الانتقالي.. وضآلة الحكومة
الإثنين 13 يوليو ,2020 الساعة: 08:35 مساءً

أوجد المجلس الإنتقالي الجنوبي فرصة من العدم للحكومة الشرعية للتملص من التزاماتها والقيام بواجباتها الرئيسية تجاه رعاياها.

ومنذ أغسطس الماضي حين اندلعت المواجهات بين قوات الحكومة وقوات المجلس الانتقالي وتم طرد الحكومة من مدينة عدن والإصرار على عدم رجوعها لممارسة نشاطها تحت مبررات تبادل فيها الطرفين الإتهامات.

هذا الطرد والمنع وجدت من خلاله الحكومة ضآلتها للعزف على أوتاره، وعندها الحق في ذلك، لتخلق لنفسها مبررا يدفع التهم عنها بأنها تحاول العودة الى عدن كعاصمة مؤقتة للبلاد لممارسة نشاطها والقيام بدورها وواجبها ولكنها ممنوعة من العودة، واتفاق الرياض الذي وقع بين الطرفين في نوفمبر الماضي لحل الاشكالية بين الطرفين تعثر قبل أن تبدأ خطوته الأولى لأنه كان هلاميا أكثر منه واقعيا، وبنوده فضفاضة يصعب الامساك بخيطها الرفيع وهو ما سحب نفسه حتى اللحظة على عدم قدرة الرياض، باعتبارها الراعي والموجه بالزام طرفيه، بتنفيذ بنوده تحت اشرافها وضمانتها بغض النظر عن أي ملف يتقدم عن الآخر وأي ملف يتأخر.

وفي حقيقة الأمر فان المجلس الانتقالي قد أخذته العزة بالإثم ، ولاشك أنه أدرك ماوقع فيه من خطأ بطرد الحكومة وعدم السماح بعودتها وذلك أن الحكومة رمت الكرة في مرمى الانتقالي لتحمله وزر افعالها وضعف أداءها، ووجد الإنتقالي نفسه في زاوية ضيقة، مكرها لا بطل، دفعته حمية التفوق القتالي حينها _ وليس الإنتصار _ لاتخاذ هذا الموقف، وعجز لاحقا عن التراجع عنه خشية من غضب الشارع الذي تعالت عنده هرمونات الحماسة في ضوء حملة التحريض الواسعة التي رافقت وتلت تلك الأحداث بوهم الإنتصار لقضايا الناس.. مثلما وجد نفسه في ظل هذه الظروف المعقدة والمترابطة والمتداخلة غير قادر على القيام بأي دور لصالح الناس والإيفاء بالتزاماته في ضوء إعلانه الإدارة الذاتية للمحافظات الجنوبية، وقيامه بفتح حسابات بنكية خاصة في البنك الأهلي، غير الموجودة لدى البنك المركزي للموارد الأساسية السيادية، الأمر الذي زاد الطين بلة في موقفه ورفع من رصيد مبررات الحكومة بالتنصل والتهرب.

وبذلك فإن نصيحتنا للمجلس الإنتقالي أن يتخذ قدرا كافيا من التأني والتفكير والدراسة الموضوعية، بعيدا عن شطط لحظات الحماسة، قبل أن يقدم على أي خطوة ، او يتخذ أي قرار لأن كثرة اتخاذ القرارات دون تنفيذها على الأرض تأتي بنتائج عكسية وسلبية في الشارع.

وأعتقد أن الانتقالي اليوم في أمس ما يكون لحاجة ومؤازرة الشارع له، ولن يتأتى ذلك من خلال بريق وهم القرارات كانتصار إعلامي، بقدر ما يتحقق هذا الهدف من خلال ملامسة تلك القرارات لأوجاع وهموم الناس والتخفيف منها.


Create Account



Log In Your Account