إغتيال وطن
الثلاثاء 09 يونيو ,2020 الساعة: 05:33 مساءً

حسناً فعلت الإمارات، بعدم إسهامها بالتبرع المالي ، لليمن ، خلال مؤتمر المانحين ، المنعقد مؤخراً بدعوة من شريكتها السعودية ..

لأنها لو كانت فعلت لظهر بوضوح تضارب المصالح، وتناقضها مع سياساتها وتوجهاتها المعتمدة علناً تجاه اليمن ، أرضاً وإنساناً ، وما نعيشه من ويلات .

فهي متفرغة، ومسخرة الكثير من إمكانياتها لدعم وتمويل  سيطرة أذرعها ، والمجلس الإنتقالي أحدها ، هذا الذراع الذي يتفاخر قادته بجنسيتهم الإماراتية ، بعد أن دعمت ومولت انقلابه الأوقح والأوسخ على كيان الشرعية "المترهل".

كذلك تواصل الإمارات دعم وتمويل أذرع وتشكيلات مسلحة أخرى لبسط نفوذها وسيطرتها على مناطق يمنية ، وبحيث تقف في وجه الشرعية ، كند لا يخضع لغير صاحب السمو ..!

هذه الإمارات التي تفعل كل ذلك تحت يافطة الشراكة مع السعودية في تحالف إستعادة الشرعية اليمنية من يد  الإنقلابيين الحوثيين ..

هكذا تفهم الإمارات دورها في استعادة الشرعية ، التي يفترض بهادي أن يكون ممثلها ، وأن تسلم المناطق التي يتم إستعادتها من يد الحوثيين لسلطة الرئيس الشرعي وقواته ، غير أن الذي يحدث عكس ذلك تماماً ، بل والأكثر وقاحة وعدواناً أنها توجه صواريخها وقصف طائراتها بإتجاه أي قوات تتبع الشرعية ، تحاول إنهاء الإنقلاب الجديد ، وإستعادة العاصمة المؤقتة عدن من أيدي مسلحي المجلس الإنتقالي الخاضع للإمارات ، وفي كل مرة يسفر قصفها الصاروخي عن مقتل المئات من الجنود ، فضلاً عن تدمير الآليات العسكرية ..

ما يفعله الحوثي ، تعترف بشرعيته إيران ، فتدعمه وتسخر كل تحالفاتها وعلاقاتها العربية والدولية ، ليصبح أمراً واقعاً ومستمراً ..

وما يفعله المجلس الإنتقالي الجنوبي، تخطط له الإمارات ، وتمول تنفيذه وتثبيته ..

وما تفعله الإمارات، يمر ويشرعاً، ويصبح أمر واقع بمساندة السعودية.
لذلك وعندما بدأت الأصوات الاحتجاجية تتعالى مطالبة  بمحاسبة الإمارات، وإخراجها من التحالف ومن كافة المدن  والجزر اليمنية ، التي أخضعتها لنفوذها ، تدخلت السعودية  لإنقاذها على حساب الشرعية والسيادة اليمنية، فرعت اتفاقا  ثبت الإنقلاب الإماراتي في الجنوب ، وأكسبته الشرعية ،  ليصبح أمراً واقعاً رغماً عن أنف الجميع ..

واستكمالا لمسيرة المجلس الإماراتي ، تم الإعلان عن الحكم الذاتي للجنوب ، وتوجيه قواته المسلحة إماراتياً للسيطرة على كامل المدن والجزر الواقعة جنوب اليمن  المقتول.

هذا هو تحالف إستعادة الشرعية ، وهو ذات التحالف الذي يسيطر على مفاصل القرار السياسي للشرعية ، هو ذاته الذي يمنع قيادات الشرعية بدءاً من رئاسة الجمهورية ، مروراً إلى الحكومة ، والقيادات السياسية ، وصولاً إلى صغار الموظفين والمواليين للشرعية ، يمنعهم من العودة الكاملة والدائمة لأياً من المدن (المحررة) ، كما يجهض أية محاولات لإخضاع سلطتها لشرعية الدولة ..

وماذا أيضاً ..؟!
كل ما تفعله السعودية يمر ويصبح قضاء اليمن وقدره، بتواطؤ وخنوع قيادة الشرعية ، وعلى وجه الخصوص ، الرئيس هادي ، ونائبه علي محسن الأحمر ، وهيئته الإستشارية الرئاسية ، والتي تتألف من قيادات الأحزاب السياسية.

أولئك جميعهم ، هم من وقعوا مع الحوثي في صنعاء عقب اجتياحها إتفاق "السلم والشراكة " ، فحدث ما تلى ذلك كل ما عشناه ونعيشه اليوم ..

وأولئك هم أيضاً من وقعوا في جده مع المجلس الإنتقالي الإماراتي على إتفاقية مشابهة النتائج ، برعاية "الشقيقة الكبرى" إنقاذاً للشريك الرئيس في التحالف "الإمارات" ، وشرعنة لفعلتها ..

 كم هو مؤلم أن تضحى بلاد كاليمن، بكل إرثها وتأريخها وحضارتها ..

بهذا الحال المأساوي، الذي رسمت معالمه الدامية عصابات من الأوغاد والسفلة. وأن يصبح مصيرها وأهلها، في يد دويلات عمر نشأتها لا يصل إلى ربع عمر بيتنا في القرية ..

ختاماً ببساطة أقول :

إن اليمن، أصبحت بشعبها المشرد البائس، وأرضها المنهوبة والمدمرة. واقعة بين سندان  تحالف غير أمين ونوايا كممارساته سيئة، وبين شرعية متخمة بالفساد ، ومجلس إنتقامي مجنون ، من جهة  وإنقلابيين من جهة أخرى ، كل همهم إستمرار هذه الحرب المأساوية حتى "يوم القيامة"!، ما دامت تمثل دخلاً ربحياً وإستثمارياً متزايداً لصالح "جماعة " كانت محرومة من كل شيء ، وأصبحت اليوم تمتلك وحدها كل شيء.

alodaini.ctpjf@gmail.com


Create Account



Log In Your Account