المغرد الشهير "مجتهد" يكشف عن وجود سجن سري سعودي بحضرموت تمارس فيه أفظع الإنتهاكات
الإثنين 15 يونيو ,2020 الساعة: 06:51 مساءً
متابعة خاصة

كشف المغرد السعودي الشهير "مجتهد" الأحد، عن وجود سجن يري تديره القوات السعودية في مدينة حضرموت اليمنية.

وذكر الحساب الشهير بـ"مجتهد" والذي يحظى بمتابعة أكثر من 2 مليون شخص، أنه حصل على تفاصيل السجن السري من معتقلين سابقين بالسجن، وقال إنهم يؤكدون أن السعودية تتكتم على وجوده وعلى ما يجري فيه، لافتا إلى أن مبررات الاعتقال وطريقته تجسيد لامتهان الحقوق.

وتابع: "ظروف السجن وخدماته لا تليق بالحيوان (..)، ولا يخضع السجن لإشراف قضائي سعودي أو يمني (..)، ولا يخضع السجن لرقابة دولية".

وحساب مجتهد واحد من أشهر الحسابات على تويتر تنقل عنه معظم وسائل الإعلام العالمية عرف بدقة معلوماته ومعرفته الدقيقة بخبايا دوائر صنع القرار السعودي وخفايا الصراع داخل عائلة آل سعود.

وقال مجتهد في سلسلة تغريدات طالعها "الحرف 28": "مر على السجن مئات وربما آلاف المعتقلين، وتوفي عدد منهم تحت التعذيب وأصيب آخرون بعاهات، ومعظم المعتقلين من أقارب ومعارف شخص مشتبه به".

وتتوافق هذه المعلومات مع أخرى أوردها تقرير سابق للجنة الخبراء الأممية المعنية بالملف اليمني التي تحدثت عن وجود سجون سرية تخضع للقوات السعودية في حضرموت.

وأرفق الحساب الشهير تغريداته بصورًا لتقرير قال إنه حصل عليه من معتقلين سابقين في سجن تديره القوات السعودية.

ويتناول التقرير الذي يحمل عنوان "السجن الذي يديره الجيش السعودي في شرق اليمن" معلومات عامة عن السجن وطريقة التعامل داخل المعتقل ونماذج للاختفاء القسري والوفاة تحت التعذيب.

يقول التقرير إن السجن يدار بطريقة لا تختلف عن إدارة ذهبان والحاير وسجون المباحث داخل السعودية من حيث التعذيب الجسدي والنفسي التي تؤدي إلى الوفاة".

يقع السجن في وادي حضرموت وبالتحديد مدينة سيئون، ويطلق عليه المعتقلون بـ "السجن الطيني".

بحسب التقرير يتولى ادارة السجن ضباط في الجيش السعودي وآخرين يمنيين يتولون فقط الجانب الإداري في السجن.

يشير التقرير إلى أن "السجن لا يخضع لأي رقابة قانونية أو قضائية أو ادعاء عام سعودي أو من قبل الشرعية اليمنية".

يضيف التقرير : "لا يوجد حدود لمبررات الاعتقال، و للضباط حق استهداف أي شخص يحلو لهم أن يعتبروه مشتبها به، فمثلا يعتقل كل أقارب الشخص المطلوب ومعارفه، مع أن المطلوب أصلا لا يوجد ما يكفي للاشتباه به".

ووفق التقرير فإن عمليات الاعتقال تتم بواسطة "المداهمات التي لا تخضع لأي أمر نيابي أو مراقبة قضائية، ولا تراعي حرمات البيوت ولا المحظورات الدينية والاجتماعية".

يقول إن "المداهمون لا يكترثون بالأوقات فقد تتم في ليل أو نهار، و للمداهمین الحق بإطلاق النار والقتل بحجة مقاومة الاعتقال أو حيازة سلاح و أو حجة محاولة استخدامه".

وأشار التقرير إلى أن عمليات المداهمات تراجعت عقب اغتيال قائد القوات السعودية في حضرموت الذي كان يتولى إدارة السجن.

وفي سبتمبر 2019، قتل العقيد الركن بندر بن مزيد مقبول العتيبي قائد قوات التحالف بحضرموت إلى جانب جنديين سعوديين، إثر انفجار عبوة ناسفة في إحدى مناطق مديرية شبام.

وذكر التقرير أن السجن الذي تديره القوات السعودية في حضرموت "لا يتوفر فيه عناية طبية، كما أنه لا يوجد به نظام زيارة او تصال".

يقول التقرير إن رجلاً يدعى سعيد عبد الله السفرة (50 عامًا)، قُتل في ذات السجن الذي تديره قوات سعودية بمدينة سيئون تحت التعذيب في سبتمبر من العام الفائت".

يضيف: "أخبر السجناء حارس البوابة وهو يمني يدعى "الوعيل"، فوصل الخبر إلى المسؤول في الجيش السعودي، فأمر بحمله بكيس "طربال ازرق" ونقله خارج السجن حيث تم التخلص من جثته بطريقة غير معروفة".

ونفى مكتب التحالف في سيئون عدة مرات معرفته أو علمه بتواجد المواطن الوعيل بحسب التقرير.

ونقل التقرير عن نداءات ومناشدات من أهالي المعتقلين إلى المنظمات الحقوقية والصليب الأحمر الدولي والمحاكم المختصة بجرائم ضد الإنسانية بالتحقيق في واقع هذا السجن، وإجبار الحكومة السعودية على جعله تحت رقابة الأمم المتحدة بشفافية كاملة.

وكانت منظمة "سام" للحقوق والحريات (منظمة يمنية في جنيف)، كشفت العام الماضي عن سجن سري في مدينة حضرموت، يُدعى “سجن الطين”، يخضع لقوات التحالف والحكومة اليمنية الشرعية، مشيرة إلى أن المعتقلين اليمنيين في السجن، يتعرضون للتعذيب الجسدي ومعاملة قاسية ومهينة وغير إنسانية.

ويشهد اليمن حربا واسعة منذ انقلاب سبتمبر 2014 حين سيطر الحوثيون على صنعاء وانطلقوا نحو مناطق أخرى، قبل أن تتصاعد حدّة المعارك مع تدخّل السعودية على رأس تحالف عسكري في آذار/مارس 2015 دعماً للحكومة في مواجهة الحوثيين المدعومين من إيران.

وقُتل منذ بدء عمليات التحالف آلاف المدنيين، فيما انهار قطاعها الصحي وسط نقص حاد في الأدوية وانتشار أمراض وأوبئة كالكوليرا الذي تسبّب بوفاة المئات، في وقت يعيش الملايين على حافّة المجاعة.

كما تدير أبوظبي سجون سرية في اليمن وتقوم بتعذيب كافة المعتقلين بما في ذلك النساء، فضلاً عن تعرض المعتقلين للاعتداء الجنسي.

وسبق أن قام فريق الخبراء الدوليين، المعيّن من لجنة العقوبات الدولية التابعة لمجلس الأمن الدولي بشأن اليمن، بتوثيق حالات اغتصاب نفذتها القوات المدعومة إمارتيًا لمعتقلين يمنيين في سجون سرية.


Create Account



Log In Your Account