كشف موقع "عربي 21" اللندني عن تورط قيادات بالمجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم من الإمارات، بمحاولة الاغتيال والانقلاب على محافظ حضرموت. ونقل الموقع عن مصدر وصفه بـ"الخاص" قوله إنه "خلال الأيام الماضية، تم اعتقال عدد من كبار الضباط والأكاديميين المقربين من المجلس الانتقالي في المكلا، مؤكدا أن التحقيقات جارية معهم بتهمة "تدبير عملية انقلاب" في قيادة المنطقة العسكرية الثانية، من ضباط بقوات ما تسمى "النخبة الحضرمية"، التي تعد أبرز الوحدات وأقواها تسليحا وتدريبا. وأوضح المصدر أن المخطط الانقلابي كان يهدف للإطاحة بالبحسني من منصبيه ـ قائد المنطقة الثانية ومحافظ المحافظة ـ وتنصيب محافظ جديد لحضرموت في إطار الإدارة الذاتية للجنوب التي فرضها المجلس الانتقالي في عدن قبل أكثر من شهر
ولم يصدر أي تعليق أو توضيح من المجلس الانتقالي حول الاتهامات الموجه له بالتخطيط للانقلاب واغتيال حاكم حضرموت. وفي الأول من حزيران/ يونيو الجاري، أعلنت النيابة الجزائية في مدينة المكلا، عاصمة حضرموت، إشرافها على جمع الاستدلالات من قبل الأجهزة الأمنية حول محاولة اغتيال اللواء، فرج البحسني، محافظ المحافظة، قائد المنطقة العسكرية الثانية، مؤكدة أنه تم ضبط عدد من المتهمين، فيما التحقيقات جارية معهم، ويجري تعقب عناصر أخرى مشتركة في العملية. وبعد يومين من الكشف رسميا عن إحباط محاولة اغتياله، التقى البحسني، الأربعاء، بقيادات في الفرع المحلي للمجلس الانتقالي بحضرموت، وقال إن "حضرموت عزيزة على جميع أبنائها، ومسؤولية الحفاظ عليها آمنة ومستقرة هي مهمة الجميع أيضا"، وفقا لما نشره الموقع الرسمي للبحسني ذاته، بموقع "فيسبوك". وتسعى أبوظبي وفقا لمراقبين، إلى تخفيف ضغط قوات الجيش الحكومي على حلفائها في المجلس الانتقالي في زنجبار، المركز الإداري لمحافظة أبين، المتاخمة لمدينة عدن، من خلال توتير الأوضاع في حضرموت، وصولا إلى تفجيرها. من جهته، أكد وكيل حضرموت المساعد لشؤون مديريات الوادي والصحراء، عبدالهادي التميمي أن التنوع والتعددية السياسية وفقا للنظام والقانون مرحب بها في المحافظة، وما نريده من كل الأحزاب والمكونات السياسية أن تتنافس في خدمة المواطنين. وقال في حديث لـ"عربي21": "نرفض بشكل قاطع أن يفرض أي طرف مشروعه بالحديد والنار"، مضيفا أن أي "تشكيلات مسلحة خارج المؤسسة الأمنية والعسكرية، مرفوضة تماما". وتابع التميمي: "أهل حضرموت معروفون لدى القاصي والداني أنهم أهل دعوة وثقافة وتجارة وبناء وسلام، وأيضا رجال دولة، ولا يمكن أن تجد الدعوات من أي كان الداعية للعنف آذانا صاغية بينهم". وأشار إلى أن هناك حالة من الغضب والسخط لدى السكان بسبب ضعف الخدمات ومنها الانقطاعات المتكررة للطاقة الكهربائية، وكذا حالات القتل المتزايدة في منطقة الوادي. بالإضافة إلى عدم إيجاد حلول لضعف منظومة الأمن، فيما الاعتماد على الجيش للقيام بالمهام الأمنية أثبت عدم جدواه، وتم استغلال مثل هذه الأمور لتأليب الشارع ضد السلطة والحكومة في آن واحد. وحول محاولة الاغتيال الفاشلة التي تعرض لها محافظ حضرموت، فرج البحسني، أوضح المسؤول الحكومي: "تابعنا ذلك، وننتظر ما ستسفر عنه نتائج التحقيقات، وإعلان ذلك بشكل رسمي".
واستطرد: "لا نريد استباق الأحداث". وحسب التميمي، فإن موقف المحافظ من بعض القضايا، وتأييده للمشروع الوطني الذي يقوده الرئيس عبدربه منصور هادي كان صادما لبعض القوى (لم يسمها)، فأرادت التخلص منه. وأردف قائلا: "ما نريده بهذا الخصوص هو أن تتم محاكمة عادلة للمتهمين." ووفقا للتميمي، فإن حضرموت التي وصفها الرئيس هادي أنها "شوكة الميزان"، تستحق أن تكون أول إقليم لدولة اليمن الاتحادي، مطالبا بالبدء في هذا المشروع، وتفعيله لخلق نموذج جاذب لكل أبناء الوطن، ومن ثم ستسقط باقي المشاريع ويعود لليمن عافيته.