بترتيب وتنسيق اماراتي.. لقاء غير معلن بين نائب مجلس السيادة السوداني والموساد الاسرائيلي
السبت 22 أُغسطس ,2020 الساعة: 11:17 صباحاً
وكالات

كشفت مصادر مطلعة، عن قيام الإمارات بترتيب لقاء غير معلن مؤخرا، بين نائب رئيس مجلس السيادة السوداني، "محمد حمدان دقلو" (حميدتي) ورئيس الموساد الإسرائيلي "يوسي كوهين".
وقالت المصادر إن اللقاء الذي جرى في الإمارات (دون تحديد موعده بالضبط)، شهد مشاركة مسؤولين إماراتيين رفيعي المستوى، كان بينهم مستشار الأمن القومي الإماراتي "طحنون بن زايد".
وأشارت إلى أن هناك إقبالاً من جانب عسكر السودان على تطوير مستوى العلاقات مع (إسرائيل)، مؤكدة، في الوقت ذاته، أن الدور الإماراتي هو الحاسم في تسريع وتيرة هذا التوجه لدى عدد من الحكومات والمسؤولين العرب.
في المقابل، نفى المتحدث الرسمي باسم مجلس السيادة الانتقالي في السودان، "محمد الفكي سليمان"، علمه بأي معلومات عن اجتماع بين "حميدتي" و"كوهين"، موضحاً أن مجلس السيادة لم يناقش شيئاً من هذا القبيل طوال الفترة الماضية.
وفي تصريحات لصحيفة "العربي الجديد"، أشار "سليمان" إلى أن اتفاقاً حصل بين مجلس السيادة ومجلس الوزراء وقوى "إعلان الحرية والتغيير"، أعقب اللقاء بين رئيس مجلس السيادة "عبدالفتاح البرهان" ورئيس الوزراء الإسرائيلي "بنيامين نتنياهو"، في فبراير/شباط الماضي، وقضى ذلك الاتفاق بإحالة الملف برمته للجهاز التنفيذي، ممثلاً في مجلس الوزراء، للنظر والتقرير فيه، باعتبار أن إدارة ملف العلاقات الخارجية شأن تنفيذي وليس سياديا، بحسب نص الوثيقة الدستورية.
وتأتي المعلومات بشأن لقاء "حميدتي" و"كوهين" في وقت سادت فيه حالة من الجدل والارتباك داخل الأوساط السياسية السودانية، في أعقاب تصريحات المتحدث باسم الخارجية، "حيدر بدوي صادق"، بشأن تطلع بلاده إلى إبرام اتفاق سلام مع (إسرائيل)، مضيفاً أنه لا يوجد سبب لاستمرار العداء بينهما، وأن الدولتين ستجنيان ثمار الاتفاق، وذلك قبل ساعات من صدور قرار بإقالته.
وسارع "نتنياهو"، إلى الترحيب بما أعلنه "صادق"، مصوراً إياه على أنه "موقف وزارة الخارجية"، قائلاً إن القرار الشجاع الذي اتخذه رئيس مجلس السيادة السوداني يدعو إلى العمل على تعزيز العلاقات بين الدولتين.
واعتبر "نتنياهو"، أن "إسرائيل والسودان، والمنطقة بأسرها ستربح من اتفاقية السلام، ونستطيع أن نبني معاً مستقبلاً أفضل لجميع شعوب المنطقة. سنقوم بكل ما يلزم من أجل تحويل هذه الرؤية إلى حقيقة واقعة".
فيما شجبت قيادات فلسطينية وسودانية هذه التصريحات واعتبرت التطبيع "خيانة للقضية الفلسطينية".
وقالت المصادر، إن اللقاء الذي شارك فيه "حميدتي"، الذي وصل إلى أبوظبي على متن طائرة خاصة، في سرية تامة وقتها، تناول مجموعة من الخطوات تنتهي بالإعلان الرسمي عن تطبيع العلاقات بين الجانبين، وتدشين علاقات اقتصادية واسعة، مؤكدة أن تلك الخطوات من المقرر أن تبدأ من الجانب الإسرائيلي بلعب دور لرفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب.
وأوضحت المصادر أن المنطقة العربية تشهد في الوقت الراهن ما يمكن تسميته بحلف تسويق التطبيع مع (إسرائيل)، عبر زعماء ورموز سياسية عربية ومثقفين وشخصيات عامة، من المقرر أن تطفو مواقف بعضهم على السطح، خلال الأيام المقبلة، بشكل يكسر حالة الجمود الشعبي الرافضة لأي علاقات مع تل أبيب.
 وقالت المصادر إن "هناك إدراكاً بضرورة إحداث اختراق في موقف الشعوب العربية، يسير بشكل موازٍ مع الاختراق في موقف الحكومات الرسمي تجاه إسرائيل، وهو ما تعمل عليه أبوظبي حالياً من خلال لقاءات مع عدد من المثقفين والإعلاميين".
يأتي هذا فيما كشف مصدر مصري بارز أن اتفاق التطبيع الإماراتي الإسرائيلي يتضمن بنوداً لن يتم الإعلان عنها، مؤكدا، في الوقت ذاته، أن ولي عهد أبوظبي "محمد بن زايد" لم يرفض التوجه الإسرائيلي الخاص بضم مساحات شاسعة من الضفة الغربية.
وأشار المصدر إلى أن ولي عهد أبوظبي لا يعترف بما يمكن تسميته بالعقبات في إطار فرض توجه بلاده الجديد بالانفتاح على الإسرائيليين، وليس فقط مسألة تطبيع العلاقات رسميا. 
وشدد على أن "هناك اتفاقات بين إسرائيل والإمارات بشأن تنفيذ أبوظبي التزامات ضمن خطة (الرئيس الأمريكي دونالد) ترامب لتسوية القضية الفلسطينية"، قائلاً "أبوظبي ستلعب دوراً في تسوية ملف اللاجئين الفلسطينيين، عبر توطين أعداد كبيرة من الفلسطينيين لديها ولدى دول أخرى، بينها البحرين".
وأجرى "كوهين" أول زيارة رسمية معلنة إلى الإمارات، الثلاثاء الماضي، حيث التقى "طحنون بن زايد"، وناقشا "آفاق التعاون في المجالات الأمنية".


Create Account



Log In Your Account