ذكرياتي مع ثانوية تعز الكبرى!
السبت 19 سبتمبر ,2020 الساعة: 12:09 مساءً

كنت أدرس الثانوية بمدرسة الثورة في شارع 26 سبتمبر مقابل مدرسة ناصر وراء مركز المهيوب بجوار الصحة المدرسية سابقا ..

وفي ثالث ثانوي انتقلنا إلى ثانوية تعز الكبرى كأول دفعة تستقبلها المدرسة في العام الدراسي86 / 87 وكنا نفترش الأرض حينذاك وندرس فيها دون كراسي في زمن المدير المعتبر طيب الذكر الأستاذ محمد الحبيشي متعه الله بالصحة والعافية ...

وأتذكر أن المدرسة الفنية في الحصب قسم النجارة قدمت كراسي مجانية للمدرسة في نفس العام على اقتراب منتهاه.. 
والمدرسة ذاتها اليوم بدون كراسي كما دخلناها أول مرة ..

ونحن اليوم بتعز لدينا عدد كبير من التجار ورجال الأعمال .. وحافظة متضخمة من الأموال الباهضة .. ومن البنوك والصرافين ..

للأسف لم نجد لديهم مبادرات في دعم مؤسسات التعليم باستثناء مبادرات سخية من بيت الحاج المرحوم هائل سعيد التي أسهمت في بناء كليات جامعة تعز وبعضا من مدارس تعز في المدينة والريف ومعظم محافظات الجمهورية ..

من المعيب أن ننتقد مبادرات شخصية في دعم مؤسسات التعليم (نموذج السيدة توكل كرمان والشيخ حمود سعيد ) ولهما كل التحية والتقدير .. مهما كانت تلك المبادرات متواضعة فهي خير من العدم والصمت السلبي ..

مدارس تعز في الوقت الراهن لا تحتاج الإنتظار في تأهيلها إلى دولة بل إلى مبادرات مجتمعية وخصوصا من التجار ورجال الأعمال في تقديم الدعم الضروري للمدارس ومؤسسات التعليم العالي .. والقيام بذلك بشكل مباشر بعيدا عن سلبية السلطات والإدارة التربوية ..

وعدم إكتفاء التجار ورجال المال والأعمال على العمل الخيري المباشر للأسر المعوزة والتخفيف من حدة الفقر فقط ..

فالفقر المعرفي أكثر ضررا ووجعا للناس من الفقر المادي والجوع المتسع بسبب الفقر .. والتحرر الوطني يبدأ من التعليم ..

نكرر الدعوة الملحة إلى رجال المال والأعمال التكفل بإعادة تأهيل مدارس تعز فهي مصنع الأجيال وتجديد المجتمع وتحديثه عقليا ومعرفيا ومهاراتيا ..

وتظل المبادرات الشخصية ذات قيمة رمزية وتحفيزية لأولي الاقتدار لكنها لن تفي بالغرض في كل الحالات ..

مع التقدير والتحية لذوي المبادرات الذاتية وللسيدة حياة الذبحاني التي فتحت جرحا مجتمعيا معفنا مسكوت عنه حتى لو كان المشرط المستعمل بالفتح ليس مناسبا لكن للضرورة أحكام ..


Create Account



Log In Your Account