21 سبتمبر.. "اليوم الأسود" الذي غيَّر ملامح اليمن
الأربعاء 23 سبتمبر ,2020 الساعة: 12:15 صباحاً
الحرف 28 - خاص - مازن فارس

بعد مضي ست سنوات من انقلاب الحوثيين؛ ما يزال اليمنيون يتذكرون "اليوم الأسود" في تاريخ بلادهم، اليوم التي فيها اجتاح الحوثيون العاصمة صنعاء، ليبدأ بعد ذلك مسلسل انهيار الدولة، وتدخل البلد في حرب مدمرة لاتزال مستمرة.

قبل يومين حلّت الذكرى السادسة لما باتت تُعرف لدى اليمنيين بـ "نكبة 21 سبتمبر"، ولا تزال المعارك العنيفة سيدة الموقف، مع غياب تام لملامح السلام وانهاء الحرب التي خلّفت نحو 12 ألف مدنيًا بينهم مئات الأطفال والنساء، وفق تقدير الأمم المتحدة.

في 21 سبتمبر/ ايلول 2014م، زحف الحوثيون على العاصمة صنعاء واحتلوها بمساعدة الرئيس السابق علي عبدالله صالح، وبدعم اقليمي شاركت فيه دول خليجية وتخطيط إيراني.

على إثر انقلاب جماعة الحوثي وصالح تدخل تحالف عربي بقيادة السعودية في 25 مارس 2019، لدعم الحكومة الشرعية، لتشتعل واحدة من أكثر الحروب دمارا في المنطقة، ويدخل اليمن اسوأ أزمة إنسانية في العالم.

تحالف الحوثيون وعدو أمس- على صالح- في مسعى لبسط سيطرتهم على جميع أنحاء البلاد وقتال اليمنيين المناوئين للانقلاب، لكن التوافق لم يستمر طويلاً، ففي أواخر 2017، أعلن الحوثيون مقتل صالح بعد أشهر من  التوتر والاشتباكات المحدودة بين الطرفين في العاصمة صنعاء.


إحصائيات

ومنذ انقلاب 21 سبتمبر، ارتكبت جماعة الحوثي وحليفها الرئيس السابق صالح، بحق اليمن والمدنيين جرائمَ، تصنف دوليا ضمن جرائم حرب.

وحتى الآن تسببت الحرب بقتل أكثر من 100 ألف شخص، وجعلت حوالي 18 مليون إنسان في اليمن تحت خط الفقر بحاجة إلى مساعدات طارئة بحسب إحصائيات رسمية.

ويقول وكيل وزارة الاعلام محمد قيزان إن "الحرب الحوثية تسببت بمقتل أكثر من 100 ألف شخص وتشريد ما يزيد عن 8 مليون نازح، وحرمت الموظفين من مرتباتهم وصارت الخدمات الأساسية حلم يراود ‎اليمنيين".

وأضاف في سلسلة تغريدات على تويتر، رصدها محرر "الحرف 28"، أن ‏ الوضع المعيشي في ‎اليمن تأثر بشكل مخيف عقب انقلاب 21 سبتمبر.  مشيرًا إلى أن "نسبة الفقر تجاوزت 80%، وانتشرت الأمراض المختلفة أبرزها الكوليرا وحمى والضنك والمكرفس، فضلا عن تدهور مختلف مناحي الحياة.

ووفق قيزان، فإن الطفولة لم تسلم أيضًا من ما أسماه بـ"جحيم نكبة 21 سبتمبر" لافتًا إلى أن،حوالي 8 ألف طفل قُـتلوا  وأُصيبوا بجراح بالغة، فيما هناك أكثر من 3 طفل مجندين وحوالي مليون ونصف طفل نازح و400 ألف طفل يعانون سوء التغذية الحاد و7 ملايين طفل لا يستطيعون النوم بسبب الجوع وأكثر من مليوني طفل لا يذهبون إلى المدرسة.

أسوأ نكبة

وفي حين يعتبر الحوثيون يوم 21 سبتمبر، أنها ذكرى ثورة، ويحتفون بذكراها كل عام، تنظر شريحة واسعة من اليمنيين على أنه أسوأ ما شهده اليمن في تاريخه المعاصر.

ودشن نشطاء يمنيون في مواقع التواصل الاجتماعي وسوما عدة، أبرزها "#21سبتمبر_نكبه_وطن"، و"#نكبه_اليمن_21سبتمبر"، و  "#نكبة_21_سبتمبر"، تسلط الضوء على ما آل إليه اليمن بعد انقلاب الحوثيين على الحُكم، والحرب التي نتج عنها أكبر كارثة إنسانية في العالم بحسب توصيف الأمم المتحدة.

وفي هذا الإطار رصد "الحرف 28" تفاعل اليمنيين على مواقع التواصل، الذين تذكروا يوم الانقلاب على الحكومة الشرعية واستيلاء الحوثيين على مؤسسات الدولة، مستعرضين الانتهاكات والجرائم التي أفرزتها الحرب.

وغرد وكيل وزارة الإعلام عبدالباسط القاعدي بالقول إن " نكبه اليمن 21 سبتمبر محاولة حوثية لإعادة عجلة التاريخ الى الوراء" مشيرًا إلى أن "الوضع البائس الذي تعيشه اليمن هو نتيجة لحماقة الحوثي وجنايته بحق اليمنيين التي لا تغتفر".

ووصف القاعدي يوم 21 سبتمبر بـ"أسوأ نكبة مرت على اليمن منذ بدء الخليقة".

وأضاف "عصابة من خارج التاريخ اسقطت اليمن على حين غفلة من كل القوى الوطنية وتسببت في أسوأ كارثة انسانية على الاطلاق".

يوم لا ينسى

أما نعمان الحذيفي رئيس الاتحاد الوطني لتنمية الفئات الاشد فقرا (المهمشين) باليمن، فقال إن هذا اليوم "سيظل هو اليوم الاسود بتاريخ اليمنين وستتذكره الاجيال القادمة بقدومه بكل عام مدى قبح واجرام الفاشية الحوثية بحق الشعب اليمني".

وأضاف في تغريدة عبر تويتر: "من مخرجات اليوم الأسود ملشنة كل كائن حي فلم تفرق الجماعة بين ما هو عرف اجتماعي أو تشريعي فباتت حتى النسوة والفتيات جزء من مشروع الموت الذي حملته الجماعة للشعب اليمني".

واعتبر الصحافي علي الفقيه بأن تاريخ 21 سبتمبر "تحول إلى يوم أسود لكل اليمنيين الذين ألحقت بهم الحرب أذى نفسي وجعلتهم معلقين بين الحياة والموت".

بدوره يرى الكاتب والروائي اليمني علي المقري أن هذا اليوم "لا ينسى في تاريخ اليمن"، فهو – كما يقول- "يوم غبار وحصى ورصاص، يوم مسلّح لا ينسى؛ ولا ينسى إلاّ إذا كانت الهمجية تنسى، والوحشية تستأنس بجحيمها".

وأضاف في تدوينة على موقع التدوين المصغر تويتر، قائلًا: "أعوام تمضى ولا شيء غير عذاب الوهم، وهم العائلة المقدسة، والمذهب الحق والثورة الإلهية".

"وصمة عار"

واعتبر الصحفي يحيى حمران ذكرى الانقلاب "وصمة عار" في جبين القوى السياسية اليمنية، مشيرا إلى أن اليمنيين لن ينجوا إلا حين يلتف الجميع خلف مشروع مؤسسات الدولة قولا وفعلاً.

وأضاف أن المعركة ضد الانقلاب يلزم أن تكون "تكاملية" من السياسة إلى الميدان إلى الإعلام وما عدا ذلك "خديعة للنفس والجمع".

أما الناشطة أفراح الزوبة، فتستذكر بألم يوم 21 سبتمبر الذي تصفه بـ"الكئيب".

وقالت: "لا أشعر سوى بالغيض وكثير من الاحتقار لقيادات (سياسية وعسكرية واجتماعية وثقافية) مهدت الطريق لذلك اليوم وسكتت عنه ولا زالت حتى اليوم بإرادة أو بغباء جزء من مخطط تسليم اليمن لإفك الإمامة وظلمها وظلامها".


Create Account



Log In Your Account