قبل خمس سنوات أصيب الجندي نسيم السلطان في جبهة المخدرة بمحافظة مارب، بشظايا صاروخ كاتوشا ادت الى ضمور شديد في عضلات الذراع والساعد الايمن وعضلات اليد اليمنى وشلل كامل في الرسغ والابهام والاصابع بالطرف العلوي الايمن. رحلة العلاج
وكما تظهر السعودية دائما بخيرها لأبناء الجيش وتبطن الشر البعيد، سمحت بإسعاف نسيم الى أحد مستشفياتها وذلك بتاريخ 31-7-2015 بتأشيرة حكومية تحمل رقم (9683643) عن طريق اللجنة الطبية في حينها.
وفقا لمصادر مقربة من نسيم، فقد استغرق علاجه قرابة خمس سنوات حيث اجريت له العديد من العمليات الجراحية والعلاج الطبيعي حتى تحسنت اصابته بنسبة كبيرة.
العودة المشئومة
وقبل قرابة ثلاثة أشهر قرر نسيم العودة الى وطنه بجراحه التي تندمل بعد نتيجة غياب الاهتمام الكامل كونه أحد جنود جيش لا تعيره السعودية أي اهتمام رغم أنها يقاتل على حدودها دفاعا عنها. كان نسيم يحمل في جنبات صدره الكثير من الاحترام للملكة فهي وان لم تهتم به كثيرا إلا أنها وقفت إلى جانبه وقت إصابته لكن تلك المشاعر سرعان ما تبددت وتحولت الى كومة من الندم والحسرة. المنفذ المظلم
يقول أحد مقربيه" انطلق نسيم من السعودية باتجاه منفذ الوديعة وكل أمل أن يلتقي من يحب من اقاربه واصدقائه ورفقاء السلاح في أقرب وقت لكن ما حدث بعد ذلك قتل كل الاحلام". وأضاف " ارتطمت سفرية نسيم بمنفذ الوديعة ( الجانب السعودي) وانطفأت شعلة شوقه لتغدو كتلة ألم ثقيلة بعد ان قررت ادارة المنفذ احتجازه بسبب غرامة لم يكن يعلم عنها ". تفاجأ نسيم وهو يستمع الى موظف المنفذ الذي كان يحدثه عن غرامة مفروضة عليه نتيجة عدم تجديده للإقامة.. بدا الأمر للوهلة الأولى أنه هين وأن الامر يمكن تداركه فهو يعلم أن الجرحى لا تُفرض عليهم إقامات وإن فُرضت فلن تكون كثيرة، لكن الحقيقة لم تكن كان يتوقع إطلاقا، فالغرامة تتجاوز 19 الف ريال سعودي أي ما يعادل 4 آلاف دولار. السجن وأحلام العودة
أفزعت الغرامة الكبيرة روح نسيم ونكأت جراحه ،وتسربت الى عماقه احزان واحباطات ،احالت الأوطان الى سجن بلا مغيث، لا مجال فيها لدفع قيود الإحتجاز ،ولا منقذ غير دفع مبلغ الغرامة. لم يكن نسيم يمتلك هذا الملك ولن يمتلكه على الاقل على المدى القريب فاضطر الى الخضوع لعقوبات الآمر الناهي. قررت ادارة المنفذ احتجاز نسيم، ورغم قساوة الامر الا أن ثمة بصيص أمل كان يسرى في أعماقه، شيء ما يحدثه أن قيادة الجيش الذي قدم روحه رخيصة وهو يقاتل معها ضد الحوثيين ستأتي لانقاذه عن قريب.. حدث نفسه مرات ومرات" لن يطول البقاء هنا". وكالعادة، لا شيء يصدق في حدسه وتوقعاته فلم يأت أحد لينقذه، وهاهو يدخل في الشهر الرابع منتحبا حضه وقدره في حجز السعودية بالمنفذ.