تنتظرها ملفات اقتصادية وسياسية ومناخية  معقدة... انطلاق أعمال الجمعية العامة للامم المتحدة افتراضيا
الثلاثاء 22 سبتمبر ,2020 الساعة: 06:40 مساءً
متابعات

انطلقت، اليوم في الولايات المتحدة الأمريكية ، أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة الثلاثاء بشكل افتراضي في دورتها السنوية بسبب انتشار فيروس كورونا. 

وسيقع تمثيل كل وفد دبلوماسي بشخص واحد فقط داخل قاعة الجميعة العامة، وسيكون ملزما بارتداء كمامة، في حين كان يشارك فيها قرابة 10 آلاف شخص خلال السنوات العادية.

 كما ستكون خطابات قادة الدول مسجلة بالفيديو قبل 4 أيام. 

وعلى الصعيد السياسي، لم يوجه الرئيس الأمريكي كلمة الولايات المتحدة، وجاءت على لسان نائب المندوبة الأمريكية لدى الأمم المتحدة ، في موقف يظهر استياء أمريكيا لاسيما بعد رفض مجلس الأمن تمديد العقوبات الأممية على إيران. 

وتفتتح أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها السنوية التي يتناوب فيها قادة العالم على إلقاء خطابتهم، الثلاثاء في قاعة هادئة تستضيف قمة افتراضية تتناول أزمة فيروس كورونا.

وللمرة الأولى لن تنتشر في وسط مانهاتن مواكب السيارات وستغيب تماما التكهنات بشأن احتمال انعقاد اجتماعات استثنائية على الهامش. 

وبدلا من ذلك طُلب من قادة الدول إرسال خطاباتهم المسجلة مسبقا ليتم بثها الأسبوع التالي في القاعة الفسيحة حيث سمح بحضور مسؤول دبلوماسي واحد نيابة عن كل وفد، مع إلزامه بوضع كمامة.

وتجتذب القمة في السنوات العادية قرابة 10 آلاف شخص من أنحاء العالم، وهو أمر لا يمكن التفكير به في وقت فرضت الدول قيودا صارمة على الدخول إلى أراضيها للحد من انتشار فيروس كورونا الذي أودى بقرابة 950 ألف شخص.

وفي انعدام فرصة عقد لقاءات ومحادثات مباشرة، يتساءل بعض الدبلوماسيين في الأمم المتحدة عما يمكن إنجازه.

ومع ذلك تمضي الأمم المتحدة قدما في تنظيم اجتماعات تتناول مواضيع معينة، افتراضية أيضا، على هامش القمة لمناقشة قضايا رئيسية مثل وباء فيروس كورونا والتغير المناخي والتنوع البيئي والاضطرابات السياسية في كل من ليبيا ولبنان.

لكن الفرص ضئيلة أيضا لمواقف دراماتيكية للقادة في خطابتهم. 

وحرصا منها على تجنب حدوث أي أخطاء فنية، طلبت الأمم المتحدة من قادة الدول إرسال خطاباتهم مسجلة بالفيديو قبل أربعة أيام، ما يعني غياب أي عفوية أو تفاعل مع تطورات ممكنة في اللحظة الأخيرة.

وكانت الأمم المتحدة قد افتتحت أسبوعها الدبلوماسي الاثنين بالاحتفال بمرور 75 عاما على تأسيسها، في قمة افتراضية دعا خلالها الأمين العام للمنظمة أنطونيو غوتيريس شخصيا إلى المزيد من التعددية الدولية.

وفي مؤشر على استياء امريكي ، لم يوجه الرئيس دونالد ترامب كلمة بلاده، وجاءت الكلمة الأمريكية على لسان نائب المندوبة الأمريكية لدى الأمم المتحدة الذي قال إن "الوقت حان لطرح أسئلة بخصوص مكامن قوة وضعف الهيئة".

ومن الجدير ذكره أن السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة لم تكن موجودة أيضا، إذ توجهت بدلا من ذلك إلى واشنطن حيث تم الإعلان عن "عقوبات أممية" ضد إيران، طالب ترامب جميع الدول بتطبيقها.

وتقول الولايات المتحدة إنها تطبق حظرا دوليا على الأسلحة شارفت مدته على الانتهاء، لكن أيا من الدول في الواقع لا تعتقد أن لدى واشنطن السلطة لفرض عقوبات دولية، في وقت تركز القوى الأوروبية على إنقاذ اتفاق نووي مع إيران تم التوصل إليه خلال عهد الرئيس السابق باراك أوباما.

ويأتي الموقف الأمريكي المتشدد قبيل الانتخابات الرئاسية وبعد سنة على جهود باءت بالفشل للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في نيويورك للترتيب للقاء أو حتى اتصال هاتفي بين ترامب ونظيره الإيراني حسن روحاني لتخفيف التوتر.

من جهته، ألقى ماكرون كلمة مسجلة بتقنية الفيديو في الذكرى الـ75 لتأسيس الأمم المتحدة، دعا إلى دور أكبر للهيئة الدولية في إيجاد حلول لمشكلات عالمية.

وقال "في وقت يغذي الوباء الخوف من الانحدار، والرواية بشأن العجز الجماعي، أريد أن أقول أمراً بوضوح تام: في مواجهة حال الطوارئ الصحية والتحدي المناخي وتراجع الحقوق، يتوجب علينا، الآن وهنا، التحرك".

من ناحيتها، حذرت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل من أن الأمم المتحدة "أجبرت في كثير من الأحيان على التخلف عن مُثلها في وقت حالت مصالح الأفراد، مرة بعد مرة، دون أن يعمل هذا النظام كما كان مقصودا له".

وتابعت "لكن يخطئ الذين يعتقدون أن بإمكانهم تدبير أمرهم بشكل أفضل بمفردهم. رفاهنا شيء يمكننا تشاركه، ومعاناتنا أيضا. نحن عالم واحد".

فرانس24


Create Account



Log In Your Account