هل تكشف عن معالم جديدة في إحدى جنتي سبأ المطمورتين؟ .. فيضانات وآثار مارب في حديث خاص مع مدير فرع هيئة الآثار
الأحد 16 أُغسطس ,2020 الساعة: 09:55 صباحاً
مأرب - الحرف 28 - خاص

توقع مدير فرع الهيئة العامة للآثار والمتاحف بمحافظة مأرب أن تسفر السيول التي فاضت عن سد مأرب خلال الأيام الماضية عن كشوف آثارية جديدة في احدى جنتي سبأ المذكورتين بالقرآن والتي طمرتهما الرمال الكثيفة منذ قرون بعيدة. 
وقال مبخوت مهتم، مدير فرع الهيئة  في حديث خاص لـ"الحرف28"، إن مواقع الآثار وخاصه المعابد الرئيسيه في مأرب (معبد اوام ومعبد برأن ومدينة مأرب التاريخيه عاصمة سبأ) لم تكن ضمن مسار الفيضان الوارد من سد مارب وبالتالي لم يصبها أي ضرر.
وقال مهتم أذا استمرار تدفق السيول والفيضانات بشكل أقوى ولفترة أطول قد يسفر عن إزاحة كمية الرمال التي تغطي أجزاء من الواحه الجنوبيه بمحاذاة البلق الجنوبي وبالتالي اكتشاف آثارة جديدة. 
وبين ان بعض آثار الواحة الجنوبية أو ما تعرف بجنة سبأ اليسرى قد ظهرت سابقا  ومنها معبدي  أوام وبران، وأن هذه الفيضانات قد تظهر آثارا جديدة"،مؤكدا ان لتلك المنطقه " أهميه استراتيجيه في واقع الحال لدى المجتمع السبئي القديم كونها كانت ضمن مساحات الجنه اليسري من جنات البلده الطيبه التي تغطيها الرمال الكثيرة جدا".
كما اكد مدير فرع الهيئة العامة للآثار بمارب أن مثل هذه المنطقه لايخلو منها ساحه الا وتتواجد فيها دلائل على النشاط الثقافي الإنساني القديم. 
واشار الى ان المسوحات الاوليه التي أجريت على مختلف واحات ومناطق مأرب تشير الى تواجد العديد من تلك المعالم.
وعرفت مأرب تاريخيا بأنها مقر دولة سبأ وعاصمتها، وبها عرش بلقيس في معبد أوام أحد أشهر معالم واحدة من أقدم الحضارات في البلاد ويعتقد أنها تحوي آثارا ومدنا مطمورة منذ قرون.
وتقول المصادر التاريخية إن دولة سبأ نشأت بين القرن الحادي عشر والعاشر قبل الميلاد.
ولفت مدير فرع الهيئة العامة للآثار بمارب مبخوت مهتم إلى أن معظم اسرار تلك الحضارة السبئية الموغله في القدم لازالت رهن الاكتشاف وان الاكتشافات العلمية التي قامت على بعض مواقع الآثار هناك لم تظهر إلا اليسير مما توحي به من أسرار لازالت لم تر النور بعد".
واكد مهتم أن الآثار والمعالم الداله على شواهد التراث الثقافي الإنساني في هذه البلده الطيبه تعد من أهم وأبرز المعالم والمواقع في اليمن والجزيره العربيه سواء منها المنشآت الدينيه أو الاقتصاديه أو السياسيه والاجتماعيه. 
واضاف" مما يؤسفنا كثيرا في هذا الصدد انها كغيرها من بلدان الوطن العربي نالها نصيبها من انعكاسات الصراعات والحروب وتضررت بعض مواقعها ومعالمها نتيجة لذلك ومهما يكن فلا زالت تقاوم".
ولفت مدير فرع الهيئة الى ان" الواقع المأساوي الذي تمر به بلادنا وكذا السياسات الاستراتيجيه ومن زمن بعيد لم تهتم بقضايا الآثار والتراث فضلا عن عدم ترسيخ مفهوم الوعي الاثري لدى المجتمع"
مؤكدا ان تلك" الآثار بحاجه ماسه للفت نظر كل الجهات المعنية بحماية التراث الثقافي الدوليه ومنها اليونسكو والاليسكو وغيرها".
وشدد على ضرورة العمل على أن تكون تلك المعالم والمواقع بعيدة عن الصراعات والحروب وان توضع لها الخطط وتقدم الموازنات المناسبه لتفعيل البرامج والأعمال الاثريه لترميم وصيانة وحمايه تلك المواقع. 
وعن سؤال الحرف28 عن واقع الدراسات العلميه من خلال البحث العلمي وهل هناك ما يمكن قوله في مسار كتابة التاريخ اليمني القديم، قال مبخوت مهتم إن منطقة مأرب ومنذ ما يربو عن أكثر من ثلاثين عاما" كانت حقلا لمجريات التوثيق والمسح والكشف الاثري سواء بأعمال فرديه أو هئيات علميه اجنبيه وصدرت العديد من الحوليات العلميه والتقارير وعدد من الرسائل العلميه الماجستير والدكتوراه حول الآثار والنقوش والمعالم في منطقة بلاد عاصمة سبأ".
وأشار إلى ان هناك الكثير من المسائل التي كان يشوبها الغموض في سلسلة حلقات التاريخ اليمني القديم تم ايضاحها وكذا تعديل وتصحيح بعض النظريات العلميه التي قدمها أصحابها من الرعيل الاول كرحاله أو غيرهم. 
وشدد مدير الهيئة على اهمية مواصلة برامج الكشف الاثري العلمي، متمنيا أن تكون قضايا الآثار من أولويات الأمور وان تحظى باهتمام خاص لدى الجانب الحكومي الاعلى في الدوله وأن تخصص لها الموازنات المطلوبه والكفيله بالنهوض بما يتوافق ويلائم أهميتها كونها تمثل العصب التاريخي والحضاري للعرب بشكل عام 
وطالب مدير فرع الهيئة وسائل الاعلام بتسليط الضوء على الآثار بمارب" لما لذلك من اهمية في لفت نظر الجهات الدولية والحكومة الى واقع الآثار المكتشفة بمارب او تلك التي بحاجة الى مزيد من البحث والاكتشاف".


Create Account



Log In Your Account