من شوارع ظلام مجهول إلى الهاوية..
الجمعة 21 أُغسطس ,2020 الساعة: 06:53 مساءً

البعد الفاصل :
ممكن جدا أن تصلح الخلل في علاقاتك التي تهتكت بينك وبين اﻵخرين وتحديد نقطة فاصلة كبداية لعلاقة جديدة قد تكون أحسن من السابقة كعلاقة يضرب بها المثل، وهذا مرجعه حرصك على استدامة العلاقة بينك وبين من أصلحت اﻷمور ﻷجله معه، أو ﻷجلكما معا، وسواء كنت أنت أو كان هو من تسبب في تهتك تلك العلاقة، فلو كنت أنت بإصلاح وبتصحيح مسار علاقتك يرتفع رصيدك معنويا وشأنا وقدرا بل ازددت تقديرا عند من كان خصمك أو حتى خصومك هنا وهنا إن وجدوا، وأما إن كان سبب تهتكها خصمك فأنت بتصحيح أخطاء ومسارات علاقة اﻷمس علمته درسا أخلاقيا لن ينساه طول العمر.

أعمق قليلا :
وبعيدا عن أي تفاصيل كان بإمكان كتائب أبي العباس  أن تعمل وفق هذا المبدأ اﻹصلاحي كان بإمكانها أكثر بأن تكسب الرهان في العودة الطبيعية للواجهة بدلا من عبث المواجهة كقفاز متسخ بأيدي خصوم تعز التاريخين، إجمالا هي أفرغت من محتوياتها لاعتزال مؤسسها عادل عبده فارع الحرب ربما اعتزل الكتائب أيضا ﻷسباب منهجية فرضتها عليه رؤيته السلفية أسوة بقيادات وكيانات سلفية شاركت في الحرب ضد الانقلاب السلالي الحوثي منذ المعركة اﻷولى ما عدا بعض ألوية عسكرية وقيادات لا تزال تشكيلاتها إلى هذه اللحظة، ربما تكون لها ظروفها سواء مع التوجه السلفي ودعوته اعتزال الحرب وأخرى لا يعلمها الله.

نسبية الإطاحة :
صحيح كانت صدمة الكتائب ومناصريها جدا عنيفة حين تم تجريفها من مدينة تعز غض النظر عن أي احتقانات وانتقالات أو خلافات وخصومات وتعبويات رافقتها حتى بعد خروجها من المدينة ليلة 27 من إبريل 2019 م، ولم تكن في الواقع صدمة ﻷنها كانت تتوقع ذلك التجريف القاسي، ثم أنها كانت على أعلى درجات التهيئة والتنسيق مع العميد طارق بالساحل كداعم متنوع اﻷغراض وهو ما اتضحت به اﻷمور يوما بعد آخر حتى كشفت عن ساقيها المخضبتين بدماء اﻷبرياء ففوجئنا بها عصابة همجية انتقامية على استعداد لا مشروط لتنفيذ عمليات تخريب في قمة الدناءة واللا مسئولية، هي لو كانت عسكرية وتمتلك شرف العسكرية لتعاملت باهتمام بالغ مع كل الواقع ومتغيراته وظروفه وظروف مجتمع تسببت بإضراره والانتقام منه وتحميله تبعيات أخطائها وإخفاقاتها وهزائمها المتكررة حتى معاركها الجارية من بيحان الجبل في التربة بالشمايتين بقيادة المطلوب أمنيا المنفلت الخارج عن القانون عادل العزي ومن يشبهه في سلوكه الانتقامي، حتى مؤمن المخلافي لا علاقة له بتصرفات ما قبل التجريف اﻷخير لهذه الكتائب من كل شبر في تعز، ومثله العشرات من العقلاء الذين كانوا يوما ضمن هذه التشكيلة العصبوية من تنحدر من شوارع مجهول خلفية مظلمة بمدينة تعز التي تكتظ بانبثاقات التنوير وبكل أعمدة ضوء النهار.

ما قبل الهاوية :
إن المبرر لوجودها في جبل بيحان التربة الحجرية استعطافي أكثر منه واقعي، هي لا تعتبر نفسها فقط الوصي الشرعي للواء 35 مدرع إنما تعتبر نفسها هي اللواء ذاته الفرع كان في العين وهذا منذ أولى لحظات الضم واﻹلحاق الوهم هو ليس غير مكيدة سياسية لا علاقة لها بأي تقديرات ولا تكتيكات عسكرية فقط استخدامها عصا غليظة لضرب خصم ما وهو الذي لم يحصل فجاءت الضربة في رأس الغريبة اﻷطوار من عاثت فسادا وعبثا بمنفاها قبل نفيها إليه وكذا بعد نفيها حيث ضاق ذرعا منها السكان فطارتها وجدانهم ومشاعرهم وبغضتها ملامحهم وكم نبذتها نظراتهم حتى كادت من فرط بشاعتها وقبحها بأن تفصح عن تسليم الكدحة إلى الغزاة الحوثيين ثم لتسقط أرضا لولا توظيفها أرجوزا بأحداث الحجرية اﻷخيرة حين تصدرت المشهد الذي سيطيح بها إلى اﻷبد ولو كانت كعصب سابع لقوات الطارق السواحلية ﻷن الحجرية رفضت سلالته طيلة عقود من الزمن فمن الجنون أن تقبله اليوم بعباءة هذه الخلايا اﻹرهابية المتعفنة.


Create Account



Log In Your Account