قال حزب المؤتمر الشعبي العام بمحافظة تعز (جنوبي غرب اليمن)، اليوم الخميس، إن مسلحون اعتدوا على فعالية أقامها الحزب بمناسبة الذكرى الـ38 لتأسيسه. وأضاف في بلاغ صحفي أن المسلحين اقتحموا قاعة نادي تعز السياحي واعتدوا على أفراد اللجنة المنظمة وأحدثوا فوضى داخل القاعة. وأشار إلى أن المجاميع المسلحة كانوا على متن سيارة واشتبكوا مع أفراد اللجنة الأمنية في الأيادي وإشهار السلاح ما أدى إلى إلغاء الفعالية ومغادرة الحاضرين. وبحسب البيان فإنه كان من المقرر إقامة الفعالية في 24 أغسطس الجاري، لكن تهديدات باقتحام قاعة الاحتفال, "وقطع كل يد سترفع صورة الزعيم المؤسس" أدى إلى تأجيل الفعالية. من جانبه، وجه وكيل أول محافظة تعز عبدالقوي المخلافي بتشكل لجنة تحقيق للتحقيق في واقعة الاعتداء على الفعالية. وبحسب الإدارة العامة للإعلام بديوان عام محافظة تعز، فإن لجنة التحقيق يترأسها وكيل المحافظة لشؤون الدفاع والأمن اللواء الركن عبدالكريم الصبري وعضوية عدد من الاجهزة الاستخباراتية وممثل للمؤتمر. وذكرت الإدارة على صفحتها بموقع فيسبوك، أن المخلافي وجه قائد المحور ومدير عام شرطة المحافظة باتخاذ الاجراءات القانونية حيال المتسببين والمقصرين من الضباط والأفراد المكلفين بحماية القاعة وتأمين الاحتفال وذلك وفق نتائج التحقيق من قبل اللجنة المكلفة. والأحد الفائت، حمّلت رابطة جرحى تعز (غير حكومية) حزب المؤتمر "تبعات أي أعمال مستفزة لتضحياتنا". وقال فهد هزبر الأمين العام لرابطة الجرحى: "نقولها للجميع أن عفاش (الرئيس السابق للبلاد ومؤسس حزب المؤتمر) غريمنا الأول نحن ضحينا بأجزاء من أجسادنا بسبب قناصات عفاش والالغام التي زرعتها قوات الحرس الجمهوري ومخازن الأسلحة التي سلمها الحوثيين". وأضاف في بيان مقتضب: "إذا تم رفع أي صورة لعفاش في الإحتفال الخاص بحزبهم فعليكم تحمل ردة الفعل التي ستصدر مننا كجرحى وكأبناء لشهداء وعليكم دفع ثمن حمقاتكم" حسب تعبيره. وكان رئيس فرع حزب المؤتمر تعز الشيخ عارف جامل، قد دعا جميع قيادات الحزب للمشاركة، مؤكدًا السير "على نهج الزعيم الراحل المؤسس علي عبد الله صالح" بحسب منشور على صفحته بموقع فيسبوك. وأثار تعليق جامل استياء واسع في أوساط الكثيرين من أبناء تعز، وسط دعوات لمقاطعة إقامة الفعالية كون "نهج الزعيم المؤسس لحزب المؤتمر" يشوبه الكثير من الجرائم والانتهاكات بحق المدنيين لاسيما مشاركته لجماعة الحوثي في الإنقلاب على الحكومة الشرعية وشن الحرب على مدينة تعز. واعتذر عضو اللجنة الدائمة للمؤتمر الشعبي العام بتعز. منير حميد سيف لتعز وأسر الشهداء والجرحى على اختياره ودعمه لـ "عارف جامل" ليقوم بأعمال رئاسة فرع المؤتمر بتعز. وقال سيف في منشور على صفحته بموقع فيسبوك السبت الفائت، إن "ذلك الاختيار الذي جاء بعد أن تعهد والتزم لنا (عارف جامل) بعدم السير على نهج عفاش الذي شارك الحوثيين بالانقلاب على الشرعية وأرسل القناصة لقتل ابناء تعز ومنهم الشهيد محمد عارف (نجل جامل)". وأشار سيف إلى أنه في خلاف مع عارف جامل منذ عام 2017، "بعد أن قام بجلب عدد من القيادات والعناصر العفاشية والمتحوثة التي خانت تعز وشاركت بالعدوان على أهلها واستقدامها من الحوبان من أجل مصالحه الضيقة". متهمًا إياه بالانقلاب على تعهداته السابقة و"تلويث" المؤتمر بما وصفها بـ" نفايات الفساد والتحوث". وأضاف: "ها هو اليوم يتمادى في أعماله الغير مسئولة أكثر فاكثر. ليصل به الحال الى تمجيد عفاش في الدعوة التي وجهها من خلال صفحته لحفل المؤتمر الشعبي وليعلن أن الحفل سيكون برعاية المجرم الذي قاد العدوان على تعز و دمر حاضرها ومستقبلها" (إشارة إلى الرئيس السابق علي عبدالله صالح). ويعاني حزب المؤتمر الشعبي العام من انقسام حاد منذ مقتل رئيس الحزب في ديسمبر 2017على يد الحوثيين، حيث انقسم الحزب إلى ثلاثة أجنحة، الأول يتواجد في صنعاء ومتحالف مع الحوثيين، والثاني مؤيد للحكومة الشرعية ويعتبر أن رئيس الحزب هو الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، والثالث محسوب على دولة الإمارات وتم تعيين أحمد علي صالح نائبا لرئيس مؤتمر صنعاء وجرى التعامل مع الأمر كواقع .