قْتل الأغبري في محيط المؤسسة الجنسية العريقة التي أدارتها الدولة من أجنحة الـ vip المملوكة للتوجيه المعنوي في عهد صالح، حيث كانت فرق متخصصة بإدارة البغاء المتخصص بمسؤولي الدولة. فإلى جانب الترفيه، لبيت الحكم حينها ، كانت تقدم خدمات البغاء االسياسي للمسؤولين في الأجنحة الفخمة داخل مقر دائرة التوجيه السياسي والمعنوي للقوات المسلحة المعدة بأجهزة مخفية لتصوير حفلات البغاء وأوضاع فاحشة وأمور أخرى ليتم الاحتفاظ بها لابتزاز مسؤولي الدولة عند الحاجة. دائرة التوجية التي تقع على مقربة من رئاسة هيئة الأركان العامة، الجار الأقرب لمكان تعذيب وقتل عبد الله الاغبري، ما يعني أن البقعة عريقة في هذا الصنف من الأعمال فالأماكن ومحيطها تزدهر فيها أعمال متشابهة وتحظر فيها متطلبات العمل ويتواجد في المحيط أدوات المهنة ومتطلباتها وكذا محترفين العمل. هذا ما يفسر موت إحساس القائمين عن التعذيب الذي أفضى إلى قتل الأغبري. فمن تناوبوا على تعذييه وإزهاق روحه ظهر عليهم هدوء من يمارس عمل لا يقوم به للمرة الأولى. إذ يستحيل أن يتكالب جمع من البشر وتتوحد نفسيتهم فيعذبون بوحشية، ويأخذون قسطا من الراحة، ثم يجلسون لتناول طعامهم بشهية، ليعاودو العمل مرةً أخرى، مالم يكن فريق متجانس متمرس وميت القلب ومنزوع صفة الآدمية عنهم أجمعين. ذلك التوحش الذي يصنعه التكرار والممارسة، التي تجعل الفرد المختار بعناية لهكذا أمور، يتدرج في الانحطاط حد الوصول الى متعة ممارسة التوحش بأعصاب هادئة. الدولة التي تمارس عمل العصابات تنتج هذا النوع من الوحوش البشرية، التي تعمد الى العنف، فذاك الممكن لتمرير سياستها، التي تتسق مع تفكيرها البدائي، بمفردات شريعة الغاب الباطش وما ظهر في الفيديو، ليس إلا امتدا لما كان يمارس في أقبية أمن الحكم السابق، المتعدد المسميات، لم يكن أحدا قادرا على تخيله أو تصديقه. ورثت سلطة الحوثي تركة ضخمة من أدوات الضغط على رجال الدولة المحفوظة في دائرة التوجيه السياسي، وتم استثمارها بشكل جيد على مسؤولين خارج نطاقها وهو ما يفسر إخلاص كثيرين من أدوات مسمى الشرعية وتنفيذ أمور تبدو سخيفه للغاية، وتخدم الطرف الآخر بوضوح لا يغيب عن وعي رجل الشارع العادي، المحبط والمستسلم لليأس من أي اصلاحات تبدو في متناول اليد ولا تحتاج إلى ذكاء مفرط أو إمكانات مخصوصة. والأدهى أن بعضها تشكل استثمارا مهولا حتى لرؤوس الأموال مثل إنشاء شركة اتصالات خاصة بمسمى المناطق المحررة التي تديرها دولة الحوثي في واقع الأمر. اذ يعتمد الحوثين على مسؤولين في الشرعية لمنع أي عمل ممكن ويراه أقل الخلق، ذكاء ممكنا ومكسبا يدر أموالا مهولة ولا مبرر لعدم القيام به. كما أن هناك تعاون واضح لا يكاد يصدقه عاقل، مالم يكن هناك فضائح مزلزلة لشذوذ بعض المسؤولين في الشرعية، والذي زجت بهم دولة الحوثي الى مواقع القرار والتاثير من أمثلة ذالك ايرادات النفط التي تمول حرب واستمرار ضخ النفط من مناطق سيطرة مسمى الشرعية. يبدو جليا أن الضغط بالفضيحة على نافذين، لهم يد خفية تمتد لتهيئة الميدان للانتصارات في الحرب، وامتصاص حماس الجند وتهدئة الجبهات وترتيب اشتعالاتها، حسب امكانات وقدرات الحوثي، ولايعزب هذا الأمر عن فهم جميع المواطنين البسطاء الذين ملو من المطالبه بتحريك جبهات ميتة وتحريرها وإعلان وقت محدد لا تفتح النار في كل أنحاء البلاد ولو بأتفه الإمكانات، فذاك سيشتت قوة الخصم ويجعل حسم الأمور أيسر وأضمن ويقلل فاتورة الحرب. لا أظن الأمر اكتشاف أو توجيه نأمل تلافيه لفرض واقع أكثر ايجابية فهذا مستحيل .. مستحيل ... ! فما دام المتمكنون من بعض مفاصل مسمى الشرعية يخشون فضيحة الشذوذ وفضائح أعراضهم، التي ستحصل بمجرد التهاون وعدم العمل الجاد للحفاظ على مسار الحرب لصالح الجهة الضاغطة عليهم. فهل فكرتم بجحيم القيامة التي ستحدث حينها، إن خانو الحوثي بمجرد التهاون وعدم الإخلاص والتفاني في العمل لأجل انتصار دولة الحوثي في كل مضمار، وبشكل مفضوح لا يمكن تصديق حصوله من أناس طبيعيين يمتلكون إرادتهم الحرة في اتخاذ القرار. يمكن الجزم بأن الأدوات التي اخترقت مسمى الشرعية وتتعزز قوتها كل يوم لن تؤدي إلا لإحكام سيطرة الحوثي وكلها مسألة وقت فقط. والمؤكد، مالم يتم تغيير واسع في منظومة مسمى الشرعية واستبدال الأغلبية ممن يخشون الفضيحة ولو بفلاحين ومحدودي الفهم، لأن ذلك سيحدث فرقا ايجابيا مادامت الأمور ليست معقده بما يتطلب نخب خاصة. المهم في البديل أن لايكون مرتهن سمعة الذات والعرض وتنتظره قيامة الفضيحة. الإنهيارات واضحة والأفعال التي لايصدق أحدا حدوثها، كمتناقضات، مفضوحة جدا من مثال استلام البعض مرتبات من طرفي الصراع فهل يعقل هذا ؟ وهل يعقل أن تمد مسمى الشرعية خصمها المحارب بالمحروقات وترفد خزينته بالعائدات؟ هذه جريمة حرب في أبجد الفهم وغير ذالك الكثير من الأمور التي لايمكن حصرها ويعرفها الجميع.