناة الناس لادعاء البطولة في الدفاع عن قضاياهم ومعاناتهم التي سببتها ظروف الحرب التي فرضها الانقلاب".

وأشار إلى أن جباري ظهر في المقابلة مدعياً دفاعه عن السيادة والقرار الوطني وعن الظروف الصعبة التي تعيشها الجماهير اليمنية غير آبهٍ بالكارثة التي أساسها ومنبعها الإنقلاب على الشرعية وعلى التوافق الوطني وعلى مخرجات الحوار الوطني الشامل.

ولفت الى إصرار الانقلابيين على خيار العنف ووضع رئيس الدولة ورجالها في السجون أو رهن الإقامة الجبرية ثم اللحاق برئيس الدولة بعد تمكنه من الإفلات من قبضة الانقلاب إلى العاصمة عدن (....) مما أضطر رئيس الدولة إلى طلب التدخل من أشقائه إعمالاً لمبدأ الدفاع المشترك الذي أقره ميثاق جامعة الدول العربية، وهو ما سبب هذه المعاناة وليس أخطاء التحالف.

وأردف: "لابد من تذكير صاحب المقابلة أنه كان هو بذاته أكبر الداعيين للتحالف للحرب على الحوثي وهو الذي رأس لجنة مؤتمر الرياض التحضيرية وظهر مؤيداً ومطالباً بالمزيد حتى ولى وجهه نحو اعداء اليمن والمتآمرين عليه، فقلب ظهر المجن واعتبر ما كان مشروعاً بالأمس دوراً مشبوهاً اليوم إرضاءً لبعض الأطراف الإقليمية (لم يسميها)".

وأثنى المصدر على دور "التحالف وبالذات السعودي الإمارات" في مواجهة الانقلاب الحوثي "واخرجه من العاصمة عدن ومن ثلثي الأراضي اليمنية وصده عن أبواب مأرب وطارده على طول الساحل الغربي".

واستغرب المصدر من الهجوم الذي ابداه جباري على اتفاق الرياض والتشكيك فيه، مشيرًا إلى أن "جباري يعلم أن الجهود السعودية والاتفاق أوقف حرباً في المحافظات الجنوبية وقربَ بين الاخوة واوصلهم الى اتفاق سياسي وشراكة وان الخطوات الأولى من الاتفاق قد نفذت ويجرى الان وضع اللمسات الأخيرة لتشكيل الحكومة وتنفيذ الشق العسكري والأمني بالكامل وتوجيه كل الإمكانيات العسكرية لمواجهة المليشيات الحوثية".

وقال إن "ما يجري في الرياض ليس إتفاقاً جديداً أو انقلاب عليه كما صوره جباري او تحاول قناة الجزيرة تظليل الرأي العام به" حسب تعبير المصدر.

ولم يتطرق المصدر لأحداث أغسطس 2019، عندما سيطر المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم إماراتيًا على العاصمة المؤقتة عدن وطرد الحكومة الشرعية التي وصفت تلك الأحداث بـ"الانقلاب" واتهمت الإمارات بالوقوف وراء ذلك.

وأضاف أن "رئيس مجلس النواب رأسَ اجتماعات المستشارين وهيئة رئاسة المجلس وكلها تناقش تنفيذ إتفاق الرياض والتسريع فيه وكان جباري جزء لا يتجزأ من تلك الاجتماعات ومشاركاً فيها معتقداً ان الاختيار لرئاسة الوزراء سيقع عليه وحينما وقع الاختيار على الدكتور معين عبدالملك جن جنونه وغادر المملكة وتحول الى معادٍ للاتفاق والمملكة ومتنكراً لكل شيء".

كما استغرب المصدر ذلك الانكار المريع للدعم العسكري السعودي لصالح الجيش الوطني، متسائلاً : "كيف يتسنى لبعض الناس انكار أن الجيش الوطني الذي قاتل المليشيات وانتصر في عدة معارك وحرر معظم الارضي لم يكن يمتلك طلقة واحدة ، ولولا ما افاضت به المملكة على جيشنا من سلاحٍ ومال وغذاء لما كان يوجد جيش يمني وطني أصلاً بعد أن سيطرة المليشيات الانقلابية على المعسكرات ومخازن السلاح في العام 2014م".

واعتبر انكار دعم المملكة للجيش الوطني أمر لا يستقيم مع حقائق الواقع على الأرض ولا يخدم القضية اليمنية.

ودعا المصدر، عبدالعزيز جباري الى التراجع عن ما وصفها بـ"المواقف المتذبذبة وإعلاء مصلحة الوطن فوق الطموحات والاعتبارات والمصالح الذاتية فمصلحة الجميع هي في استعادة الدولة ودحر الانقلاب".

وكان نائب رئيس مجلس النواب عبد العزيز جباري هجوما عنيفا على الدور السعودي والإماراتي في اليمن وطالب الدولتين بمغادرة أراضي البلاد.

وأكد جباري خلال مقابلة مع قناة الجزيرة مساء الأربعاء أن السعودية والإمارات لم تعملا على مواجهة مشروع إيران في اليمن، وان هدفهما السيطرة على القرار السياسي في ‎البلاد.

وقال ان "الإمارات تريد أن تتحول إلى دولة عظمى على حساب اليمن والشعب اليمني"، مطالبا السعودية والإمارات بتسليم مؤسسات الدولة وجزرها وموانئها ومغادرة الأراضي اليمنية.

وأضاف جباري الذي عرف بانتقاده الشديد لسياسات التحالف منذ السنوات الأولى للحرب :"السعوديون والإماراتيون يريدون أن يكونوا قوى إقليمية على حساب الشعب اليمني"، مؤكدا في الوقت ذاته، أن اليمن لن يستقر إلا إذا كانت التدخلات إيجابية" لا بطريقة الإمارات والسعودية".

وتزعم الإمارات والسعودية أنهما تدخلتا في اليمن لمواجهة النفوذ الإيراني رغم تورط الإمارات بتواطؤ السعودية بدعم انقلاب الحوثيين وصالح في 21 سبتمبر 2014م، الذي أدى لاندلاع حرب مدمرة تهدد وحدة البلاد.

وأظهرت الحرب مخططات الدولتان بدعم انقلاب ثاني على الشرعية في عدن ومنع عودتها الى العاصمة المؤقتة وانشاء مليشيات خارج سيطرة الحكومة الشرعية ووضع اليد على الموانئ والجزر وارسال قوات عسكرية الى مناطق تبعد آلاف الأميال عن جبهات قتال الحوثي.

وتأتي تصريحات نائب رئيس مجلس النواب شديدة اللهجة في وقت تلتزم السلطة الشرعية والحكومة الصمت حيال استمرار سيطرة الإمارات على جزيرة سقطرى وسط تقارير عن انشاء معسكرات وقواعد استخباراتية اسرائيلية  في الجزيرة .

كما يرفض المجلس الانتقالي المدعوم من الإمارات تنفيذ الشق العسكري والأمني من اتفاق الرياض بتواطؤ سعودي، واستمرار التحالف بالاستهتار بالشرعية التي يقيم رئيسها في الرياض.

 


Create Account



Log In Your Account