انتقادات حقوقية لاستبعاد التحالف في اليمن من القائمة السوداء
الثلاثاء 16 يونيو ,2020 الساعة: 06:38 مساءً
متابعة خاصة

أثار استبعاد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش التحالف العربي الذي تقوده السعودية في اليمن، من القائمة السوداء لمنتهكي حقوق الأطفال، انتقادات واسعة وسط مطالبات حقوقية بوضع حد للانتهاكات الخطيرة بحق الأطفال في اليمن.

وقال غوتيريش في تقريره السنوي لمجلس الأمن أمس الاثنين إن التحالف "سيُحذف من القائمة الخاصة بقتل وتشويه (الأطفال) في أعقاب تراجع كبير في القتل والتشويه بسبب الضربات الجوية" وتطبيق إجراءات استهدفت حماية الأطفال.

لكنه أضاف أن التحالف سيخضع لعام واحد من المراقبة وأن "أي فشل" في خفض عدد الضحايا من الأطفال سيؤدي إلى إدراجه مرة أخرى العام المقبل.

وأشار التقرير إلى أن التحالف تسبب في سقوط 222 طفلا ما بين قتيل وجريح في اليمن العام الماضي. وقال إن الحوثيين يتحملون مسؤولية مقتل أو إصابة 313 طفلا بينما تتحمل قوات الحكومة اليمنية المسؤولية عن مقتل أو إصابة 96 طفلا، ويبقى الطرفان على القائمة السنوية السوداء للأطفال والصراع المسلح.

في المقابل، نددت منظمة "هيومن رايتس ووتش" في بيان بـ"مستوى جديد من العار" بعد حذف التحالف من القائمة.

وقالت المنظمة  إن غوتيريش "أكد في تقريره مسؤولية التحالف بقيادة السعودية عن مقتل 222 طفلا في اليمن(خلال 2019)، لكنه أزالهما من قائمة الأطراف المسؤولة عن الانتهاكات الجسيمة ضد الأطفال".

وصرح مسؤول المنظمة جو بيكر إن القرار يتجاهل "الأدلة المقدمة من الأمم المتحدة نفسها حول تواصل الانتهاكات الخطيرة بحق الأطفال" في اليمن بحسب البيان.

وأضاف أن "الأمين العام جلب عاراً على الأمم المتحدة بإزالة التحالف الذي تقوده السعودية، من قائمة العار، حتى مع استمراره (التحالف) في قتل وإصابة الأطفال في اليمن".

وأردف بيكر "أزال (غوتيريش) بشكل متكرر، وبلا مبرر، البلدان القوية من قائمته، رغم أدلة الأمم المتحدة الدامغة على الانتهاكات الجسيمة ضد الأطفال".

من جهتها، قالت هيئة الرصد المعنية بالأطفال والصراعات المسلحة إن "الأمين العام للأمم المتحدة يعرض الأطفال لهجمات جديدة ويقوض على نحو كبير آلية مهمة لتحميل المسؤولية".

وحمّلت المنظمة التحالف مسؤولية مقتل أو تشويه 222 طفلا في اليمن في 2019.

بدورها، أكدت الممثلة الخاصة للأمين العام المعنية بالأطفال والصراعات المسلحة فرجينيا غامبا خلال مؤتمر صحافي، أن المنظمة الأممية لم تتعرض لـ"أي ضغوط" سعودية وأن التقرير مبني على "أرقام".

وتدخل الحرب في اليمن عامها السادس، بين القوات الحكومية المدعومة بتحالف عسكري تقوده السعودية من جهة، وبين المسلحين الحوثيين المدعومين من إيران من جهة أخرى.

وأُدرج التحالف بقيادة السعودية رسميا على القائمة السوداء خلال السنوات الثلاث المنصرمة.

وفي عام 2016، أُضاف الأمين العام السابق، بان كي مون، التحالف والحوثيين والحكومة الشرعية إلى القائمة السوداء، لانخراطهما في عمليات القتل والتشويه التي طالت الأطفال، إضافة إلى الهجمات التي استهدفت المدارس والمستشفيات.

وأوقعت الحرب عشرات الآلاف من القتلى والجرحى منذ بدء عمليات التحالف في 26 آذار/مارس 2015، بحسب منظمة الصحة العالمية وتسببت في إنهيار اقتصادي تام، وتدمير جزء كبير من البنية التحتية، وصناعة ما توصف بأنها أكبر أزمة انسانية في العالم.

وبدأت الأمم المتحدة بإصدار "قائمة العار" (اللائحة السوداء) عام 2002، وتضم المسؤولين عن انتهاكات جسيمة لحقوق الأطفال، وبينها: القتل والتشويه والتجنيد والعنف الجنسي والاختطاف والهجمات ضد مدارس ومستشفيات، ومنع وصول المساعدات الإنسانية للأطفال.


Create Account



Log In Your Account