فنان ذائع الصيت ارتبطت أغانيه بالأحداث الكبيرة .. حسين الجسمي جالب الشؤم
الأحد 09 أُغسطس ,2020 الساعة: 07:47 مساءً
الحرف 28 - خاص - مازن فارس

على مدى سنوات ظل الفنان الإماراتي ذائع الصيت حسين الجسمي رديفا للفأل السيئ و"الشؤم" بالنسبة لقسم كبير من الجمهور العربي وتعرض خلالها حسب محبيه لما يشبه التنمر.


لكن لماذا يحدث ذلك للفنان المميز الذي عرف بتأدية الأغاني بمختلف اللهجات العربية؟

بعد دقائق من انفجار بيروت المدمر تداول الناشطون على المنصات الإجتماعية  تغريدة للمطرب الإماراتي حسين الجسمي، امتدح فيها لبنان، في ظل ما اعتاد نشطاء على اعتبار أن الأماكن التي يمتدحها تتعرض لأحداث ونكبات.

بعض المغردين أعاد نشر مقاطع أغنية حسين الجسمي للبنان في يوم الجيش الوطني بمناسبة مرور 75 عامًا على تأسيسه رابطا بين غنائه للبنان والحظّ السيئ الذي جلبه الفنان للعاصمة بيروت.


وظَهر الجسمي مباشرة على الهواء من الإمارات مقدّماً بصوته أغنية "بحبك يا لبنان" للسيدة فيروز ورافقه عزفاً على البيانو المؤلف الموسيقي ميشال فاضل.

وكتب الجسمي عقب الحفل على حسابه بموقع التدوين المصغر "تويتر": تفريدة طالعها الحرف28 "بحبّك يا لبنان لتخلص الدني (الدنيا)".



 بعد يومين من تغريدة الجسمي، شهدت بيروت انفجارًا هائلًا أحال مناطق واسعة من العاصمة اللبنانية خرابا.

وخلّفت تلك التفجيرات مئات القتلى والمفقودين وآلاف الجرحى كأضخم دمار تعرضت له العاصمة التي شهدت دورات من العنف والحرب الأهلية على مدار عقود.

تابع الحرف 28 تعليقات رواد مواقع التواصل الاجتماعي، وقد اعتبر بعضهم أن حب الفنان الإماراتي لأي شخص أو مكان (فأل سيئ).

المغردون طالبوه بتهكم، بالغناء لإسرائيل، تعبيرا عن رغبتهم بحلول كارثة بإسرائيل وعدائهم للكيان الذي يقوم على أرض فلسطين المحتلة.

وردّت ناشطة تدعى "إميلي" على تغريدة الجسمي قائلة: "اذا بتحبّوا لبنان بتوقفوا حدّو (بجانبه) بوقت المحن والضيقة مش بس بالكلام المعسول".

وأضافت : "بايام العزّ وتكونوا عم تستفيدوا من الحفلات والمهرجانات وغير هيك للاسف ما حدا من دول الخليج لتاريخ اليوم دعم لبنان وساعده".

أما عبد الرحمن الخطيب، فعلّق قائلًا: "الشعب اللبناني الطيب يعاني من الكثير من الأزمات الاقتصادية والخدمية و لا ينقصه المزيد".

وأضاف مخاطبًا الجسمي: "سمعت انك تقضي على من تغني له او تمتدحه. يا رب يكفي لبنان ما هو فيه".


ورد الليبي فرج، على الفنان الجسمي بالقول ساخرًا : "بالله عليك نريد أغنية جميلة على المشير الشجاع البطل خليفة بلقاسم حفتر ..؟ معروف لن ينساه لك الشعب الليبي مدى الحياة".



 مغردة عراقية تدعى بانى العراقي، علّقت قائلة: "غني لإيران ورجال الدين الايرانيين وخامنئي وحكومته الرشيدة واقطع الشك باليقين.. حتى انت ترتاح واني ارتاح والوطن العربي يرتاح" حد تعبيرها.

شخص آخر يدعى أحمد ساخرا : " يحسين الجسمي متى تترك الامة العربية فحالها . وتحب اسرائيل".

يوسف المصري مغرد آخر كتب : "ممكن أغنية عن ولات أمرنا الأبطال رموز العروبة الذين انقدوا العالم من التطرف".

وأرفق المصري تغريدته بصورة تضم كلا من: محمد بن زايد ولي عهد أبوظبي، وعبد الفتاح السيسي الرئيس المصري، ومحمد بن سلمان ولي العهد السعودي.

الحديث عن النحس الذي يلازم المكان أو الشخص الذي يغني له حسين الجسمي، أعاد إلى الذاكرة العديد من الكوارث أو الحوادث التي ارتبطت بأغاني ومواقف الفنان الجسمي، وهو ما جعل الجمهور العربي يصفه بأنه جالب للنحس، وهو أمر ليس محببا دينيا ويعرف بالتطير.

بالحديث عن سوء الطالع الذي لازم حسين الجسمي نتذكر أغنيته "يا أمي" في عام 2008، وقد توفيت والدته في نفس السنة.

كما غنى في عام 2011، أغنية "يا ليبيا" لتندلع بعدها الثورة، ويقتل معمر القذافي، بعدها شهدت البلاد حرباً داخلية وتوتراً أمنياً لم تستقر البلاد منه حتى اليوم.

الجسمي أصدر في 2012، أغنية تشجيعية لنادي برشلونة الإسباني، بعنوان "حبيبي برشلوني"، وبينما كان الفريق قد حصد ألقاباً محلية وعالمية عديدة، خرج في نفس العام الذي غنى له فيه الجسمي خالي الوفاض من أي لقب.

وفي 2014، غنى الجسمي أغنية لمصر بعنوان "بشرة خير" انتشرت بشكل واسع، لكن آنذاك أطلق مغردين على الأغنية أنها "نحس" على مصر، إذ شهدت البلاد صراعا سياسيا أدى الى انقلاب عسكري واضطرابات أمنية.

أما العام 2015، فقد شهد العديد من الأحداث المثيرة في العالم، وألقى حينها رواد مواقع التواصل باللائمة على الجسمي كون تلك الأحداث وقعت بعد أغاني للفنان الإماراتي.

فأغنية "لما بقينا في الحرم" – مثلًا- غناها الجسمي قبل اقتراب مناسك الحج، وهو الموسم الذي سيشهد حادثة سقوط رافعة ضخمة على الحرم المكي، لتخلف 107 قتيًلا، و230 جريحًا.

وفي ذات العام، وبينما يغرق اليمن في الحرب، غنى الجسمي أغنيته "محبوبتي" المهداة إلى أرض اليمن كما قال. بعدها أيضاً بأسابيع حصلت أحداث أمنية دراماتيكية، انتهت باغتيال محافظ عدن.

بعدها، جرّب الجسمي الغناء عن عاصمة الجن والملائكة (باريس)، حيث أطلق أواخر شهر تشرين الأول/ أكتوبر 2015، أغنية "نفح باريس" فهزت التفجيرات العاصمة الفرنسية بعد 14 يومًا من طرح الأغنية بقناته على "يوتيوب".

هجمات باريس التي وقعت في 13 نوفمبر من ذات العام، ونفذتها التنظيم الإرهابي الدولي المعروف بـ"تنظيم الدولة الإسلامية"، أسفرت عن مقتل 137 وإصابة 368 خرين.

وفي العام 2016، وقّع الفنان الجسمي جديده الفني بأغنية "قهوة وداع"، لكن الكثير من المغاربة حمّلها سبب سقوط سقف مقهي ببني ملال في المملكة المغربية.

يحظى الفنان الإماراتي حسين الجسمي بجماهيرية كبيرة في الوطن العربي، لكن من سوء حظه أن الفأل السيئ أصبح ملازما لأغانيه التي يهديها لدول أو أفراد.

بعد حملة التهكم على الجسمي، ذاع وسم على تويتر يعبر عن حبه لحسين الجسمي " #حسين_الجسمي_كلنا_نحبك" تصدر ترند بعض الدول العربية كالعراق.




 يقول محمد إبراهيم وهو مغرد مصري ضمن حملة الدفاع عن الفنان في الهاشتاج " عرفتوا ليه بيهاجموا حسين الجسمي لأنه عنده ولاء لمصر أكثر مم اللي محسوبين علينا انهم مصريين لكن احنا هندعمه ومعاه طبعا .

وقد أرفق محمد ابراهيم مقطعا لحفلة غنى فيها حسين الجسمي بحضور الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي.

وقال السيسي مخاطبا الفنان " يا استاذ حسين ماجت ليش فرصة انني اقول لك متشكر . انا باشكرك باحييك وباحي دولة الإمارات من خلالك".

وأضاف " كنت مستني فرصة بس اننا اشوفك واقوب لك كثر خيرك صحيح كثر خيرك متشكر جدا ".



 وعندما يحضر اسم الجسمي بعد العديد من الأحداث والكوارث العالمية، يحضر التساؤل الساخر لدى الكثيرين من رواد التواصل الاجتماعي :

يتساءل الكثيرين: لماذا لا يغني لداعش واسرائيل حيث ارتبط هذين الكيانين بالدمار والقتل في الوجدان العربي، ليلحق بهما ذات الأضرار التي يجلبها للدول العربية.

لعلها المصادفات التي جلبت الحظ السيئ للفنان، وهذا لا يعني التوقف عن الإستماع لصوته الجميل.


Create Account



Log In Your Account