تحالف الفواجع الحوثية مع مواجع الطبيعة ضد اليمنيين
الأحد 09 أُغسطس ,2020 الساعة: 10:37 مساءً

ما تزال الفواجع الحوثية تنهمر على اليمنيين كالطير الأبابيل التي انهالت بحجارة من سجيل على أصحاب الفيل، ولا تزال المواجع التي صنعتها الكوارث الطبيعية، حتى بدا الأمر كأن انقلابات الطبيعة تتحالف مع الانقلابات التي صنعها الحوثيون على المستويات السياسية والعسكرية والثقافية والاجتماعية، حيث يتجرع أغلب اليمنيين بصمت مرارات الفواجع الحوثية ويعانون بصمت من المواجع القدرية!


 وإذا كانت الفيضانات الحوثية قد عاثت في الأرض فسادا، فأهلكت الحرث والنسل في ربوع الوطن المكلوم، فقد جرفت الفيضانات الطبيعية الأخضر واليابس بل وجرفت المئات من اليمنيين في طريقها، ففي أصغر محافظة يمنية وحدها وهي ريمة يقترب عدد ضحايا الأمطار من أربعين شخصا حتى ساعة كتابة هذا المنشور.

وكان الحوثيون قد قطّعوا أوصال البلاد بعد انقلابهم، عندما وضعوا نقاط تفتيش، هي إلى محاكم التفتيش أقرب، حيث قتلت العشرات واختطفت المئات وأرهبت الملايين من السفر إلى مناطق سيطرتهم، وبلغ المأساة حد أن المسافر ينتقل من حي الحوبان في تعز إلى حي حوض الأشراف في نفس المدينة خلال ست ساعات بعد أن كان يقطع المسافة في ست دقائق!

وها هي الانهيارات الصخرية، نتيجة الأمطار الغزيرة، وسوء إنشاء الطرق من البداية، وانعدام أعمال الصيانة، ها هي تقطع العديد من الطرق في عديد من مناطق اليمن الذي لم يعد له من السعادة إلا الاسم!

ولقد أغارت الجوارح الحوثية على أهم المناطق اليمنية فاستلبت أموال الناس وقطعت أرزاقهم وصنعت لهم المآسي والمآتم، وذلك تحت مسميات شتى ما أنزل الله بها من سلطان، وبالمثل فقد جاءت أمواج ملايينية من الجراد التي التهمت محاصيل الناس وتركت الأرض بلاقع بعد أن كانت تزدان بالخضرة وتتزين بالثمار!

وإذا كانت الجائحة الحوثية قد تسببت في تشريد الملايين داخل الوطن وخارجه، فإن الجغرافيا اليمنية حتمت عليه استقبال مئات الآلاف من النازحين من شرق أفريقيا خلال سنوات الحرب، وقد سجلت منظمة أممية وصول سبعة ألف من هؤلاء إلى اليمن، خلال الستة الأشهر الأولى من عام ٢٠٢٠م، وهذه بالطبع أقل حصيلة منذ سنوات عديدة.


Create Account



Log In Your Account