في ثاني أيام الاحتجاجات.. الأمن اللبناني يطلق الغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين وسط بيروت
الأحد 09 أُغسطس ,2020 الساعة: 09:53 مساءً

استهدفت قوات الأمن اللبنانية، مساء الأحد، متظاهرين وسط بيروت، بقنابل الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي، لمنعهم من الوصول إلى مجلس النواب، في ثاني أيام الاحتجاجات على خلفية انفجار مرفأ العاصمة بينما واجهها المتظاهرون بالحجارة. 


مئات المتظاهرين احتشدوا وسط بيروت، للمطالبة باستقالة الحكومة ورئيس البلاد، ميشال عون، بعد كارثة الانفجار، الثلاثاء، التي خلفت خسائر بشرية ومادية هائلة.

ونقلت وكالة الأناضول عن مراسلها في بيروت قوله، أن المتظاهرين مازالوا يحاولون التقدم باتجاه مجلس النواب وسط تواجد مكثف لعناصر الأمن في المنطقة المحيطة بالمجلس.

واشتبكت شرطة مكافحة الشغب التي يحمل أفرادها الدروع والهراوات مع المتظاهرين مع احتشاد الآلاف في ساحة البرلمان وساحة الشهداء القريبة منها وفقًأ لوكالة رويترز.

وشهد وسط العاصمة بيروت غليانا بالغضب يوم السبت. وكانت احتجاجات السبت هي الأكبر منذ أكتوبر تشرين الأول عندما خرج الآلاف إلى الشوارع احتجاجا على الفساد وسوء الحكم والإدارة.

وتجمع نحو عشرة آلاف شخص في ساحة الشهداء التي تحولت إلى ساحة قتال في المساء بين الشرطة والمحتجين الذين حاولوا إسقاط حاجز على الطريق المؤدي إلى البرلمان. واقتحم بعض المتظاهرين وزارات حكومية وجمعية مصارف لبنان.

ولقي شرطي حتفه وقال الصليب الأحمر إن أكثر من 170 شخصا أصيبوا.

تأتي هذه الاحتجاجات بعد انفجار ضخم وقع، الثلاثاء الفائت، في مرفأ بيروت، وخلف ما لا يقل عن 158 قتيلاً وأكثر من 6 آلاف جريح في حصيلة غير نهائية.

وجراء هذه التطورات، أعلنت السفارة الأمريكية في بيروت، السبت، "دعمها للمتظاهرين في حقهم بالاحتجاج السلمي"، مطالبة "جميع المعنيين بالامتناع عن العنف".

وفي وقت سابق الأحد، قدمت وزيرة الاعلام منال عبد الصمد استقالتها من الحكومة لتكون أول عضو في مجلس الوزراء يقدم على تلك الخطوة بعد الانفجار، إذ كان وزير الخارجية السابق ناصيف حتي استقال قبيل وقوع المأساة.

وقالت في كلمة بثتها وسائل اعلام محلية "بعد هول كارثة بيروت، أتقدم باستقالتي من الحكومة متمنية لوطننا الحبيب لبنان استعادة عافيته في أسرع وقت ممكن".

وأفادت وسائل اعلام محلية عن توجه عدد من الوزراء، بينهم وزيرا الاقتصاد والبيئة للاستقالة، لكن رئيس الحكومة حسان دياب الذي اجتمع معهم نجح باقناعهم بالتريث.

ودعا البطريرك الماروني بشارة الراعي الأحد الحكومة التي قال إنها "باتت عاجزة عن النهوض بالبلاد" إلى الاستقالة.

كما استقال منذ الأربعاء سبعة نواب من البرلمان.

وأعلن رئيس مجلس النواب نبيه بري عن جلسات مفتوحة للمجلس النيابي ابتداء من الخميس "لمناقشة الحكومة عن الجريمة المتمادية التي لحقت بالعاصمة والشعب وتجاهلها".

وزاد انفجار مرفأ بيروت من أوجاع لبنان الذي يشهد منذ أشهر، أسوأ أزمة اقتصادية منذ انتهاء الحرب الأهلية (1975 ـ 1990)، ما فجر احتجاجات شعبية منذ 17 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، ترفع مطالب اقتصادية وسياسية.

وأجبر المحتجون، بعد 12 يوماً، حكومة سعد الحريري على الاستقالة، وحلت محلها حكومة حسان دياب، منذ 11 فبراير/شباط الماضي.

ويطالب المحتجون برحيل الطبقة السياسية، التي يحملونها مسؤولية "الفساد المستشري" في مؤسسات الدولة، والذي يرونه السبب الأساسي للانهيار المالي والاقتصادي في البلاد.


المصدر: وكالات


Create Account



Log In Your Account