معارك مأرب التي عرَّت الجميع !!
الأربعاء 09 سبتمبر ,2020 الساعة: 08:18 مساءً

تتكشف يوماً بعد  آخر أن اللاعبين الرئيسين في حرب اليمن هم من يديرون أدواتهم بالداخل .. أعطوا الحوثيين الضوء الأخضر لاجتياح محافظة مأرب  لفرض معادلة جديدة على الأرض تمهيداً لإخراج  تسوية أمر واقع،  أقلها الذهاب إلى دولة هشة من إقليمين بحدود 1990، تنهشها الولاءات المتعددة لرعاة الحرب ولمموليها.


سحب الحوثيون أهم كتائبهم المقاتلة ومعداتهم العسكرية  من الجبهات لخوض معركة مقدسة  كبرى في المحافظة النفطية الشرقية ، و منذ أسابيع  يخوضون حرباً ضروسا ضد طيف من المقاتلين القبليين والميلشاويين والعسكريين غير المنظمين، اجتاحوا على إثرها عشرات المناطق التي كانت بيد  قوات الشرعية،  ومع ذلك لم يستطيعوا حتى الآن من دخول مركز المحافظة ، رغم الاختراقات الكبيرة التي أحدثوها في الحاضنة القبلية الداعمة  للشرعية في غرب وشمال المحافظة.

انكشافهم  في مناطق ملتهبة مثل تعز والحديدة لم يحرك ساكناً في القوات المحسوبة على خصومهم في حزب الاصلاح ، وقوات طارق صالح  لإحداث فارق في معادلة الحرب ، فالأولى تبرر عدم تقدمها  الى الحوبان  بعدم صدور أوامر عليا بذلك ، والثانية تبرر أنها ملتزمة باتفاق استكهولم الأممي ، القاضي بتجنيب مدينة الحديدة حرباً عبثية قد تؤثر على كتلة سكانية كبيرة  في شمال  البلاد وغربها.

الأمر بكل بساطة أن أدوات الداخل ليسوا أكثر من (شقاة) مع رعاتهم في دول الإقليم الذين حوَّلوا  المحسوبين على الجيش والمقاومة  في تعز الى لصوص عقارات وناهبي ضرائب  و(متفيدي) أسواق وقطاع طرق للجباية... وأعاد لقوات طارق صالح في الشريط الساحلي من باب المندب في تعز الى الفازة في الحديدة مروراً بالمخا والخوخة  سيرة المهرِّب الأب الذي أسس سلطته  الباكرة انطلاقاً من معسكر خالد ، حين حوَّل مواقعه وثكناته، ابتداء  من منتصف سبعينيات القرن المنقضي  الى مخازن للمواد المهربة التي تقذف بها سفن العالم في الممر المائي الضيق.

اشتعال جبهة  الجوف في هذه المزامنة  تمت برغبة سعودية لتأمين حدودها الصحراوية الشاسعة  المحاذية لمديرية خب والشعف بعد توغلات حوثية خطيرة في الخاصرة الرملية الرخوة للجارة، وليس، كما يتهيأ للبعض،  معركة مصرية على طريق استعادة الدولة وإنهاء الإنقلاب، وليس لها علاقة بإسناد جبهة مأرب.


Create Account



Log In Your Account