الرعب الذي أحدثه القناص بعثر الأطفال وجعلهم يركضون بلا هدى.. ابن عم "طفلة الماء" يروي القصة الكاملة
الخميس 20 أُغسطس ,2020 الساعة: 04:22 مساءً
متابعات

سلطت منظمة "سام" للحقوق والحريات، الضوء على قصة الطفلة "رويدا صالح"، التي أصيبت برصاص قناص مليشيات الحوثي الانقلابية في محافظة تعز جنوبي غرب اليمن.

رويدا التي عُرفت مؤخرًا بـ (طفلة الماء)، تعرضت للقنص عندما كانت في روتينها اليومي "لجلب" الماء، نظراً لفقر أسرتها ولظروف الحرب الدائرة منذ خمس سنوات وأشهر.

سقطت "الطفلة" وهي لم تتجاوز الثامنة من عمرها، مضرجةً بدمها على الأسفلت، هكذا بدا المشهد، الذي تناقله الكثير على منصات الإعلام، والتواصل الاجتماعي، نتيجةً لإصابتها برصاصة قناص، يتمركز في إحدى التباب القريبة، ويتبع جماعة الحوثي المسلحة.

ووثقت "منظمة سام" الحادثة، بالتواصل مع أقرباء "الطفلة" ومنهم (بشير الذرة ) الذي كان في مقربة منها، وعمل على نقلها إلى المستشفى.

ونقلت المنظمة عن بشير، وهو ابن عم رويدا قوله إنه "كان في خروجه المعتاد بعد عصر الاثنين (17 أغسطس 2020)، وفي الطريق الذي أمام منزله، والذي يقع في حي "الروضة" بموازاة فندق "سبأ ستار" بالقرب من محطة الجهيم وبمقابل منزل الطفلة رويدا، تفاجأ بسماع الطلقات النارية والتي أتت من اتجاه مقابل للشارع، ولم يستطع التحرك، فظل مكانه".

بعد لحظات يشاهد الطفلة تقع أرضاً بينما طفلة أخرى تتمكن من الفرار، ويقول إنه حاول التقدم نحوها إلا أن الرصاص لم يتوقف، وصادف أن خرج أخوها الأصغر ويدعى "عمري" فحثه على المخاطرة ليسحبها رغم بكائه وخوفه الشديد.

يضيف: "سحبها الطفل إلى المكان الذي يظهر في الصورة التي تم تداولها، ووصلت إليها بسرعة لأحملها وهي بين الحياة والموت على دراجة نارية، كانت بالقرب مني".

وكانت وجهة بشير إلى أقرب مشفى وهو "الروضة" في محاولته لإنقاذها، وقد فقدت دماء كثيرة، ووصل المستشفى التي قامت بعمل الاسعافات الأولية ليتم نقلها بعد ذلك إلى مستشفى الصفوة، ويتم إدخالها العناية المركزة.

ويشير إلى أن الطفلة أصيبت أثناء عودتها إلى المنزل ولم تكن لوحدها بل كان هناك أطفال أخرون يلعبون في ذلك المكان، في دليل على تعمد استهدافهم بالطلقات النارية، لافتًا إلى أن الرعب هو الذي بعثرهم وجعلهم يركضون بلا هدى، وكان الشارع شبه خالٍ من المارة "الكبار".

بحسب بشير فإن أسرة الطفلة تضررت من الحرب، وكانت رويدا تنقل الماء من "السبيل" أي من خزانات للمياه، يتبرع بها محسنون، أو جمعيات خيرية وإغاثية.

ويوضح أن أباها مصاب بحالة نفسية، بينما هي يتيمة الأم، فقد توفت منذ أعوام، وأن استهدافها أضاف لأسرتها ولها ألماً جديداً.


Create Account



Log In Your Account