الإصلاح .. الجسد الضخم والرأس الذي توقف عن النمو
الأحد 13 سبتمبر ,2020 الساعة: 05:40 مساءً

ليس المطلوب من الإصلاحيين تحويل ذكرى تأسيس الحزب إلى مهرجان احتفاء لتأكيد جماهيريته فبدون حاجة إلى تأكيد الإصلاح هو المكون السياسي الأكثر حضوراً، وكذلك الأكثر قدرة على التأثير إن تمكن من استغلال القدرات والطاقات المتوفرة لديه.

وإنما المطلوب أن تكون محطات لمراجعة وتقييم الأداء ومغادرة مربع الجمود ليتمكن الحزب من استعادة فاعليته وتقليص نسبة المفقود من طاقته.

فبالنظر إلى التضحيات التي يبذلها أعضاء وأنصار الإصلاح على الأرض تبدو الماكينة السياسية للحزب غير قادرة على استيعاب تلك التضحيات وترجمتها إلى فعل سياسي يحول دون تغول المشاريع الصغيرة التي تعوض عن ضآلة حجمها بالفاعلية السياسية والقدرة على التواصل والضجيج ونسج العلاقات مع الأطراف الأكثر تأثيراً.

وفي الذكرى الثلاثين لتأسيس الحزب يمكننا التأكيد على أن الفجوة ما زالت تتسع بين الجسد الضخم وبين رأس الحزب الذي توقف عن النمو، وظل الحزب طوال العقود الماضية من عمره يمثل أكبر خزان لتجميد الطاقات حيث يتوسع في الاستقطاب ثم يجد نفسه غير قادر على توظيف أو الاستفادة من آلاف الكوادر والكفاءات في مختلف المجالات.

لم يتوقف الأمر عند هذا الحد، وإنما وبسبب حالة قصور في الخطاب والتواصل بالإضافة إلى سوء التنسيق بين أجنحة الحزب المختلفة، وأخطاء يرتكبها محسوبون على الحزب يجد الإصلاحيون أنفسهم في مواجهة حالة من الجحود والنكران من حلفائهم وشركائهم.

وبعيداً عن كل ما يمكن أن تسجل عليه من أخطاء فخلال السنوات العشر الأخيرة العاصفة سجل الإصلاح مواقف مشرقة بانحيازه للدولة والنظام الجمهوري ومصالح الناس ملقياً بكل ثقله دون مناوره ودفع ثمناً كبيراً لذلك الموقف إذ ظل في مرمى الأعداء والحلفاء المفترضين وظل جسده الضخم يمتص هذه الضربات ويتحرك في كل الاتجاهات.

 وكانت حركة الجسد الضخم للإصلاح أكثر تأثيراً وفاعلية من الحركة الواهنة لرأس بات بحاجة ماسة لتغيير.

دمتم بلسماً لليمن الجريح.. وكل عام وأنتم بخير.


*نقلًا عن صفحة الكاتب على فيسبوك


Create Account



Log In Your Account