اليمن ذكرى مؤازرة مصر وخذلان آل سعود
الأحد 06 سبتمبر ,2020 الساعة: 05:40 مساءً

في تاريخ اليمن الحديث ثمة تدخلين عسكريين فيها: الأول كان إبان ثورة السادس والعشرين من سبتمبر 62 م من القرن العشرين، حيث تدخلت مصر جمال عبدالناصر عسكرياً ومادياً لدعم الثورة ضد الملكية، والثاني تدخل المملكة العربية السعودية وحلفائها قبل أكثر من ستة أعوام دعماً لشرعية اليمن الدستورية كما قيل آنذاك.


وأجدني أستبحث التاريخ عن الفارق بين التدخلين، فأجد أن التدخل الأول كانت له آثار إيجابية وكان فيه الكثير من المصداقية وإن شابه الكثير أيضاً من السلبيات، إلا أن تدخل مصر في ذلك الوقت كان فيه دلالة على صدق شعارات جمال عبدالناصر القومية، وكان هذا التدخل فيه تضحية من الجيش المصري، وعلى حساب تنمية مصر التي كانت تحيط بها المؤامرات من القريب والبعيد.

تدخلت مصر، واليمن يفتقد لأدنى متطلبات الحياة من التعليم والغذاء والتنمية، حتى مدننا كانت تكاد تخلو من الشوارع الاسفلتية، والمدارس محدودة لا تتجاوز ربما عدد أصابع اليد الواحدة.

كان جيش اليمن آنذاك جيشاً بدائياً وكان يطلق عليه بالجيش الحافي نظراً لعدم الإهتمام به حتى في أبسط متطلباته وهو الملبس والحذاء.

قدمت مصر عبدالناصر الكثير لبناء جيش يمني حديث، كما بنت المدارس وفتحت المجال لدول أخرى لدعم اليمن وثوارها الأبطال، المنهج المدرسي لجمهورية مصر العربية تم تدريسه في اليمن، ودعم قطاع التعليم بالمعلمين والخبراء ليتم إنتشال اليمن من الجهل والامية التي عمدت الإمامة على ترسيخها، وتم دعم قطاعات الدولة المختلفة والتي بنيت في معظمها من الصفر.

كانت مملكة آل سعود، آنذاك، تقف ضد هذه الثورة الوليدة في اليمن، وسخرت كل إمكانياتها للقضاء على هذه الثورة، فدعمت فلول الملكيين الهاربة بالأسلحة المختلفة واستخدمت الطيران الحربي لضرب الثوار، واستأجرت المرتزقة الأجانب للقتال مع الملكيين وإدارة معاركهم ضد الجمهورية الوليدة، وزرعت الكثير من عملائها في صفوف الثورة والجمهورية ليتم بعد ذلك تصفية الجمهوريين على أيدي هؤلاء العملاء، ولعل أبرز عملياتها إغتيال الرئيس الشهيد /إبراهيم الحمدي الذي استطاع خلال فترة قصيرة إعادة اليمن الشمالي الى مسار الثورة وقيمها الوطنية.

اليوم يتكرر المشهد بعد ثورة 11فبراير 2011م تدخل سعودي تحت غطاء الشرعية الدستورية لمنع أي تحولات حقيقية تلبي طموحات اليمنيين في بناء دولة اتحادية مستقلة يسودها النظام والقانون، بعض اليمنيين ممن انخدعوا بالسعودية قديماً وحديثاً ظنوا خيراً في هذا التدخل ولكن مرور سنين الحرب الستة كشفت لهم الوجه المظلم للسعودية الذي كانوا دِآئماً ما يتغنون به، وينظرون للسعودية على أنها المملكة التي تعمل من أجل وطنهم..

يتذكر اليمنيون هذا التاريخ وهم على أعتاب الذكرى الثامنة والخمسون لثورة 26 سبتمبر 1962م.


Create Account



Log In Your Account