مأساة اليمن أكبر من أي مأساة في العالم
الأحد 09 أُغسطس ,2020 الساعة: 08:00 مساءً

تعرض لبنان الصمود والمقاومة، منذ خمسة أيام لإنفجارات شديدة لم يشهدها من قبل إلا في هذه الفترة التي تعيشها الأمة العربية، من أوضاع سيئة للغاية في تاريخا الحديث والمعاصر.


ويعود ذلك لتلك التراكمات الماضوية التي مرت وتمر بها شعوب هذه الأمة من محطات ومنعطفات تاريخية بالغة الأهمية، أكان مستوى واقعها العربي أم على المستويات الأخرى، الإقليمية والدولية.

وبالتالي هو ما ترتب على ذلك بأن تظل شعوب هذه الأمة ، ترزح تحت وطأة ذلك التخلف المزري والمتردي إلى حد لا يطاق بعد أن وصل الحال ما هو عليه اليوم، من أوضاع مأساوية كبيرة في شتى جوانبها المختلفة في الوقت الذي لم توجد لها الحلول والمعالجات الناجعة ويعود ذلك لعدم التعاطي مع تلك الأوضاع من واقع المسؤولية .. الوطنية والتاريخية، التي تفرضهما طبيعة ذلك العمل على هذه الحكومة، العربية أو تلك، لكي تعمل على معالجة أحوالها الداخلية .. وتوفير سبل العيش الكريم لمواطنيها.

لكن للأسف شيء مثل هذا القبيل لم يحدث البتة ولذلك ظلت الأوضاع كما هي ، دون أن تطرأ عليها أية مؤشرات إيجابية في هذا الشأن ، بدليل ما هو حاصل اليوم بالمنطقة العربية بشكل عام من إضطرابات وأوضاع مزرية، ترتبت عليه حدوث العديد من الأزمات سواءً في بناها الإقتصادية .. أو السياسية أو الإجتماعية والثقافية، ناهيك عن ما تعانيه بعض بلدانه من إحتراب كبير على صعيد أوطانها بقدر لاتزال هذه الحروب تستعر أوارها وبشكل لا حدود له.

هناك من يعمل على تأجيج هذه الصراعات . والحروب داخل المنطقة العربية المغلوبة على أمرها ومن ذلك ما يجري حالياً في اليمن وكذا سورية وليبيا ، فضلاً عن العراق ، تونس ، ليبيا وغيرها وبالتالي ستظل الأوضاع كما هي في هذه البلدان دون زحزحة لها إلا في حال ما يريد المخرج.

وعودة إلى بدء أقول: ها هي لبنان اليوم تتعرض لنفس السيناريو أو لنقول المؤامرة القذرة من الداخل والخارج، حيث كانت قد شهدت قبل أيام قلائل لإنفجارات شديدة، راح ضحيتها أكثر من ١٥٠ مواطناً . وكذا ٥,٠٠٠ جريح ، فضلاً عن نزوح أكثر من ٣٠٠,٠٠٠ مواطن كانت قد تعرضت منازلهم للدمار والخراب، جراء ذلك الإنفجار الذي أدى إلى تدمير مرفأ بيروت بكامله، بسبب نترات الأمونيوم التي كانت موضوعة في المرفأ، دون أن يتم نقلها إلى مكان آخر حتى لا تسبب أضراراً للآخرين أو المرفأ الرئيسي.

ولكن هذا ما حدث نتيجة للتهاون من قبل المسؤولين المتعاقبين على الحكومة اللبنانية، وكذا لمن يديرون هذا المرفأ ..

ومع هذا لقد احتل هذا الموضوع أو الكارثة جل الإهتمام الكبير من قبل دول العالَم عامة، وأفرزت له جميع القنوات الفضائية مساحات واسعة في أخبارها .

وبالوقت الذي نحن مع لبنان وشعبها ومقاومتها الباسلة في الجنوب وفي كل مكان منه إنما كنا نتمنى أن يعطى لنا مساحة معينة في القنوات العربية والعالمية لكي يتم تسليط الضوء على ما يعانيه شعبنا اليمني، من حرب ظالمة وغاشمة على وطنه ومواطنيه الذين يعانون أكثر من غيرهم في هذا العالَم ، من جور وظلم وإمتهان لكرامتهم وتدمير لبيوتهم منذ ست سنوات مضت وحتى اللحظة لاتزال الحرب قائمة عليهم من قِبَل التحالف السعودي الإماراتي.

لقد أودت الحرب بحياة عشرات الآلاف مواطن ، ومئات آلاف الجرحى . وتشريد ٤ ملايين من بيوتهم ، وتدمير عشرات الآلاف من البيوت في كل من تعز ، وصنعاء ، والحديدة ، البيضاء ، صعدة ، الجوف ، عدن . وأبين .. وغيرها.

وبالتالي كُنا نأمل حقاً أن تفرد القنوات الفضائية ، سواءاً المحلية منها أو العربية العالمية مساحة بسيطة لأخبار اليمن ، وما يعانيه هذا البلد من كارثة إنسانية كبيرة .. من جوانبه المختلفة .. جراء هذه الحرب العبثية القذرة .

ناهيك عن الجوع ، الفقر، المرض ، والأوبئة الفتاكة ، التي تعصف بهذا البلد من كل جانب ، فهل لنا أن ننتظر ، من شعوب العالَم بما فيهما العربي والإسلامي ، أن ينظروا إلى هذا الشعب المغلوب على أمره ، ويعملوا على إنقاذه، ومساعدته مما يعانيه، من تمزيق وتشتيت لوطنه ولأبنائه من قِبَل دول التحالف وإيران.؟

ولذلك نقول بأن مأساة اليمن أكبر من أي مأساة في العالَم ، وإنا غداً لنا ظرهِ قريب .


Create Account



Log In Your Account