سنة رابعة من التخبط في حرب اليمن
الجمعة 20 أبريل ,2018 الساعة: 04:45 مساءً

في أي حرب، يجب :

١- تحديد الهدف بوضوح تام

٢- تسخير كل الإمكانيات لتحقيق الهدف

٣- عمل تحالفات مع كل القوى المعادية لعدوكم

٤- أن يكون معك دعاية وإعلام ناجح

٥- أن تتفوق في "المُثُلْ الأخلاقية العليا"، على عدوك

 

والآن دعونا نزور هذه العوامل الخمسة ونتفقد أداء التحالف والشرعية

١- وضوح الهدف وخدمته

الهدف الإستراتيجي المعلن:

هو دعم الشرعية والقضاء على الإنقلاب.

اخرج إلى أي شارع في اليمن أو أي نازح خارج الوطن، واسأله ما هو هدف تحالف السعودية والإمارات من حرب اليمن هذه، ستجد إجابات سلبية وغاضبة.

والأدهى من ذلك أنك ستجد اتفاقا مدهشا على سرد الشكوك من نوايا خفية للتحالف بين اليمنيين الحوثيين الأشرار مع ضحاياهم الأبرياء في المناطق الواقعة تحت مخالبهم  وسكان المدن التي يحاصرها ويقصفها الحوثيون، أو اليمنيين الذين تشردوا داخل البلاد وخارجها.

وستجد نفس الشكوك حتى في أوساط القوى الفاعلة على الأرض ، من رأس الشرعية المسكينة القابعة في الرياض حتى  أصغر بطل يمني يقاتل وهو جائع في جبهات اليمن.

اسألوا كل "الأغبياء" وكل "الأذكياء"

أسألوا الأشرار واسألوا الأبرياء.

اسألوا كل المعذبين من إطالة أمد الحرب.

وحتى المنتفعون من البلاطجة والمفصعين وتجار الحروب والمتنقلين بين فرش التحالف، وكل المستفيدين من إطالة الحرب يمكننا أن نسألهم وسنجد نفس الجواب، على سؤال ما هو هدف التحالف.

اليمنيون يا أشقاءنا الأعزاء في التحالف، لم يعودوا  يعرفون ماذا تريدون منهم.

وعند هذه الجملة، سيقفز اليمنيون كلهم زاعقون:

إلا نعرف ماذا يريدون.

وأنتم تعرفون ما يعرفون وما يقولون.

ولا يمكن أن تدار أي حرب، والهدف غير واضح.

أما عن الأهداف التكتيكية والعمل على إنجازها، فالدخول في السنة الرابعة أكبر شاهد على تخبطها

ما معنى جبهات طفي/لصي؟

ما معنى عدم الخروج بحل لأربع سنين من تمترس الحوثيين خلف صخور بعد أن لغموا المساحة التي تفصلهم عن أي هجوم؟

اسألوا كل الخبراء العسكريين في أي مكان في اليمن أو في العالم أو حتى في جيوش التحالف نفسها، عن حذاقة الأهداف التكتيكية للتحالف

 

٢- الإمكانيات

إمكانيات التحالف ضخمة، وهم ينفقون وبكثرة، ربما وصلت حد النزف والغرق في مستنقع.

لكن الصرف هو على المعدات والأدوات الخطأ وعلى البشر الخطأ.

لو كانوا صرفوا على وحدات يمنية قتالية خفيفة  فتاكة صغيرة مجهزة بوسائل اتصالات حديثة بينهم وبين غرفة عمليات وبين طيران وبين مروحيات تقصف عن بعد وبرؤية ليلية.

وحدات قتالية خفيفة فتاكة (lean And Mean)ببنادق القنص وصواريخ حرارية، تنكش العدو ولا تشتبك معه. فقط ترسل إحداثيات العدو من موقع المناوشة إلى أعلى، بالليل أو النهار، فيتم تحييدهم من الجو بالنفاثات أو المروحيات البعيدة، بلحظات.

عشرات أو مئات من هذه الوحدات الخفيفة الفتاكة المتنقلة الذكية، تنهي الحرب كلها في أسابيع.

ثم يتم الحفاظ على الأرض، بعد ذلك، بالأمن والمباحث والمخابرات والخدمات.

هل هذه الحرب حرب نفاثات مقاتلات قاذفات وحشد مدرعات وتكوين عشرات الألوية بمئات الألوف من الجنود.، كما هو حاصل الآن؟

 

٣- حلفاء التحالف اليمنيين

المفروض أن حليف التحالف، هو الشرعية.

ولكن طائرة رئيس جمهورية الشرعية، لا تستطيع أن تهبط في العاصمة المؤقتة للشرعية.

يا أعزاءنا في التحالف، عندما اكتسح هتلر أوكرانيا، قام تشرشل الإستعماري البريطاني بإرسال الدبابات لستالين السوفييتي الشيوعي  وهي معمرة بالذخائر.

قالوا له ما هذا يا تشرشل، هذا عدو الإمبراطورية والإستعمار؟

فرد عليهم: "مستعد للتحالف حتى مع الشيطان".

ولحظة انتهاء الحرب، قاموا بإنشاء "الستار الحديدي" حول الإتحاد السوفييتي، واستمروا حتى انهار.

والتحالف، بدلا من أن يرفع من شأن حلفاءه،  أثناء الحرب فإنه يتفنن في إنشاء مجالس ونخب وأحزمة  لا تكره شيئا مثلما تكره الشرعية والمرجعيات الثلاث التي يرتكز عليها التحالف ، كمسوغات قانونية وأخلاقية لشن حرب اليمن.

وكأن العدوى أصابت الشرعية، فقامت بتعيين أخ الرئيس السابق عفاش قائدا لألوية الإحتياط ليضاف إلى قائمة التعيينات التي  تذهل كل الناس.

وزادوا جعلوا عفاش الذي كان عدوهم قبل أيام، شهيدا.

وكأن التحالف أصابته الغيرة من الشرعية، فاحتضن إبن أخ عفاش، وأغدق عليه بالأموال والمدرعات، ويروج له على أنه سيكون "السيف المسلول"

كيف يمكن للعميد الذي ترك حراسته لعمه وولي نعمته الرئيس السابق صالح ، والحوثيون يتكالبون عليه ليقتلوه، أن يكون السيف المسلول.

ما هذا الحارس الشخصي، الذي يفر وينجو بينما يُقتل الرئيس.

ما هذه التحالفات، يا شرعية ويا تحالف.

هذا فهم خطأ للشيطان الذي كان يقصده تشرشل.

قد قلنا من قبل بأن كل مكونات الشرعية، قد خيبوا ظننا وأملنا وأملكم.

ولكن لا تحولوا العملية وكأنها عملية تأديب وتربية للشرعية و "الإخونج"،  وترجموهم بشياطين ليست حسب كاتالوج تشرشل.

كان ممكن تقرصوا أذن الشرعية أو "الإخونج"، وتعيدوهم نحو الهدف المعلن وليس الأهداف التي يتهامس بها اليمنيون ويجهرون.

لكن أن ترجموهم بشياطين غير تشرشلية، فترجموننا نحن قبل أن ترجموهم،  فهذا قمة الجرح والإيلام.

وقمة التخبط والتوهان.

 

٤- الدعاية والإعلام

دعاية وإعلام، بنفقات هائلة.

لكن هل فاز هذا الإعلام بعقول وقلوب اليمنيين؟

الإجابة: لا

 

٥- المُثُلْ الأخلاقية العليا

لا يمكن لأحد أن ينتصر في حرب من غير أن يقنع جمهوره بأن الحق والقيم والأخلاق معه.

يجب أن يكسب ويقنع أي محارب جمهوره.

جمهور التحالف، في هذه الحرب، هم اليمنيون.

فهل هم يكسبونا ويقنعونا؟


Create Account



Log In Your Account