الإتجاه شرقاً .. وورطة الحوثيين
السبت 05 سبتمبر ,2020 الساعة: 04:35 مساءً

منذ أشهر، قادت المليشيا الانقلابية هجمات متتالية باتجاه مارب والجوف، حشدت لها كم هائل من المقاتلين، واستخدمت جميع أنواع الأسلحة وبكثافة نارية عالية، وسحبت عددا كبيرا من أفرادها وأسلحتها من أغلب الجبهات، بالإضافة الى تغطية اعلامية مركزة ، لكنها مع كل هذا لم تستطع تحقيق انجازات على الأرض توازي الاستعداد والحشد والخسائر التي منيت بها.

بحسب متابعتي للوقائع على الأرض وآراء مختصين في الشأن العسكري، فقد استخدمت المليشيات الحوثية ست استراتيجيات في التقدم لم تجدِ نفعا في المعارك الدائرة خلال الأشهر الأخيرة، وهي :

- الكثافة النارية والبشرية .

- شراء ولاءات القبائل .

- الغوص في خلافات القوى المساندة للحكومة الشرعية

- نشر الشائعات.

-العمل الاستخباراتي التخريبي الهادف لزعزعة الامن من الداخل .

- التحكم في شبكة الاتصالات اللاسلكية التي لا تزال تحكم قبضتها عليها.

لكن ومع الاستخدام المتزامن، لكل هذه الاستراتيجيات كانت النتائج عكسية، وتحول ميزان المعركة بعد أشهر من الصمود، لصالح الجيش الوطني والقبائل، وباتت المليشيا الانقلابية تبحث عن مخرج من ورطتها التي كشفتها الأعداد المهولة من مقاتليها الذين يستلمهم أهاليهم جثة هامدة وصورا على الحوائط والأطقم لا غير، وتعج بجنازاتهم المدن والقرى في المحافظات التي تسيطر عليها المليشيا الانقلابية.

حسب المعلومات المؤكدة، فإن خسائر مليشيا الحوثي في هجمتها الأخيرة على مأرب والجوف تعدت حاجز 3000 قتيل خلال أقل من ستة أشهر دون تحقيق مكاسب حقيقية على الأرض، مقابل أعداد بسيطة فقدها الجيش الوطني المدعوم برجال القبائل، والأهم أنه على الأرض حاليا، تتحول المكاسب لصالح الشرعية ، وهناك نقص واضح في مخزون المقاتلين الذين تحتاجهم المليشيا لتامين مناطق سيطرتها ، ومنع الجيش والقبائل من التقدم.

لأجل هذا كله، أجرت مليشيا الحوثي مؤخرا اتصالات خارجية لتوفير ضغط دولي يعمل على إيقاف المعارك المشتعلة في مأرب والجوف في ظل التحول العكسي في سير المعارك والذي ينذر بخسارة المليشيا لمكتسباتها البسيطة، وتمدد للقوات الشرعية في مناطق جديدة، لم تكن محررة من قبل، لكن بحسب المعلومات فإن الجيش والقبائل رفضوا مقترحات للمبعوث الأممي بإيقاف القتال، وبرروا ذلك بأن الحوثيين يبحثون عن هدنة لاستعادة قدراتهم المنهكة لاستئناف القتال مجددا ، كعادتهم في كل جولة يخوضونها .

وكما تحطمت على صخرة صمود الجيش الوطني والقبائل في شرق اليمن آمال المليشيا الانقلابية في السيطرة على منابع النفط تحطمت كذلك كل الشائعات والاراجيف التي ما فتئت تطعن في نضالات رجالات الجيش المرابطين في مارب والجوف وما يليهما من المناطق ، والذين اثبتوا انهم بصمودهم وتضحيتهم من اجل الذود عن المكتسبات الوطنية يمثلون حائط صد أمام مشروع المليشيا لابتلاع البلد ، وتعرى صانعوا الاشاعات المغرضة الذين ما تركوا مذمة الا والصقوها بهم ، كما اثبتت القبائل هناك انها كانت وستظل دعما وسندا للمكتسبات الوطنية وحامية وحارسة للجمهورية .

 

دمتم سالمين ..


Create Account



Log In Your Account