عشية الذكرى الأولى لمجزرة الطيران الإماراتي بحق الجيش اليمني .. تحقيق لـ"بي بي سي" يكشف ضلوع أبوظبي في ضربة قاتلة بطائرة مسيرة في ليبيا (فيديو)
الجمعة 28 أُغسطس ,2020 الساعة: 07:54 مساءً
متابعات

كشف تحقيق لهيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" عن أدلة جديدة تشير إلى أن طائرة إماراتية مسيرة قتلت 26 طالبا عسكريا أعزلا في العاصمة الليبية، طرابلس، يناير الماضي.

ووقعت الضربة في 4 يناير الماضي، عندما استهدفت نحو 50 طالبا غير مسلح يجرون تدريبات روتينية في الأكاديمية العسكرية بطرابلس.

وقالت بي بي سي إن الضربة وقعت حينما كانت قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر تحاصر طرابلس، لكن الأخيرة نفت مسؤوليتها عن الهجوم.

ووجد التحقيق الذي أجراه قسم بي بي سي أفريقيا ووثائقيات بي بي سي عربي، أدلة على استهداف الطلاب العسكريين بصاروخ جو-أرض صيني الصنع يعرف باسم "بلو أرو7" (السهم الأزرق)، أطلقته طائرة مسيرة تسمى "وينغ لوونغ 2".

كما وجد التحقيق أدلة على أنه وقت الضربة كانت طائرات وينغ لوونغ 2 تعمل فقط من قاعدة جوية ليبية واحدة، هي قاعدة الخادم، وأن الإمارات قامت بتزويد وتشغيل الطائرات المسيرة التي كانت متمركزة هناك.

ووصلت بي بي سي أيضًا إلى سجل أسلحة يبين أن الإمارات اشترت 15 طائرة مسيرة من طراز وينغ لوونغ 2 و350 صاروخًا من نوع "السهم الأزرق 7" عام 2017.

ونفت الإمارات في السابق أي تدخل عسكري في ليبيا، وزعمت دعمها لعملية السلام التابعة للأمم المتحدة.

لكن الأمم المتحدة وجدت في عام ٢٠١٩ أن الإمارات انتهكت حظر الأسلحة الذي تفرضه على ليبيا، والذي كان ساري المفعول منذ 2011، بإرسالها طائرات مسيرة من طراز وينغ لوونغ وصواريخ السهم الأزرق 7 إلى البلاد.

وبالنظر إلى صور الشظايا التي خلفتها الضربة على ساحة الأكاديمية خلصت بي بي سي إلى أنها تطابق مكونات صارخ "بلو أرو 7".

وقالت هيئة الإذاعة البريطانية إن تحليلاتنا وجدت أن طائرة واحدة فقط، تعمل فوق طرابلس في يناير 2020 ، كانت قادرة على إطلاق ذلك الصاروخ؛ هي الطائرة المسيرة "وينغ لوونغ2".


كما وجد التحقيق أدلة جديدة على أن مصر تسمح للإمارات باستخدام القواعد الجوية العسكرية المصرية القريبة من الحدود الليبية.

وأشار إلى أنه في فبراير/شباط 2020 نقلت طائرات وينغ لوونغ 2 المتمركزة في ليبيا عبر الحدود إلى مصر، إلى قاعدة جوية بالقرب من سيوة في الصحراء الغربية المصرية.

وبحسب "بي بي سي" فإن صور الأقمار الصناعية تظهر أن قاعدة جوية عسكرية مصرية أخرى، وهي سيدي براني، استخدمت في عمليات لطائرات ميراج 2000 المقاتلة الملونة بألوان لا تستخدمها القوات الجوية المصرية، ولكنها تطابق تمامًا الطائرات التي تستخدمها الإمارات، وهو نفس طراز الطائرة الذي اتهمته الأمم المتحدة في غارة جوية على مركز للمهاجرين شرق طرابلس في يوليو 2019 ، وقتل فيها 53 شخصًا.

وتعد سيدي براني أيضًا وجهة للعديد من طائرات الشحن التي أقلعت من الإمارات، مما يشير إلى وجود جسر جوي للمعدات أو الإمدادات بين الإمارات وقاعدة عسكرية على بعد 80 كيلومترًا فقط من الحدود الليبية.

واعتمد تحقيق بي بي سي، الذي استمر ثلاثة أشهر، على أدلة فيديو لإعادة بناء الصاروخ الذي قتل الطلاب العسكريين في طرابلس، بالإضافة إلى صور الأقمار الصناعية لتأكيد وجود طائرات بدون طيار من طراز وينغ لوونغ في القواعد الجوية الليبية، وتتبع هذه الطائرات بدون طيار وهي تقطع الحدود الى مصر كما يبدو.

وبحسب القناة فإن فريق التحقيق حلل أيضا بيانات الرحلات التي سجلها الرادار لتأكيد حركة طائرات الشحن بين الإمارات وقاعدة سيدي براني الجوية العسكرية في غرب مصر.

وقالت "بي بي سي" إنها قدمت نتائج هذا التحقيق إلى حكومتي الإمارات ومصر لكنها لم تتلق أي رد حتى الآن.

وفي العام الماضي، كان هناك تصعيد في استخدام الطائرات بدون طيار من قبل كلا الجانبين في الصراع.

ووصف غسان سلامة، الرئيس السابق لبعثة الأمم المتحدة في ليبيا، هذا بأنه "ربما يكون أكبر مسرح حرب طائرات بدون طيار في العالم الآن".

ويأتي التقرير بعد تحقيق آخر أجرته بي بي سي أفريقيا في وقت سابق من هذا العام كشف عن أن تركيا انتهكت أيضًا حظر الأسلحة الذي تفرضه الأمم المتحدة على ليبيا بإرسالها شحنات سرية من الأسلحة إلى حكومة الوفاق الوطني التي تعترف بها الأمم المتحدة في طرابلس.

وصادف نشر تحقيق البي بي سي عشية الذكرى الأولى للمجزرة التي ارتكبها الطيران الإماراتي بقصف قوات الجيش اليمني على مشارف مدينة عدن اثناء تقديمها غطاء جويا لانقلاب القوات الإنفصالية الموالية لها في عدن العاصمة المؤقتة للحكومة الشرعية جنوبي اليمن.


Create Account



Log In Your Account