كشفت صحيفة لندنية، عن صراعات داخلية بين فصائل القوات التابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي، المدعومة إماراتياً، في العاصمة المؤقتة عدن.
وقالت صحيفة "العربي الجديد" أمس السبت، إن "عدن تشهد حالة من التوتر، جراء تأجج الصراعات الداخلية بين فصائل القوات التابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي، المدعومة إماراتياً، والتي تطورت إلى اشتباكات مسلحة، فجر الجمعة، وسط مخاوف من انفجار الوضع جراء استمرار الاحتقان". ونقلت الصحيفة عن مصادر يمنية قولها، إنّ خلافات عميقة اندلعت بين أوسان العنشلي، قائد ما يسمى بـ"لواء العاصفة" التابع للمجلس الانتقالي، وبين إمام النوبي، قائد قوات الحزام الأمني المدعومة إماراتياً بمدينة كريتر، على خلفية رفض الأخير أوامر "الانتقالي" بالتوجه لقتال الشرعية في محافظة أبين. وأشارت المصادر إلى أن قوات لواء العاصفة والتي تحظى بدعم مباشر من القيادي السلفي بالمجلس الانتقالي، هاني بن بريك، هاجمت مدينة كريتر، فجر الجمعة الفائت، بعد زعمها أن دورية عسكرية تابعة لها تعرضت لهجوم بقنبلة يدوية من قبل عناصر مسلحة. وعلى الرغم من توقف الاشتباكات التي استمرّت لساعات، إلا أن التوتر لا يزال سيد الموقف في مدينة كريتر التي تنتشر فيها البنوك، ويقع في إطارها قصر معاشيق الرئاسي، وسط انتشار أمني مكثف من الجانبين، وفقاً للمصادر. وذكرت المصادر أن قوات لواء العاصفة قامت باستحداث 4 حواجز تفتيش جديدة في مداخل كريتر، كما أعلنت حظر التجول لمدة 3 أيام، بعد القبض على عدد من العناصر المسلحة التابعة للقيادي الآخر، إمام النوبي، الذي وصفته وسائل إعلام تابعة للانتقالي بـ"الإرهابي". وفي أول تعليق له على الأحداث، كشف النوبي عن تلقي تحذير من فصيل عسكري تابع للمجلس الانتقالي "يخيّرهم بين الخروج من عدن إلى جبهات القتال في محافظة أبين، أو تعرضهم للتصفية". وأشار النوبي، في بيان صحافي، إلى أن قواته رفضت طلب فصيل لواء العاصفة، وأعلنوا أنهم سيبقون في مدينة كريتر، نافياً مزاعم القوات التي تتلقى توجيهات من قيادات الانتقالي، بأنهم قد قاموا بالاعتداء على دورية أمنية. وفي توضيح لأسباب الاشتباكات، ذكر القيادي النوبي أن قوة أمنية حاولت اعتقال شاب من منطقة الطويلة، وهو ما تسبب باندلاع اشتباكات مسلحة، لافتاً إلى أن شباب الطويلة ومدينة كريتر، "قاموا بالدفاع عن أنفسهم وأسرهم". ولجأ قادة المجلس الانتقالي ووسائل إعلام موالية لهم إلى اتهام قوات النوبي بـ"موالاة الشرعية" والعمل لصالحها كخلايا نائمة من داخل مدينة كريتر، كما زعمت قيادات انفصالية بأن تلك القوات المتمركزة في كريتر تقف خلف عمليات الاغتيالات بعدن، وآخرها اغتيال المصور الصحافي نبيل القعيطي. وكانت مدينة كريتر معقل أبرز الاحتجاجات الشعبية التي خرجت أواخر رمضان، ضد المجلس الانتقالي، تنديداً بتردي الخدمات العامة، ومن المرجح أن تكون التطورات الجديدة هدفها كسر شوكة أي احتجاجات قادمة ضدهم. وأخفق "الانتقالي" في إيقاف الاحتجاجات المستمرة في عدن، رغم لجوئه إلى القوة في 22 مايو/ أيار الجاري، ما أدى إلى سقوط قتيل من المحتجين وعدد من الجرحى. ويتحكم المجلس الانتقالي المدعوم إماراتيًا بزمام الأمور في عدن، منذ أغسطس/ آب الماضي، وتشهد المدينة تردي في الوضع الصحي والخدمي، وتفشي واسع للأوبئة أودت بحياة المئات. ووقع المجلس الانتقالي الجنوبي والحكومة الشرعية اتفاق الرياض بوساطة سعودية قضى بعودة الحكومة ودمج قوات المجلس ضمن التشكيلات الرسمية للشرعية اليمنية خلال وتنفيذ الاتفاق خلال أشهر، لكن السعودية راعية الاتفاق أخفقت في الزام المجلس الإنتقالي الموالي للإمارات بتنفيذه وذهب للتصعيد بإعلان "الادارة الذاتية" أواخر أبريل الماضي، وسط انتشار للأوبئة على رأسها فايروس كورونا ما فاقم الوضع المعيشي والصحي الصعب للمواطنين.