أدانت دول عربية ودولية استهداف جماعة الحوثي للأحياء السكنية والمدن السعودية، بصواريخ باليستية. وفجر الثلاثاء، أعلن التحالف العسكري الذي تقوده السعودية في اليمن عن اعتراض وتدمير "8 طائرات دون طيار مفخخة لاستهداف الأعيان المدنية والمدنيين بالمملكة" بالإضافة إلى "3 صواريخ بالستية أطلقها الحوثيون من محافظة صعدة باتجاه المملكة". من جهتهم، أعلن الحوثيون أنهم استهدفوا العاصمة السعودية "بعدد كبير من الصواريخ الباليستية والمجنحة وطائرات سلاح الجو المسير" وفقًا لقناة المسيرة التابعة للجماعة.
وقال المتحدث باسم قوات الحوثيين يحيى سريع "سننفذ المزيد من العمليات العسكرية الأشد والأقوى حتى رفع الحصار ووقف العدوان". وادعى الحوثيون أنهم استهدفوا مواقع عسكرية سعودية في الرياض ونجران وجيزان. وتعرضت السعودية لعشرات الهجمات بالصواريخ البالستية والطائرات المسيرة العام الماضي، أبرزها هجوم استهدف منشآت لشركة أرامكو النفطية في سبتمبر/أيلول الماضي، تبناه الحوثيون لكن الرياض شكّكت في ذلك وحمّلت المسؤولية لإيران التي تدعمهم. واعتبر الناطق الرسمي باسم الحكومة اليمنية راجح بادي تلك الهجمات بأنها "تكشف حقيقة هذه المليشيات الإرهابية ومزاعمها عن السلام وتضعها على المحك امام الرأي العام الإقليمي والدولي". واتهم بادي الحوثيين بالعمل كذراع للحرس الثوري وأنهم اداة من أدواته العابثة في المنطقة. وقال في بيان نشرته وكالة الانباء اليمنية (سبأ)، إن استمرار الهجمات ضد المدن السعودية يجلي الستار عن نوايا هذه المليشيات الاجرامية تجاه جهود السلام التي ترعاها الامم المتحدة. ودعت الحكومة اليمنية الأمم المتحدة والمجتمع الدولي إلى ادانة هذه الاعتداءات والجرائم واجبار الحوثيين على الكف عن استهداف المدن والمجمعات والمنشأت المدنية داخل اليمن والسعودية. ويأتي هذا التصعيد على وقع الدعوات الأممية للتهدئة في اليمن، والدعوة لوقف الحرب، والتفرغ لمواجهة فيروس كورونا الذي يجتاح العالم. ردود الأفعال
وأثار استهداف الحوثيين للسعودية إدانات دولية وعربية. وقال وزير الخارجية البريطاني دومينيك راب في بيان "أدين الهجمات الأخيرة التي شنها الحوثيون على السعودية، وهجماتهم المستمرة داخل اليمن التي تثير المزيد من الشكوك بشأن ما يزعمونه عن رغبتهم في إقرار السلام" . واشار راب الى "إنه ومع تفشي فيروس كورونا الذي من المتوقع أنه قد أصاب مليون يمني، أصبح من الضروري أكثر من أي وقت مضى، أن يوقف الحوثيون أعمالهم العدائية وأن يسمحوا للجهود الإنسانية التي تقودها الأمم المتحدة بالعمل على إنقاذ حياة اليمنيين". كما أدان مجلس التعاون لدول الخليج العربية "التصعيد الخطير" للحوثيين، واعتبر الأمين العام للمجلس نايف الحجرف هجمات الحوثيين بأنها تمثل "انتهاكاً صارخاً للقوانين والأعراف الدولية".
ودعا الامين العام لمجلس التعاون في بيان، المجتمع الدولي لتحمل مسؤولياته والوقوف بحزم في وجه جماعة الحوثي في محاولاتها المستمرة لزعزعة الأمن والسلم في المنطقة. من جهتها، قالت منظمة "التعاون الإسلامي" (مقرها السعودية) في بيان: "ندين إطلاق مليشيا الحوثي عددا من الطائرات المفخخة والصواريخ البالستية، باتجاه الأعيان المدنية والمدنيين في السعودية". وحمّل الأمين العام للمنظمة، يوسف بن أحمد العثيمين، عبر نفس البيان، الحوثيين وداعميهم بالمال والسلاح، مسؤولية تلك الهجمات، التي وصفها بـ"الإرهابية".
كما أعربت الخارجية المصرية، عن إدانتها الشديدة للهجمات الحوثية على السعودية. وأكدت الوزارة في بيان، على وقوف القاهرة مع الرياض في مواجهة أي محاولة لاستهداف أمنها واستقرارها، ودعم المملكة في كل ما تتخذه من إجراءات في مواجهة "الإرهاب الغاشم". وتدخل الحرب في اليمن عامها السادس، بين القوات الحكومية المدعومة بتحالف عسكري تقوده السعودية من جهة، وبين المسلحين الحوثيين المدعومين من إيران من جهة أخرى. وأوقعت الحرب عشرات الآلاف من القتلى والجرحى منذ بدء عمليات التحالف في 26 آذار/مارس 2015، بحسب منظمة الصحة العالمية وتسببت في إنهيار اقتصادي تام، وتدمير جزء كبير من البنية التحتية، وصناعة ما توصف بأنها أكبر أزمة انسانية في العالم.