استعادت الطفلة "أسرار" مؤخرًا القدرة على المشي بعد أن بتر نصف ساقها بسبب الحرب الدائرة في تعز واليمن منذ اكثر من خمس سنوات. تعد "أسرار" واحدة من أكثر من 40 حالة استعادة القدرة على الحركة والمشي بعد أن حصلت على أطراف صناعية بحسب تقرير للمركز العربي للأطراف الصناعية. يقول والد الطفلة "أسرار" التي حصلت على طرف صناعي للجزء الأسفل من رجلها اليسرى في المركز العربي إنها "أعادت لها الابتسامة مع سهولة الحركة". الطفلة التي لم تتجاوز العشرة أفقدتها الحرب أمها في قذيفة اصابت منزلهم وفقدت معها طرفها السفلي وهي لم تتجاوز عامها الرابع. ومنذ مارس/آذار 2015، تشهد مدينة تعز كما عديد محافظات يمنية اجتاحتها مليشيا الانقلاب الحوثي وصالح، حربا عنيفة بين القوات الحكومية وجماعة الحوثي التي تفرض حصارا على المدينة. إلى جوار أسرار تقف الطفلة "رشا" ذات العشرة أعوام، وقد أصبحت هي الأخرى تتكيف مع الطرف الصناعي بشكل أفضل وتستطيع ممارسة أنشطتها اليومية. أسرار ورشا أصبحتا تلعبان معاً هذه المرة أكثر ثقة وبلا تعثر، فقد أستعادتا شيئا من مرح الطفولة رغم الفقدان العزيز وجرح الحرب الذي لم يصعب محو آثاره. أما الأربعينية "اتحاد" فقد انضمت هي الأخرى الى المستفيدين من هبات المركز العربي للأطراف الصناعية و استعادت حركتها وتوازنها مع تركيب طرفيين سفليين. وقبل عامين انفجر باتحاد لغم أرضي طوح بها بعيدا وتركها نازفة وبلا ساقين. أبدت اتحاد بعض السعادة فقد تمكنت أخيرا من السير بلا عربة ولا عكاكيز كما كانت تعيش طوال عامين. هناك أيضًا أربع نساء أخريات تعودن خلال شهر على الأطراف الجديدة وأصبحن يمارسن حياتهن الطبيعية، بعد أن تم تركيب أطراف صناعية لهن. يقول المركز في تقريره، إن "ثلاثون جريحاً مدنيين وعسكرين آخرين بينهم أدهم مازال طفلاً في الخامسة عشر من العمر وجمال جميل في نفس العمر والأخير مبتور الطرفين وحالته أكثر صعوبة كون البتر من تحت الحوض مباشرة وكانت الأطراف أكثر جودة كون التعامل يتم مع الشركة العالمية أوتوبك المتخصصة الأولى في هذا المجال". و"المركز العربي" متخصص في مجال الأطراف الصناعية لخدمة الجرحى اليمنيين ومقره صلالة بسلطنة عُمان، وأسسه الشيخ حمود المخلافي (قائد المقاومة الشعبية في تعز). ويتولى المركز توفير الرعاية الكاملة والشاملة للجرحى من مبتوري الأطراف. ويعد المركز "مشروع إنساني خيري لخدمة الجرحى في تعز كمرحلة أولى ليتوسع خدماته على مستوى اليمن ككل نواة لمشاريع أخرى مشابهه كما صرح بذلك الشيخ حمود المخلافي في كلمة افتتاح المركز مطلع مارس الماضي. ويقول تقرير للمركز إنه أنجز تجهيز الدفعة الثانية من جرحى تعز من مبتوري الأطراف لأكثر من أربعين حالة في مقره الرئيسي بمدينة صلالة العُمانية ودفعة سابقة لـ 150 جريحاً في الهند. واليوم الإثنين اُفتتحت وحدة طبية فرعًا للمركز في مدينة تعز لتسهيل الاجراءات والفحوصات الطبية لمبتوري الأطراف ورعايتهم بشكل كامل. يقول التقرير إن "الفرع سيكون مهمته تسهيل الاجراءات أمام الجرحى المبتورين بالمحافظة و اختيار الجرحى المؤهلين لتلقى العلاج ومعرفة مدى جاهزيتهم لتركيب الاطراف حسب نوعية البتر والاصابة ووفق آلية دقيقة يشرف عليها خبراء في مجال الاطراف الصناعية". ويضيف: "الوحدة الطبية بالفرع ستعمل على تسهيل وصول الجرحى للمركز الرئيسي بسلطنة عمان وتركيب الاطراف الحديثة ومتابعة خدمات الصيانة الدورية وإعداد قاعدة بيانات متكاملة". وكشف التقرير عن ترتيبات واجراءات لفرع المركز في تعز لاختيار وتسفير 100 جريحاً كدفعة ثالثة من مبتوري الأطراف على مرحلتين إلى سلطنة عمان لتأهيل وتركيب الاطراف الصناعية لهم خلال الفترة القادمة. وذكر أن الدفعة الأولى كانت لـ 150 جريحاً من جرحى تعز قبل عام بدعم ورعاية الشيخ حمود المخلافي تم تركيب أطراف صناعية لهم في دولة الهند.